السبت ١٠ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١١
بقلم رقية عبوش الجميلي

الإسلام دين رحمة والمسيحية دين محبة

هكذا قالها واحسها في صميمه، رجل لطالما أثار فضولي لأتحدث معه وأحاوره، وما اجمل اللقاء الذي جمعني به، انه الدكتور (لويس ساكو) رئيس أساقفة كركوك، وأعلى سلطة دينية للمسيحيين في كركوك.

درس الثانوية في مدينة الموصل، وبعد ذلك اكمل دراسته في ايطاليا، حيث درس علم اللاهوت والفلسفة ونال شهادة الدكتوراه في اللاهوت المسيحي، وبسبب ظروف الحرب الايرانية - العراقية لم يستطع العودة الى العراق. ثم استغل تلك الفترة في دراسة الفقه الاسلامي، وقد حصل على شهادة الماجستير في الفقه الاسلامي من معهد الدراسات الاسلامية في روما، ومنها توجه الى باريس حيث درس هناك تاريخ العراق القديم، وحصل على شهادة الدكتوراه في هذا الجانب، ومن ثـَمَّ عاد الى مدينة الموصل بعد رحلة تكللت بالعلم، ليفيض به على طلبته في كلية اللاهوت في اربيل.

اليوم جمعنا به حوار طيّب عن المسيحية والاسلام، وربما هذا الحوار لم يكن متشعباً بما يكفي القارئ، ويشبع قريحته، لكننا تناولنا جانباً من اوجه التقارب في بعض آيات القرآن وأسفار الانجيل، وتحديداً عند سورة مريم التي قرأها المطران الدكتور (لويس ساكو) في القداس داخل الكنيسة، وبعض الاخلاقيات والواجبات التي يحملها المسلم والمسيحي من جانب ايمانه بتعاليم السماء.

* نستهل حوارنا معك دكتور (لويس ساكو) بسيدة نساء العالمين (مريم)، وذكرها في القرآن الكريم وأسفار الانجيل، حين تحدثت هذه الكتب المقدسة عن طهارتها في الاية والاسفار، كقول الله تعالى في القرآن الكريم (الاية 42 من سورة آل عمران): وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ، وجاء في سفر الكتاب المقدس/ العهد الجديد كانت أمه مريم مخطوبة ليوسف، فتبين قبل ان تسكن معه انها حبلى من روح القدس. وكان يوسف رجلاً صالحاً فما أراد ان يكشف امرها، فعزم على ان يتركها سرا، وبينما هو يفكر في الامر ظهر له ملاك الرب في الحلم وقال له: "لا تخف ان تأخذ مريم امرأة لك، فهي حبلى من روح القدس وستلد ابنا تسميه يسوع، لانه يخلص شعبه من خطاياهم". (ميلاد يسوع/ لوقا/ 2).

- بداية استهل حديثي بالترحيب بكل الاديان السماوية، وأن الرب واحد والاديان هي رسائل موجهة من عند الله، والمسيحية دين محبة والاسلام دين رحمة وهنا التكامل محبة ورحمة. استنتج من هذا التشابه بين آيات القرآن وأسفار الانجيل من حيث وصايا الرب لعباده، أنها متشابهة من حيث الجوهر وليس هناك فارق كبير الا في بعض الحوادث التاريخية والجغرافية، وبعض النصوص التي تأتي تبعاً لمجريات الزمن بين الدينين. اما السيدة مريم (عليها السلام) فجاء ذكرها في القرآن والانجيل، وكان حديث قصتها في التشابه هي الطهارة والتصديق على انها كانت عذراء، وأن حملها للمسيح هو ليس بفعل بشر وانما هو من روح الله وبأمره لم يكن هناك اختلاف، الا اختلافاً جغرافياً في موضع الولادة. في القرآن ذكر أنها ولدة تحت جذع النخلة في قوله تعالى: فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً سورة مريم/23، وجاء في الانجيل (جاء وقتها لتلد، فولدت ابنها البكر وقمطته واضجعته في مذودٍ، لأنه كان لا محل لهما في الفندق) لوقا 1و2. ونحلظ هذا الاختلاف الجغرافي في موضع الولادة، وأما الجوهر فهو وارد ومتفق عليه انها ولدت المسيح، وامه مريم العذراء، واسباب الاختلاف واردة من حيث الاختلاف الجغرافي في كل الكتب السماوية.

* السلام والمحبة صفة مشتركة وجدت في الدين المسيحي والدين الاسلامي بمعنى آخر ان المسلم وجب عليه تقبل أخيه المسيحي والعكس، وهذا وارد في كلا الدينين، لكنه أصبح غير مطبقٍ الآن، إذ امست كلمة انت مسلم او انت مسيحي نعتاً متبادلاً.

- هذا شيء انساني فقبل ان اكون مسيحي او أكون مسلم نحن بشر، ونحن أخوة نعيش على هذه الارض، وهناك مصير مشترك وعلاقة مشتركة وتاريخ مشترك.

* ما وجهة نظركم للدين الاسلامي وتصديق رسالته؟

- كل الاديان على وجه الارض تعتبر ان دينها هو الحق، وهذا شيء من الله ايضاً وبإرادته، فلو فرضنا ان المسيحي لم يتمسك بدينه واصبح يهودياً او المسلم اصبح مسيحياً، لما وجدنا الاختلاف. ولأن الاسلام جاء تاريخيا بعد المسيحية فقد احتوى اليهودية والمسيحية، ولأن المسيحية جاءت بعد اليهودية احتوت المسيحية اليهودية واعترفت باليهودية. وبهذا ايضا لو جاء دين بعد الاسلام سيعترف بالاسلام والمسيحية واليهودية، وأنما الاعتراف بالاديان هي مسألة تأريخية، ونحن نعترف بهذه الحقيقة. والاسلام له طموح ان تكون كل البشرية مسلمة، وهذا يأتي عن طريق التبشير بالدين، ونحن نقبل بالتبشير على شرط ان يكون هذا التبشير حضارياً وليس عنفياً، لان الله قال في القرآن الكريم لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ البقرة/ 256. وكل الاديان تبشّر، وهذا شيء ليس جبرياً وانما اختيارياً، وهي حرية اعتناق الاديان، وفي الاخير نترك لله الاختيار لانه هو الديّان، فقد جاء في قوله في القرآن الكريم يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ الحجرات/ 13. فلنترك الحكم لله ولا نكفـّر الناس. كل واحد منا يعيش دينه، وانا شخصيا احترم المسلمين بكل صدق؛ ولي الحق بأن يحترمونني ويحترموا ديني وايماني.

* لو عدنا الى زمن الرسول محمد (عليه الصلاة والسلام) سنجده اهلاً للسلام والمحبة، اذ كان جاره يهودياً وزوجته السيدة (خديجة) كانت مسيحية فأسلمت و(مارية القبطية) زوجته مسيحية هي الأخرى، وصاحبه (ورقة بن نوفل) مسيحي، اما اليوم فلا نجد هذا التقبل بيننا، نحن امة محمد كما كان في قدوتنا النبي محمد (عليه الصلاة والسلام).

- عندما هاجر النبي محمد من مكة الى الطائف وضربوه بالحجارة ذهب الى النجاشي واحتمى عنده، والنجاشي كان مسيحياً ايضاً، وهو ملك الحبشة. وهناك ايضا عند اخوتنا الشيعة في مقتل الحسين، أن من استقبل جثمانه مسيحياً. ويجب علينا ان نقرأ بنظرة شمولية لا بنظرة احادية. مشكلتنا ليست في الدين المسيحي والدين الاسلامي وانما هي مشكلة سوء الفهم والتفسير ايضا، ومدى وعي بعض رجال الدين، ومدى تقبلهم للاديان الأخر، لان هذه مسؤولية رجل الدين، فهو المسؤول عن كيفية توصيل الرسالة الى المجتمع، هو الذي يوعي ويثقف وله تأثير واضح على مجتمعه، والناس يتبعونه لانه المرشد لهم، ولان المسيحي انسان صاحب دين وصاحب مبدأ، والمسلم ايضا هو انسان صاحب دين وصاحب مبدأ، يجب ان يكون هناك تقبل لدينك عندي كمسيحي وديني عندك كمسلم، كما أنني درست علم اللاهوت وهو علم الاديان، ودرست الفقه الاسلامي، فوجب على اي رجل دين ان يدرس بقية الاديان كي تكون لديه الحجة عند النقاش، ويستطيع ان يدافع عن دينه بالشكل الصحيح.

* نود منك أن تحدثنا عن روايات العامة حول ألوهية مريم العذراء، وان المسيح ابن الله وعن الثالوث المسيحي.

- الثالوث المسيحي تعبير عن الابوة والروحية والامومة، لاننا عند الصلاة نقول باسم الاب، والابن، وروح القدس، ونصلي لله وحده ولا يمكن ان نفكر بمريم كإلاهة او بالمسيح كإبن الله، ولكن هناك جهل لحقيقة الدين المسيحي وهذا شيء طبيعي كما يوجد جهل عند بعض المسيحيين للدين الاسلامي، ويفكرون بأشياء منافية للدين الاسلامي، ولهذا اعود واقول نحن بحاجة الى ثقافة مشتركة.

* التطرف ايضا له دور في التنافر بين الاديان، ما تعليقكم؟

- التطرف موجود في كل الاديان، كما وجد في الاسلام وجد في المسيحية واليهودية وهذا ايضا شيء طبيعي.

* هناك آية في القرآن الكريم تؤكد ان النبي محمد يعقب المسيح واسمه احمد، وتقول بعض الروايات ان هذا مذكور في نسخة من الكتاب المقدس (الانجيل)، ونص الآية في القرآن: وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ الصف/ 6... ما تعليقكم؟

- ان الانجيل بين ايدينا منذ 600 سنة قبل الهجرة النبوية وهذا الانجيل ليس فيه هذا القول، وفي عرف الاسلام والاديان الاخرى الكتب المقدسة هي من عند الله، وهو الحارس لها من اي تزوير وتحريف، وهي بين ايدينا كما أرادها الله ولكن القرآن يختلف عن الانجيل. في القرآن 114 سورة بأسماء سورها، اما الانجيل فأربع روايات، كتابات عن المسيح وحياة المسيح، كتبها (لوقا) وهو من الحواريين و(مرقص) وهو تلميذ الحواريين، و(متي) تلميذ ايضا و(يوحنا) من الحواريين ايضا، هم هؤلاء كتبة الانجيل الذين كتبوا عن حياة المسيح وعن عمل المسيح. اما القرآن فهو منزل حرفياً، مبنى ومعنى، من اللوح المحفوظ، نزل عن طريق الوحي بفترات متفاوته وحوادث ووقائع. ولو جاء دين جديد بعد الاسلام وقال لك اعتنق هذا الدين الجديد فلن تعتنقه ما دمت لم تؤمن او تقتنع به، والايمان يأتي من القناعة، وانا اقول ان التوراة والانجيل والقرآن كلها كتب الله وأديانه، هو القادر على ان يحفظها من كل شيء. وتعدد الاديان والرسالات هو ايضا من عنده؛ وعلينا ان نحترم ذلك.

* ما هي نظرتكم إلى المراة، نحن نرى تشابهاً من حيث الرداء بين الدينين، فالراهبات محجبات والمسلمات محجبات ايضا؟

- هناك امور متشابهة وامور مختلفة ويجب علينا تقبل الاختلاف، ولو فرضنا اننا لم نختلف لما وجدت اديان اخرى ولو آمن المسلمون بالدين المسيحي والمسحيون بالدين الاسلامي بشكل مطلق، لما وجد دين اسلامي ولا دين مسيحي. ولكن هذا الاختلاف وارد من عند الرب وهو من تصميمه ان الله خلقنا مختلفين ونحن كمسيحيين ومسلمين وجب علينا احترام هذا الاختلا ف لانه مخطط إلهي، ونظرتنا نحن كمسيحيين هي نظرة انسانية، لا فرق ما بين رجل وامرأة، نحن ننظر إليهم ككائن بشري متساوٍ لا اختلاف الا بالوظيفة الجنسية. ان الله خلق المرأة كما خلق الرجل بالشكل المتكامل، وهناك في المسيحية نوع من التكريس ونوع من الزهد نحترمه اكثر، مثل ان يكرسوا حياتهم للعبادة ولا يتزوجوا، وهذا شيء اختياري وليس جبري وبملء الحرية وبإرادة الشخص ذاته، ولهم لباس خاص، مثلما هناك لباس خاص بالشرطي او المحامي، ليميزهم، ولهم ألوان مميزة ايضا، فمثلا اللون الاسود هو لون التجرد والجدية والعمق ونوع من الزهد. وفي المسيحية لا يوجد حجاب. وحسب دراستي للفقه الاسلامي انه ايضا لا يوجد حجاب، وانما هو برهان ضعيف واجتهاد من العلماء، ولكن قد تكون اسباب الحجاب هي اسباب اجتماعية. والمهم في الديانة المسيحية والاسلامية ان الحجاب هو حجاب العقل والفضيلة والاخلاق، اما حجاب الراهبة فهو نوع من الزهد والتكريس ولها ايضا الوانها التي تميزها بحسب رسالتها، ومنهن من يخدم المرضى والثقافة والايتام كلٌ لها رسالتها في التكريس والعبادة والتوجه. مثل الام (تريزا) في كلاكوتا في الهند، كان اهتمامها في كل الناس المشردين في الشوارع والمهمشين. وليس فقط الراهبات من يرتدين الحجاب، هناك بعض النساء عندما يدخلن الكنيسة يضعن غطاء على الراس احتراما للكنيسة، وهذا ايضا اختياري يأتي برغبة كل واحدة منهن. ان الايمان ليس بالمظهر وانما بالقلب ونحن هنا نذكر قول النبي محمد (إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسادكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم).

* نود توضيحاً مبسطاً عن مدى التقارب والتشابه بين شرعية الزواج ومراسيمه في الدين المسيحي والدين الاسلامي.

- ذكر في الكتاب المقدس (انموا وتكاثروا واملأوا الارض) هناك في الدين الاسلامي شروط للزواج منها موافقة الطرفين ومهر مؤجل ومقدم وشاهدان واعلان الزواج. اما شروط الزواج في الدين المسيحي فهي ايضا توثق بموافقة الطرفين وهناك شخصان يكونان بمثابة شاهدان، واما مسألة اعلان الزواج فهي ظاهرة اجتماعية نحن المسيحيين نجري الزواج في الكنيسة مع وجود الاهل والاقارب والاصدقاء ويتم الاحتفال بعد عقد الزواج. اما الاختلاف بين الزواج في المسيحية والاسلام فهو اختلاف واضح، نحن في الدين المسيحي ليس لدينا فسخ عقد الزواج أي لا يوجد طلاق، ولا يوجد تعدد زوجات كما هو الحال في الدين الاسلامي، وأما اوجه التقارب بين المسيحية والاسلام في موضوع الزواج

فهي الارادة الحرة بدون اكراه، والمعرفة ببعضهم البعض، وتوافق بين الطرفين، وهذا شيء اساسي لبناء اسرة متكاملة ومتفق عليه، وحتى الاختلاف في تعدد الزوجات في الدين الاسلامي،لا يمكن لرجل ان يحب اربعة بنفس القدر وهذا ايضا وارد في القرآن الكريم ... فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ النساء/ 3. وحتى تعدد الزوجات جاء في الاسلام لسبب اجتماعي ومن جانب اقتصادي ومن طلبهم للانجاب ليحافظو على القبيلة حيث كان في ذلك الوقت يرزق الرجل بخمسة ابناء ولا يعيش منهم الا واحد او لا يعيش أحد بسبب الامراض. وأما مسألة التفريق في الدين المسيحي فهناك بطلان للزواج وليس طلاق، ولأسباب منطقية واضحة قد يكون الزوجان غير متفقين، او هناك مشكلة يصعب حلها او قد تكون المرأة عند الزواج وقعت تحت تأثير من حولها ولم تكن على قناعة كاملة بالارتباط، ولهذا نحن نركز على ان تكون هناك ارادة وتوافق بين الزوجين حتى لا يكون هناك بطلان للزواج. وهنا تقع الاختلافات في التشريعات والتطبيقات وهي اختلافات عقائدية واجتماعية، لأن الرب واحد والمطلوب من العباد ان يعبدوا الله وحده اما بقية الامور فإن تشابهت او اختلفت فهذا له دوافع كثيرة، ونحن يجب ان لا ننسى ان المسيحية ولدت في حضارة رومانية وتأثرت بتلك الحضارة من الناحية الاجتماعية، بينما الدين الاسلامي ولد في حضارة شرقية وتأثر ايضا بهذه الحضارة من الناحية الاجتماعية، ولهذا وجد الاختلاف. وهي ايضا مسألة ربانية من عند الله، لانه لو ولدت الاديان بحضارة واحدة ما تقدمت حضارة على حضارة اخرى، والرب اعلم بتلك الامور. ليس علينا سوى ان نؤدي الرسالات كما وصلتنا وكما اخذناها من اسلافنا من كل جوانبها الايمانية والروحية.

* كان بودنا ان يطول بنا الحديث الى ابعد من ذلك ولكن لا يسعنا الا نقدم شكرنا على توضيحكم لفكرة معينة او الاجابة على سؤال في حوار جميل، جمع بين دين محبة ودين رحمة، كلنا عباد الله نحمده ونشكر فضله ونتوجه اليه بالسؤال ونرفع اكفنا اليه بالصلاة وحده لا شريك له والانبياء والرسل جاءوا برسالاته مصدقين وجوده، ولكننا جعلنا من رسائل السلام والرحمة رسائل فرقة بين خلق الله!

ليعبد الله كلٌ على دينه وطريقته، الرب واحد فوق كل السماوات.


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

من هنا أوضح مسيرتي العملية في مختلف الميادين، على مدى خمسة عشر عاماً من العمل واكتساب الخبرة.

الكتابة والصحافة:
بدأت في ميدان الصحافة كمحررة في جريدة (العراق غداً)، مسوؤلة عن صفحة المرأة وكاتبة مقال أسبوعي لجريدة رسمية. كما قمت بتحرير وإعداد برنامج اجتماعي تناقَش خلاله قضايا المجتمع وكيفية حلها بطرح الأسئلة التي تصل عبر البريد على اختصاصيين في علم النفس الاجتماعي. ثم انتقلت إلى برنامج إذاعي كضيفة أسبوعية لمناقشة التحديات التي يواجهها المجتمع. كما استلمت منصب (مديرة مشروع) في مؤسسة إعلامية لـ(صناعة القلم النسوي) ومشروع المقال والصورة (رسالة السلام) ثم كنت من منظمي مسابقة (الكتاب بوابة السلام). كما كانت لي عدة كتابات قصصية ومقالات بحثية نشرت في مواقع رسمية مثل (ديوان العرب) جريدة (الزمان) اللندنية، موقع (ما وراء الطبيعة) جريدة (الصباح) الرسمية.

البحث الاجتماعي والمسرح:
كنت عاملاً مهماً في إنشاء وتأسيس الفرق المسرحية (مسرح المضطهدين) في العراق لأربع مدن عراقية، فتم تأسيس أربع فرق مسرحية، وكان لي دور في اختيار وتدريب الفنانين، وكنت المسوؤل الأول في كتابة النصوص المسرحية التي تعتمد على البحث الميداني ودراسة الحالة في المجتمع قبل كتابة النص أو عرضه كنص مسرحي جاهز، واستمر عملي لمدة أربع سنوات على البحث وكتابة النصوص المسرحية وتدريب الممثلين وتنسيق للعروض.

البحث الاجتماعي:
في هذه الميدان كان التركيز على الحالات الإنسانية ودراسة الحالة وتقييم الاحتياجات اللازمة بحسب التقييم مع المتابعة وكتابة التقارير التحليلية التي تعتمد على قاعة بيانات في التحليل، ومعظم تلك التقارير كانت تصدر بشكل بياني ورقمي مع تقرير سردي، واستمر عملي في هذا الميدان مع مختلف المنظمات الدولية لمدة سبع سنوات ممتالية شملت تدريب الموظفين على خطوات دراسة الحالة وكيفية حفظ البيانات وكيفية الإحالة بطريقة إلكترونية وبسرية عالية.

من نفس المؤلف
استراحة الديوان
الأعلى