الإسلام وقضايا السياسة والحكم

صدرت في دمشق الطبعة الأولى من كتاب (الإسلام وقضايا السياسة والحكم) للكاتب رجاء الناصر، حيث جاء الكتاب ضمن /165/ صفحة من القطع المتوسط.. ويأتي هذا المؤلف كمجموعة أبحاث في الخلافة والإصلاح الديني، بعد عدة مؤلفات للباحث الناصر، من ملفات القضاء، دلالات الواقع العربي، في قبضة العدالة في رحاب العدالة، وأوراق في مناهضة الصهيونية – ثقافة المقاومة.

والكتاب عبارة عن ثلاثة أبحاث تتناول أحداثاً وأفكاراً ومراحل زمنية مختلفة.. لكنها تمسك بخط ناظم يطرح المشكلة نفسها، وينقب عن جوانبها، وكما يؤكد التقديم للكتاب من قبل الدكتور مخلص الصيادي فقد تناول الكاتب علمين من أعلام الإصلاح الديني والإجتماعي، كان وما زال لأعمالهما تأثير وافر في حياتنا السياسية والاجتماعية، وهما عبد الرحمن الكواكبي، والشيخ عبد الحميد بن باديس.

حيث حاول أن يعالج لديهما قضية العروبة باعتبار أن بناء دولة عربية موحدة كانت هدفاً لكل القوى والمفكرين الذين أرادوا أن يقدموا فكراً تحريضياً موحداً للأمة.

في بحثه عن الكواكبي يؤكد الباحث أن الكواكبي يصف التحول الطارىء على الإسلام بعد عصر الخلفاء الراشدين بأنه تحول عن (كونه دين الفطرة والحكمة، ودين النظام والنشاط، دين القرآن الصريح البيان إلى صيغة، إنا جعلناه دين الخيال والخبال و ودين الخلل، والتشويش، دين البدع والتشديد)

حيث يطالب الكواكبي بإيقاظ فكر علماء الدين ويرجع ذلك إلى أمور خمسة هي:

1- تعليم القراءة والكتابة

2- الترغيب في العلوم والفنون النافعة

3- تخصيص كل من المدارس و المدرسين لنوع واحد أونوعين من العلوم والفنون ليوجد في الأمة أفراد نابعون متخصصون

4- إصلاح أصول تعليم اللغة العربية والعلوم الدينية

5- الجد وراء توحيد أصول التعليم وكتب التدريس.

وعموماً فان الكواكبي له نظرة خاصة للإصلاح الديني وهي نظرة تقوم على الاعتراف بأهمية الإسلام والفكر الديني المستنير في إصلاح الأمة من خلال العودة به إلى جوهره وقد فرق الكواكبي في الإسلام بين ماهو عقيدة دينية وبين ماهو تراث، فالإسلام الدين باعتباره وحياً الهياً لا يشمل سوى القرآن الكريم والحديث الشريف، أما الإسلام التراث فهو من صنع البشر.

ويدعو الكتاب في النهاية إلى ضرورة تجسيد قضية الإسلام المتجدد والعصري والواعي في السلوك،حيث لا معنى لايمان لا يجسد في السلوك وفي المواقف اليومية كما يؤكد الكاتب.