الثلاثاء ١٣ نيسان (أبريل) ٢٠١٠
بقلم غزالة الزهراء

التحدي

محياك الطفولي منحوت من تراب الوطن، مقلتاك الفستقيتان يندح منهما رذاذ دفء مخملي، وشعرك الكستنائي منثور على الكتفين الغضين بشكل فوضوي مريب، سنواتك الندية، المغموسة في رماد الصدى تسرد فصول مأساة دامية، أبطالها أسود أباة من لحم، وإحساس، ودم.

تأبين في تحد دياجير الظلم الموشومة كوصمة عار على جبين الأفق.
تأبين صوت الرصاص الآثم، الغاشم، إنه يغتال بفظاظة مطلقة كل ابتسامة تنشر إشعاعها فوق الشفاه، وكل لحن فيروزي دافئ، جميل يطرب الحناجر.

تقفزين هنا وهناك كالظبية الجامحة، وتحلمين بغد مشرق الثغر، يوغل بكبرياء دفين في سماوات الاخضرار، والطهر، والبهاء.
الطغاة الجبابرة يعيثون فسادا في أرض فلسطين، يحصدون سنابل الأمل اليانعات بقنابل الدمار، ويحيلون النهار إلى ليل عميق السواد تسكنه آهات الثكالى، وأنات الصغار.

لقد دمروا الديار السامقة، السابحة في هالات الأمان، وشوهوا وجه الثرى الطيب الغالي، وامتصوا دماء الأبرياء بنهم جنوني.
الوحوش الضارية لا تعيش إلا في أحراش الزيف، والخديعة، والوهم، والنفاق.
كل يوم رصاص يشتعل، لغط مخيف، وقنابل ناسفة حتى الجذور.
ويستمر مسلسل الموت المريع.

والدك عانق أديم الثرى حين لفحه سعير النار الجهنمي، وأخوك مات برصاص الجبناء وعلى محياه الوسيم تتراقص أطياف الوداع الأخير.
سألت والدتك سؤالا وجيها: لماذا لا يرحل الطغاة المستهترون من أرضنا الحميمة، ويتركوننا وشأننا؟
ضمتك إلى شاطئ صدرها النابض بالأمومة الخالصة وهي تقول: هدفه الوحيد أن يلحق الهزيمة الشنعاء بأبنائنا الأوفياء، وأن يبدد عزيمة رجالنا الأقوياء.
تسللت خارج الدار كالقطة الوديعة وفي مقلتيك الفستقيتين يشع التحدي.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى