الاثنين ١٥ نيسان (أبريل) ٢٠١٩
بقلم وفاء شهاب الدين

التحكم في البعد الرابع‎

عند فسحة تأمل . مساحة صغيرة من الوقت اتدبر فيها يومي قبل ان تغفى عيني. احاول ادراك ساعات استيقاظي واسأل كل ستون دقيقة كيف مررتِ عليّ!! اتهم نفسي بالتسويف مرات واعترف بالذنب واخرى القي اللوم على عصري وزماني ثم ماذا؟ يأخذني تحليل المستجدات الى نوم عميق وعند لصباح انهض وقد جرفني تيار الوقت الاحق المواعيد. لطالما كان الوقت والزمن هاجسي. اشعر دائما اني مهيئة لانجاز ما لم اصله بعد. اذا فرغت رأسي من الاصوات اسمع صوتا داخلي يحثني على التعجل ! لقد ارهقه الصبر على تخبطاتي في العوالم الملهية حولي. اما الوقت عامةً فعلى نحو شديد التركيز افكر ان ضياعه امر قد يتعلق بدوران الأرض وترتيب الكواكب المتمردة على اماكنها. امر قادم تسرع الايام من اجله. وانا مثل باقي البشر اعلم بان النهاية حتمية لكنني اعيش وكأن الخلود حتمي أيضا.

مفهوم الزمن قد لايعرف لانه حسي!! اراه حلقة من الاحداث تدور حول البشر. يشعرون بها في ايامهم في تكرارها واختلافها. في تغير مزاجيتهم ونفوسهم. في تبدل احوالهم واحوال الناس

من تعريفات الزمن الصحيحة بنظري انه البعد الرابع للاشياء بمعنى:

ان كل مادة الله عز وجل خلقها صممها بطريقة تجعل للزمن أثر فيها، اذن التغيير الذي أصاب الشيء بفعل الزمن هو البعد الرابع للأشياء. وكل مادة يتسع بعدها الرابع بالمتغيرات والاحداث طالها الزمان ومر عليها بخيره وشره. وكم من الازمان مرت علينا؟؟ وكم مساحة البعد الرابع لكل واحد منا؟

يتعاقب الليل والنهار واللهث خلف ثغرة فراغ في وقتي يشعرني بالعطش لأيام ماقبل الانترنت . عندما كان كل شيء يستغرق وقتا دون ضجر. يتطلب كل عمل مراحل انتظار لايأس فيها.

كانوا يسرفون بالوقت عملا وراحة وتواصل. تواصل بالوجوه والتعابير تواصل يسلي الخاطر ويقرب القلوب. تواصل لاينتهي فجأة بصورة وردة او قلب. تواصلهم ينتهي بسلام ودعاء وامنيات خير, لا تطبيقات تشتت انتباهم وتخفض رؤسهم وتحني ظهورهم . وقتهم ملك لهم لايسرقه منهم اعلان ممفروض. الانسان بفطرة العجله والملل بدأ يخترع مايزيد من فرص توفير الوقت خلال اي عمل قال تعالى: خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ الأنبياء: 37 الانتظار حالة تمقتها النفس البشرية كما اني اعتقد ان الاسراع رد فعل على يقين الانسان بقصر حياته . الشعور بأنه هو وعالمه وكيانه مجرد وقت وكل يوم يمضي بعضه مثل فتات هش يتفرق حين يواجه اخف نسيم!

التكنولوجيا والحداثه رفعت عن كاهل البشر احمال المشقة الجسدية وآتت نفوسهم غربة الذاكرة والاحساس. يطلبون من الادمغة الالكترونية حفظ ارقامهم وكلامهم وحتى لحظاتهم.. شعور مرير اذا حاولت تذكر شيء واكتشفت انك مرهون بذاكرة اصطناعية وان كل ماخلق الله في دماغك من تعقيد مبهر ومذهل استغليته لتسجن نفسك داخل ذاكرة قد تمحى وتمحيك.

يجدر بنا في مرحلة ما لن نصلها الا بالايمان ان نستسلم للنظام الكوني فلم يخلق بهذه الصيغة الا لحكمة من الله.

يقول الوزير ابن هبيرة:

الوقتُ أنفسُ ما عنيت بحفظه
وأراهُ أسهل ما عليك يضيعُ

الحرص على تنظيم الوقت ابرز ماتركز عليه التنمية البشرية. لان ادارة الوقت هي العملة الوحيدة التي يمكن من خلالها شراء الانجاز. اولا حدد اهرافك واقترح ان تجعل الاولوية يومية ثم اسبوعية.

تجنب التأجيل وحاربه بعداوة فهو شديد السمية. يتفشى من خلاله التسويف في عاداتك فتضحي بلاهمه وبدون هدف. تحسب انك متمم امرك وانت ابعد عنه من السماء عن الارض.

تتحلل طموحاتك ويمضي عمرك وتهجر مواقد عزيمتك وتختنق في قيد الإجباط. ينقشع العمر ووكأنه لم يكن وكأنك انت ايضا لم تكن. حاول ان تتعلم التفويض وتتبادله مع الغير جميل جدا ان يكون التعاون سيبلك لتوطيد العلاقات وتسهيل الانجاز وتبادلالخدمات الانسانية. اعزم ان يكون لكل يوم فرحة تحقيق ترفعك درجة امام نفسك. وقتك ملكك اقبض عليه بالتنظيم ولتبدأ الآن


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى