الأحد ٤ تموز (يوليو) ٢٠١٠
بقلم أحمد مظهر سعدو

الأسرة و التماسك الاجتماعي

في المجتمع العربي ما تزال الأسرة تشكل حالة ملموسة بأنساق لها الديمومة كلها، كما أنها ماتزال تشكل بنية أساسية لتكوينة هذه المجتمعات،وإذا كانت المجتمعات الغربية قد تجاوزت مرحلة الأسرة، و باتت ترتكز إلى معطيات أخرى مختلفة، وغير متساوقة مع بعضها البعض، إلا أن جوانية البنى المتمظهرة للمجتمع العربي عموماً و منه السوري بالطبع،تتأطر أكثر، و تلاقح ثنائياتها بشكل يدعو للاتكاء على وسادة وطنية متماسكة،و أرضية سيسيولوجية غاية بالأهمية، وذات أبعاد متواصلة وغير متناحرة،بل تسير باتجاه تمتين أطر أفضل للفعل المجتمعي المعاش.. و كما قيل ف "حقاً أن الأسرة هي الخلية الأولى للمجتمع ولا بد أن تتوافر لها كل أسباب الحماية، التي تمكنها من أن تكون حافظة للتقليد الوطني، مجددة لنسيجه، متحركة بالمجتمع كله و معه".

و الحقيقة فإن هناك الكثير من الشوائب الآن، التي تحاول أن تنال من حالة التناهي و الاندماج في النسيج المجتمعي، إلا أن حالة الاندراج التاريخي،و جملة القيم، و منظومة هذه القيم، ما زالت تحمي، وتحافظ، وتؤدي إلى التضاد مع حالات الشوائب الواردة من هنا أوهناك، و عموماً وكما قيل يوماً فإن "التقدم الوطني لا تحققه كلمات محفوظة عالية الرنين،وليس هناك شعب يستطيع أن يبدأ تقدمه من فراغ، و إلا كان يتقدم إلى الفراغ ذاته ".

و نحن في مجتمعنا العربي، وضمن معطيات الأسرة العربية نتقدم من خلال مداميك بنيوية متينة، وتراث عربي أصيل ومستقبلي، وبالتالي فإننا لا يمكن -على هذا الأساس- أن نمشي نحو الفراغ ذاته،بل هناك آمال و انبثاقات مستقبلية، تؤسس لأسرة عصرية ذات أفق هادف يصنع الكثير مما يمكن أن يطمح إليه الواقع العربي الآني.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى