الاثنين ٢٢ شباط (فبراير) ٢٠١٠
بقلم أحمد مظهر سعدو

الثقافة والأيديولوجيا في الوحدوي الثقافي 

صدر في دمشق مؤخراً الكتاب الثالث من سلسلة «الوحدوي الثقافي» التي يصدرها حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي في سورية، وهو كتاب غير دوري يصدر بين الفينة والأخـرى.. وقد جـاء الكتاب الثالث بعنوان «الثقافة والايدولوجيا» وضمـن / 226/ صفحة من القطع الكبير، حيث ضم بين دفتيه الكثير من الأبحاث والمقالات نذكر منها وفي ملف العدد:

الثقافة والإيديولوجيا للأستاذ غالب عامر، القضايا العامة والمسألة الثقافية للأستاذ علي العمر، المجتمع العربي وثقافة النهضة للأستاذ بيان الحجار، الإنسان الكامل في الثقافة العربية للأستاذ هيثم مناع، جدل الثقافة والحضارة للدكتور برهان غليون، "جدلية القطرية " الوحدة والديمقراطية للأستاذ، محمد عبد المجيد منجونة، بالإضافة للعديد من المقالات منها : الديمقراطية والناصرية لأحمد مظهر سعدو، التنمية والديمقراطية للأستاذ محمد فليطاني، وهم الليبرالية، للدكتور محمد عابد الجابري، الأسئلة الغائبة في الديمقراطيات العربية للدكتور كمال عبد اللطيف، الدولة في الفكر النهضوي الحديث للأستاذ أحمد محمود ولد محمد، أية عروبة نريد للأستاذ محمد أبو رسلان.

كما ضم الكتاب في قسم الوثائق، وثيقة هامة جداً للراحل الدكتور جمال الأتاسي بعنوان «في الدفاع عن القومية ووحدة الأمة» والتي أغنت الكتاب بما حوته من فكر تحليلي تنويري قومي ديمقراطي قل مثيله في عالمنا العربي هذه الأيام.

وقد جاء في افتتاحية الكتاب للأستاذ غالب عامر ما يشير إلى أن أزمة الفكر العربي بوجه خاص والواقع الراهن للثقافة العربية عامة، هي أزمة بنيوية مرتبطة بنمط التفكير السائد لدى الأغلبية من أبناء المجتمع العربي، إضافة إلى كونها أزمة ذات طابع تاريخي، بوصفها ناجمة عن طبيعة هذا الفكر واستقراره.

كما أشارت الافتتاحية إلى «أن هناك دوماً نموذج / سلف يشكل الإطار المرجعي لكل منهم، به يفكر، وعليه يقيس وفي ضوئه يرى ويوحي،منه يقرأ ويؤول» وهو هنا يرد الأمور للجميع، «سواء تعلق الأمر بأطروحات الداعية السلفي أو الداعية الليبرالي أو الداعية الماركسي.. وهو أي الخطاب العربي هذا، لم يسجل أي تقدم حقيقي منذ أن بشَّر بالنهضة في أواسط القرن التاسع عشر، وما يزال إلى اليوم يدور في حلقة مفرغة.. بوصفه فكر تبسيطي خطي يتسم غالباً برؤية أحادية الجانب لمعظم القضايا التي تعرض عليه أو يتعرض لها بالبحث والدراسة».

وتعود الافتتاحية للقول والاستنتاج بقولها«لاريب أن التراث الثقافي والإيديولوجي للحضارة العربية الإسلامية يشكل بمجمله ذلك التراث الخاص بالفكر العربي، والذي لا يمكن الانقطاع عن تأثيراته المتعددة الجوانب على نمط التفكير السائد لدينا والطاغي حتى الوقت الحاضر».

ويرى الأستاذ غالب عامر أن هناك سيادة في بعض الأحيان «للفكر الإمتثالي الذي يعزز التقليد ومناهضة الإبداع والتجديد، ويكون بطبيعته معبراً في الحقل السياسي لنظام في الحكم قوامه العسف والاستبداد، وهاجسه توطيد أركان ايديولوجيا الطبقة الحاكمة ثقافياً وسياسياً، والمحافظة على التقليد الذي يعزز التوجهات التراثية و تعبيرات الوعي الزائف اجتماعياً»

وعموماً ففي هذا الكتاب غبر الدوري مجموعة من الأبحاث الفكرية السياسية المهمة التي تساعد القارئ على ملامسة الفكر القومي النقدي النابع من مضامين مختلفة ومتنوعة تطال في تنوعها ألوان الطيف برمته.. وكما انتهى إليه الراحل جمال الأتاسي فالدعوة للجميع «ليكون لنا عقدنا الاجتماعي، على صعيد الأوطان ولكل قوى الأمة، ولتصبح حركتنا القومية حركة وحدة أمة ونهوض أمة وحركة نحو المستقبل».


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى