الأحد ١٧ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٦
بقلم أحمد فضل شبلول

البحر تعلوه الجثث

أهذهِ هي السماءُ ..؟

منذ متى .. وهي معلَّقةٌ هنا ..؟

إذن ..

أين هو البحرُ ..؟

هل هذا الذي هناك ..؟

فعلا ..

هو البحرُ تعلوه الجثث

كلُّ الجثث في بغدادَ ، وبيروتَ ، وغزةَ

جاءت هنا ..

إنها تركضُ فوق الشواطئ

وتُلقي بنفسها في المياه

كيف جاءت ..

ومتى ..؟

لا أعتقد أنها تريد منيَ شيئا

فأنا يا مولاي كما خلقتني

أرى جثثا تخرج الآن إلى الكورنيش

تُشير إلى الحافلة الزرقاء لكي تقف

وقفت الحافلةُ أمامي

وإذا بجثة السائق تدعونني للصعود

صعدتُ مع الجثثِ البحرية

لم أجد لي مكانا بين جثث الركاب

القادمين من الغياب

تحولت الجثث البحرية

إلى قطراتِ مياهٍ زرقاء

وورودٍ حمراء

علقت بقميصي الأبيض

فقطعتُ تذكرةً واحدة

جفَّفتُ بها عَرَقي

بدأتِ الحافلةُ تعلو فوق الشواطئ

كان البحر تحتي

يتأملني

كنتُ الجثةَ الصاحيةَ الوحيدةَ بين الركاب

أو هكذا خُيَّلَ لي

استسلمَ السائقُ لنعاسٍ أبدي

والحافلةُ تعلو من تلقاءِ نفسِها

غابت الأشياءُ تحتي

واقتربتُ من السماءِ المعلَّقة

فاستيقظتْ كلُّ الجثث

ودخلتُ أنا في سُباتٍ عميقٍ ..

عميق ..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى