الجمعة ٢٣ آذار (مارس) ٢٠٠٧

التلمود تاريخه وتعاليمه القسم الثالث من عشرة أقسام

الدكتور ظفر الاسلام خان

هوجم التلمود، بشدة في العصور الوسطى، باعتباره أهم مصدر للتعاليم اليهودية التي أدت الى مقاومة اليهود للسلطة والدين المسيحي، سراً وعلانية. وقد قال الامبراطور هونوريوس في إحدى القوانين التي أصدرها: أن الحاخامات مُخربون.

وحيث كان العهد القديم – المكتوب بالعبرية – مقدساً لدى المسيحيين أيضاً، فكل غضبهم كان موجهاً الى التلمود، باعتباره مصدر الشر الكامن في اليهود.

(1) وقد حمل الملوك والباباوات حملات شديدة ضد التلمود، منذ القرن الثالث عشر، وصدرت الأوامر بإتلاف نسخ التلمود في فرنسا في عهد لويس [1] من سنة 1226 حتى 1270 كما حدث ذلك في انجلترا أيضاً. سنة 1290 حين أمر الملك بطرد اليهود عن البلاد بعد أن اكتشف حيلهم ومكرهم ومقتهم للشعب الإنجليزي المسيحي.

(1) وتقول دائرة المعارف اليهودية العامة أن 24 عربة محملة بالكتب العبرية أحرقت في باريس سنة 1242، في يوم واحد، وأن "مئير" من بلدة روثنبرغ شاهد هذه المأساة وألف رثاء منظوماً يردد الى اليوم في كثير من كنائس اليهود [2] .

وفي أواخر العصور الوسطى، لم يحرق التلمود، وإنما اكتفت السلطات الحاكمة والكنيسة بالرقابة على طبعه، فأجازت تداول نسخ محدودة بعد حذف فصول عديدة.

وهاجم مجلس المدينة في بولندا عام 1840 "التلمود" بأنه "مصدر احتقار اليهودية للدين المسيحي". وكان أسقف بولندا قد فرض، قبل ذلك بقرن، غرامة على التلموديين، وأمر بإحراق كل نسخ التلمود.

وأحد أهم الأسباب التي أدت الى اتخاذ هذه الاجراءات العنيفة هي المناظرات التي كانت تقام بين المسيحيين واليهود، وكان يجب على الحاخامات أن يدافعوا ويبرروا تعاليم التلمود. وكان الذي يدفع المسيحيين الى إقامة هذه المناظرات هو ارتداد أحد اليهود عن دينه، من وقت الى آخر، وقبوله المسيحية واعترافه بتعاليم التلمود الهدامة المعادية للمسيحية وغير اليهود.

وأهم اليهود المرتدين الذين اشتركوا في فضح ومقاومة التلمود هما نيكولاس دونين وبابلو كريستياني.

(1) وقد عقدت مناظرة كبرى بين بابلو كريستياني والحاخام موسى بن نحمان في برشلونه سنة 1263 م [3].

ورغم أن "دائرة المعارف اليهودية" تذكر هذه المناظرة الكبرى إلا أنها لا تخبرنا بنتائجها كشأنها في إغفال وتجاهل كل ما لا يروق لها، ولنا أن نستنبط مما ذكرته دائرة المعارف هذه أن البابا كليمنت التاسع أصدر مرسوماً سنة 1264، على أثر هذه المناظرة، أمر فيه بمصادرة وإحراق التلمود؛ ويبدو أن بابلو كريستياني استطاع إفحام الحاخام اليهودي بشأن اتهاماته.

(1) وتضيف "دائرة المعارف اليهودية" أن إحدى هذه المناظرات أقيمت بأمر من البابا بينديكت واستمرت لسنة وتسعة شهور في طرطوسة. ونستخلص من ذلك أن المسيحيين أعطوا اليهود أكبر وأطول فرصة للدفاع عن عقائدهم، وغلا فغير مفهوم أن تستمر المناظرة طوال هذه الفترة إذا كانت الكنيسة منحازة، مسبقاً، ضد اليهود، كما يدعون، باتهامها باللاسامية وكراهية اليهود [4].

وكانت موضوعات هذه المناظرات، بصفة عامة، هي البحث عن حقيقة المسيح (عليه السلام)، والعبارات التي وردت في التلمود عن المسيحيين مثل مينيم [5] أي الأجانب وجوئيم أي الوثنيين.

وأهم المناظرات بين اليهود والمسيحيين هي التالية:

1- مناظرة باريس سنة 1240م، بحضور الملكة بلانش، وأربعة حاخامات يتقدمهم الفيلسوف اليهودي موسى ابن يعقوب وكان المسيحيون يتقدمهم نيكولاس دونين اليهودي الذي فتحت التعاليم التلمودية الهدامة عينيه فقبل المسيحية.

2- مناظرة برشلونة سنة 1263م، بحضور الملك أراجون، حضوها نحمان ورجاله اليهود، وكان بابلو كريستياني على الطرف المسيحي.

3- مناظرة أفيلا سنة 1375م.

4- مناظرة طرطوسة، التي استمرت أكثر من ثمانية عشر شهراً، في سنتي 1413 – 1414م، وكان على الجانب المسيحي البابا بينديكت وهيرونيموس دي سانتا فيه وكان على الجانب اليهودي الفيلسوف يوسف ألبو.

وقد قال "سنتا فيه" في هذه المناظرة أن كل ما جاء في التلمود عن الوثنيين والملحدين موجه ضد المسيحيين.

وواضح جداً أن استمرار المناقشات هذه المدة الطويلة إن دل على شيء فهو يدل على سماحة القائمين بأمر الدولة المسيحيين، وأنهم لم يبغوا إلا معرفة حقيقة العقائد اليهودية.

* * * *

وكان مجلس الدومينيكان أول من فرض الرقابة على التلمود سنة 1264، بعد أن كشف بابلو كريستياني عن حقيقة ما يحتويه من تعاليم هدامة وحقد ضد غير اليهود.

وقد أصدر البابا مارتين الخامس مرسوماً، بعد سنتين من مناظرة طرطوسة، يمنع اليهود من قراءة التلمود، وأمر بإتلاف كل نسخه الموجودة. ولكن هذا المرسوم – كما تقول "دائرة المعارف اليهودية" – المجلد الثاني عشر، مادة تلمود – لم يمكن تنفيذه، ولم تذكر الأسباب، لعل مال اليهود، وهو أكبر أصدقائهم القاهر لكل الأسباب، لعب دوره المعهود.

وفي القرن السادس عشر كشف جوهان فيفرّكورن (وكان يهودياً ثم اعتنق المسيحية بعدما لمس فظاعة أهل دينه) عن حقائق خطيرة من معتقدات اليهود. وفي سنة 1569م، حرق الأهالي مكتبة اليهود بسريمونا التي وجدت فيها 12000 نسخة للتلمود وكتب عبرية أخرى.

وقد أدت هذه الحركات، التي بطشت باليهود، الى التفكير في استراتيجية وبرنامج جديدين، تسميه دائرة المعارف اليهودية بالإصلاح. ولكن النهاية التي وصل اليها "الإصلاح" تتجلى في الحركة الصهيونية الهدامة.

وقد حصل اليهود في نفس هذه الفترة على ترخيص من البابا فطبعوا تلمود بابل كاملاً سنة 1520 في البندقية، وقام بالطبع دانيال بومبرج. وبعد ثلاثة أعوام طبع (دانيال) تلمود فلسطين، أيضاً، لأول مرة.

وبعد ثلاثين سنة من طبع التلمود عاد الفاتيكان فأمر بإحراق كل نسخ التلمود، بسبب ما تكشف من عقائد اليهود والنشاط الذي ظهر بينهم بسبب الحرية التي نالوها، وكان منها التصريح الذي حصلوا عليه من الفاتيكان، بطبع التلمود. وفي 9 سبتمبر (أيلول) سنة 1553 أحرقت كل النسخ، التي أمكن الاستيلاء عليها، في روما، وكان ذلك بمقتضى مرسوم خاص أصدره الفاتيكان. وقد جرت عمليات مماثلة لحرق التلمود في مدن إيطالية أخرى، منها في مدينة سريمونا سنة 1559م.

وقد فُرضت الرقابة على طبع التلمود وكتب عبرية أخرى لليهود سنة 1554. وبعد خمسة أعوام صدر قرار بابوي بوضع التلمود في القائمة الأولى "للكتب التي يجب تطهيرها".

وفي سنة 1565م أصدر البابا بيوس الرابع أمراً "أنه يجب حرمان التلمود حتى من مجرد اسمه".
"Talmud must be deprived of its very name".

وأول طبعة "مُطهّرة" ظهرت للتلمود في مدينة بازل في سني 1578 – 1581م، بعد حذف رسالة "عابوده زاره" كاملة، وفقرات أخرى اعتبرت عدائية للمسيحية، كما عدلت عبارات كثيرة.

وتقول "دائرة المعارف اليهودية" أن هذه النسخة "المطهرة" هي التي ظهر على أساسها معظم الطبعات الجديدة للتلمود؛ أي أن النسخ الحديثة لا تحتوي على التعاليم الجهنمية التي احتوتها طبعة البندقية التي أمر الفاتيكان بإحراقها.

وقد قام البابا جريجوري الثالث عشر (سني 1575 – 1585) بحملات جديدة ضد التلمود.

وأصدر البابا كليمنت السابع مرسوماً جديداً يحرم حيازة أو قراءة التلمود.

وصودرت نسخ التلمود سنة 1707 في براندنبرج ولكنها أعيدت لأصحابها اليهود بأمر الملك فريدريك الذي كان أول ملك لبروسيا.

وآخر هجوم عنيف تعرض له التلمود كان في بولندا سنة 1757م، حين أمر الأسقف ديمبوسكي بمصادرة كل نسخ التلمود وحرقها، بعد مناظرة أقيمت للبحث في محتويات التلمود فثبتت الاتهامات الموجهة ضده.

واتهم الأميرال فيرهويل اليهود، سنة 1830 – بعد أن لقي عدداً منهم أثناء جولته حول العالم بأنهم يعادون المسيحيين، وهاجم عقائدهم وتلمودهم بصفة خاصة.

وفي نفس السنة نشر أبيه تشيارني كتاباً ضخماً في باريس بعنوان: Theore du Judaisme أورد فيه ترجمة من التلمود، الأمر الذي أثار موجة جديدة من الكراهية ضد هذا الكتاب وأصحابه بسبب ما احتواه التلمود من تعاليم هدامة صريحة.

وبسبب ذلك طالب المسيحيون بترجمة التلمود، ولجأ بعضهم الى المحاكم، وكانت أشهر هذه القضايا في فيينا.
وبسبب القدر الذي كان ينتظر التلمود في كل مكان، لم يبق منه إلا عدة مخطوطات قديمة، منها نسخة ميونيخ لتلمود بابل التي كتبت سنة 1369م، وتوجد نسخة أخرى في فلورنتين يرجع وقتها لسنة 1175م.

(1) أما تلمود أورشليم، فيوجد مخطوط قديم له في ليدن. وتوجد مخطوطات أخرى ناقصة في متاحف عديدة في مختلف البلدان [6] .

معتقدات التلمود

الكرائية، وأثر الإسلام

(1) انتشر التلمود ودراسته – كما يقول محرر دائرة المعارف اليهودية – من بابل الى مصر [7] وأفريقية الشمالية وإيطاليا واسبانيا وفرنسا وألمانيا "وهي دول قدر لها أن تكون مسكن الروح اليهودية"؛ وكان التلمود ذا أثر في الحياة العقلية لهذه الدول لمدة طويلة.

وقد أمر خليفة قرطبة "الحكم الثاني" (961 – 976م) الحاخام يوسف بن موسى بنقل التلمود الى العربية، فترجمه وسماه بالخبث "المكسو في الكيس" "Clad in a sack"؛ "لأنه ألبس ثوباً دنيئاً حين كُشف عن سجاياه العظيمة" [8].

(1) وأول ثورة قامت ضد "سيادة" التلمود كانت الحركة الكرائية (القرائيون) التي قامت في معقل الجيونيم (مفسري التلمود)، بعد مائتي سنة من تأليف المشناه. والكرائيون التابعون للحاخام شمّاي متشددون في إتباع التوراة، وهم ينتمون الى الكتبة، بينما التلموديون التابعون للحاخام هلّيل يفضلون اتباع الأهواء، وابتدعوا لذلك ما يسمونه "بالسنّة" Tradition وهو القانون الشفهي المدون في التلمود. أما الكرائيون فإنهم يرفضون التلمود [9].

وهذه الثورة الداخلية، مع عامل خارجي هو ازدهار الحضارة العربية في نفس العصر، بسبب ديناميكية الإسلام قد قضيا، كما يزعم اليهود، على مظاهر السيادة الفكرية اليهودية في العالم القديم.

هذا، رغم أن اليهود أنفسهم يعترفون أن عصرهم الذهبي هو عصر الإسلام المتسامح، حين ظفروا، لأول مرة في تاريخهم، بسماحة منقطعة النظير في بغداد والأندلس. ولكن خيانتهم الكبرى أيضاً كان هدفها المسلمون العرب. ولم تبدأ متاعبهم في أوروبا إلا بعد سقوط الأندلس. وكان بعض الخلفاء قد اسندوا رئاسة الوزراة لبعض اليهود وقد تبوؤا مناصب هامة حتى تغلب الموحدون على الحكم – دائرة المعارف اليهودية، مادة spain، فصل The Golden Age Of the Sephardic Jewry (المجلد التاسع).

(1) وقد تبوأ اليهود مناصب هامة جداً في مصر حتى العصر الحديث، وخصوصاً في الدولة الفاطمية، التي نكاد أن نقول إن اليهود هم الذين كانوا يحكمونها من وراء الخليفة. [10]

(1) ومما يجدر ذكره أن التشابه بين قصص القرآن والقصص "Haddadah" التي يرويها التلمود، ربما كان مرجعه الى أن الحاخامات اقتبسوا هذه القصص من القرآن الكريم، لأنه رغم أن التلمود، تم تدوينه قبل ظهور الإسلام، إلا أن الحاخامات ظلوا يضيفون اليه ويهذبونه حتى أواخر القرون الوسطى. [11] ولكن اليهودية التلمودية رغم هذه الحريات آثرت أن تتقوقع لحفظ كيانها حتى بقيت الى يومنا هذا، رغم زوال ما لا يحصى من الحضارات والديانات والامبراطوريات والشعوب، واندحارها في نفس هذه الفترة.

وقد حظى التلمود بأهمية متزايدة نتيجة للظروف الجديدة بعد سقوط دولة اليهود، وعكف حكماء اليهود على دراسة التلمود في كل العصور بشغف واهتمام. "ومن أمثلته أن موسى بن ميمون، الذي كان أكبر مفكر ديني في عصره، كان أكبر دارس للتلمود أيضاً، وقد حاول جهده أن يبني رح فلسفته على تعاليم التلمود". هذا ما كتبه محرر دائرة المعارف اليهودية، وهو يضيف قائلاً:

"أثناء انحطاط الحياة العقلية اليهودية، الذي بدأ في القرن السادس عشر، كان التلمود يعتبر – على وجه التقريب – السلطة العليا عند أكثرية اليهود، وفي نفس القرن أصبحت أوروبا الشرقية، خصوصاً بولندا، مركز دراسة التلمود. والتوراة نفسها أصبح مكانها ثانوياً، وكرست المدارس اليهودية جهودها، كلياً، لدراسة التلمود، حتى أن كلمة "الدراسة" أصبحت مترادفة لكلمة "دراسة التلمود"!!.

(1) ويستطرد المحرر قائلاً: "إن مركز التلمود تأثر، مرة أخرى، بسبب علاقة اليهود بحضارة أوروبا "الأجنبية" [12] Gentile ، وطرأت على الفلسفة اليهودية تغيرات كثيرة، ولكن المحرر لم يحدد هذه التغيرات. (وأنا أميل الى أن هذه التغيرات الكثيرة التي لم يحددها المحرر هي نشوء حركة سياسية يهودية – سميت الصهيونية – تحاول استعادة مجد اليهود، بغبن الآخرين وإلحاق الدمار والخراب بمن يقف في طريقها ان استطاعت.

الدكتور ظفر الاسلام خان

[1لأول مرة أحرقت نسخ التلمود في فرنسا سنة 1244 في باريس. (دائرة المعارف اليهودية، طبعة سنة 1905، الولايات المتحدة الأمريكية المجلد الثاني عشر، مادة "تلمود").

[2إنه لأمر مريب يشكك في حقيقة القصة التي سبق ذكرها في الهامش السابق بأن التلمود أحرق في باريس لأول مرة سنة 1244، ثم يأتي محرر دائرة المعارف اليهودية العامة، بعد 43 سنة، ليكشف لنا عن واقعة خطيرة، كالتي سبقت، أنها وقعت قبل الواقعة المذكورة بسنتين. وحيث أن الحقائق التاريخية، التي نحن بصددها، ليست من النوع الذي يكتشف بالحفريات أو الاكتشافات المثيرة عن الصخور، فيبقى سؤالنا قائماً: لم سكت محرر دائرة المعارف اليهودية الأول عن هذا الحادث الخطير، ثم خرج به محرر دائرة معارف يهودية أخرى؟؟ مع ملاحظة أن هذا الأخير لم يشر الى أي مصدر استقى منه معلوماته.

[3بابلو كريستياني: يهودي روعته التعاليم اليهودية الوحشية فدخل الى المسيحية، وعاش في فرنسا وأسبانيا في القرن الثالث عشر، وأسهم بدور كبير في كشف حقائق اليهود وعداءهم للمسيحيين. اشترك في مناظرة برشلونة الشهيرة. واستطاع أن يقنع البابا كليمنت بأخطاء التعاليم التلمودية فأصدر مرسوماً بتحريم قراءة التلمود أو حيازته، ومصادرة ما وجدوه من نسخه، كما فرض رقابة على طبع نسخ جديدة منه، وأعاد تنفيذ القانون الذي كان لويس الحادي عشر قد أصدره سنة 1369م والذي ألزم اليهود بوضع علامة على أكتافهم للتمييز . .

[4محاكمة عادلة من هذا النوع أجرتها الملكة بلانش في 24 من يونيو سنة 1240. اعترف فيها اليهود بكثير من معتقداتهم الخطيرة، وكان مما ترجم من التلمود أثناء هذه المحاكمة ما يلي:
"إن يسوع الناصري موجود في لجات الجحيم، بين الزفت والنار، وأن أمه مريم أتت به من العسكري (الجندي) باندارا بمباشرة الزنا، وأن الكنائس النصرانية هي بمستوى قاذورات، وأن الواعظين فيها أشبه بالكلاب النابحة، وأن قتل المسيحي من الأمور المأمور بها، وأن العهد مع المسيحي لا يكون عهداً صحيحاً يلتزم اليهودي القيام به، وأن من الواجب – ديناً – أن يلعن ثلاث مرات رؤساء المذهب النصراني، وجميع الملوك الذين يتظاهرون بالعداوة ضد بني إسرائيل".
(الكنز المرصود في قواعد التلمود ص 11).

[5صيغة الجمع لكلمة مين وتعني المنشقين

[6والتلمود: "من أندر الكتب الموجودة في عالمنا على الإطلاق، وأستطيع أن أؤكد أنه لا يوجد منه في العالم أجمع أكثر من خمس نسخ، إحداها موجودة في الجمهورية العربية المتحدة، محفوظة حفظ الوثائق الشديدة الأهمية، وقد استلزم وصولها من مكانها الأصلي الى الجمهورية العربية المتحدة وضع خطة أشبه بخطط الجاسوسية التي نقرأ عنها في الكتب البوليسية، استغرق تنفيذها - بصبر وحرص وتكتم شديد – ثلاث سنوات كاملة".
شوقي عبدالناصر: بروتوكولات حكماء صهيون،
ص 9-10 .

[7كتب إيلي ليفي أبو عسل في كتابه "يقظة العالم اليهودي": "وفي وسط هذه العلاقات، مد يهود مصر يد المساعدة لإخوانهم للنهوض بالعمل الأثري الخالد في فلسطين، وعاونوهم في إنشاء التلمود وتنسيقه" ص 37.

[8الأدب العبري ص 14

[9الأدب العبري، ص 8.
الحركة الكرائية أو القرائية التي أنشأها عنان بن داود في القرن الثامن الميلادي (وتسمى أيضاً Bene Mikra) أي "شعب الكتاب المقدس" أو Ba’ale Mikra أي "الداعون الى إيمان جديد"، لا تعرف عقائدها جيداً، إلا أنهم يتشددون في اتباع التوراة ويرفضون التلمود، وهم لم يطبعوا إلا القليل من تراثهم. وقد انتشرت الدعوة الكرائية في العالم الإسلامي، لا سيما بلاد فارس.

ولا يمكن القول متى انشقت هذه الحركة، بالضبط، عن الحركة الحاخامية (التلمودية)، ولكنها – كما تقدم – قامت بعد مائتي سنة من تأليف المشناه، أي بعد ظهور الإسلام.

ويعزي محرر دائرة المعارف اليهودية العامة أسباب ظهور هذه الحركة الى عوامل ثلاثة هي:

1- ظهرت الخلافات بين اليهود بسبب التلمود الذي اعتبره بعضهم بدعة في الدين.

2- تأثر اليهود الشرقيون بالنصر السياسي "المدهش" الذي أحرزه الإسلام في القرن السابع، والذي أقام امبراطورية عالمية في بضع سنين.

3- تأثير العقائد الروحية الإسلامية، والتقلبات السياسية، والصراع بين الكلاميين (المعتزلة) وغيرهم.

[10أنظر تفاصيل دورهم في دائرة المعارف اليهودية العامة، مادة: Egypt

[11لمراجعة القصص من هذا النوع أنظر: The Talmud, H. Polano, pp 33-34, 72 – 141. وكذلك: The Talmudic Anthology – Tales and Teachings of the Rabbis, N. Y.: 1947 .

[12من الواضح أن الحضارة المقصودة هي حضارة المسيحيين، ويدل ذلك، بشهادة دائرة المعارف اليهودية، على أن المسيحيين هم الأجانب، رغم أن اليهود ينفون ذلك بشدة قائلين: إن كلمة الأجانب ترمز الى "الوثنيين الذين وجدوا في العهود الغابرة".


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى