الأحد ١ شباط (فبراير) ٢٠٠٤
بقلم ميساء قرعان

الحجاب إحدى معاركنا الوهمية أيضا

يصبح من المناسب بل ومن الملح في زمن اغتيال القضايا الحقيقية وتهميشها أن نبحث عن جبهات بديلة ومعارك صغيرة نسجل فيها عجزنا الفعلي عن خوض سواها وقد كان موضوع الحجاب من الموضوعات الساخنة التي لفتت مختلف الشرائح لتناولها كقضية للنقاش في الآونة الأخيرة .

فبالإضافة إلى أن قضية الحجاب هي إحدى معاركنا الصغيرة التي يرضي تواضعنا أن نكون أبطالها،فإن هنالك أسبابا أخرى جعلتها تتصدر الاهتمامات
أحد هذه الأسباب هو تعلق موضوع الحجاب بالمرأة وهي الكائن المستباح والقابل للأسر في شتى أنواع المعتقلات ،أما المتصدون للدفاع عن قضاياها فهم ذاتهم السجانون ، فمن داعية إلى صونها والحفاظ عليها بافتراض أنها إحدى الممتلكات المهددة بالاختراق إلى من يدعو ويعمل على تحريرها وتسليعها كما لو كانت قطعة بسكويت وهي بين هذا وذاك تمتلك حرية اختيار المعتقل والسجان ولذا فإن تعريها أو تسترها يصبحان متطلبا من متطلبات المعتقل خاصتها، كما أن ارتباط الحجاب بالدين باعتباره فرضا يعمل على شحن ردود الأفعال اللاشعورية تجاه من يتعرضون له ،غير أن المفارقة التي تستثيرها ردود الأفعال المتشددة تجاه القضية هو أن الدين في الكثير من قضايانا المصيرية كان ينحى جانبا كما أن أكثر نصوصه وضوحا كثيرا ما تتعرض للتهميش أو لمحاولات التفسير والتأويل التي تتناسب والإملاءات ، ففي حين نتجاهل أن الجهاد يصبح في مرحلة من مراحل العدوان فرض عين فإننا نستميت في الدفاع عن الحجاب باعتباره مطلبا دينيا أو هوية ثقافية ذلك لأن الخوض في هذه المعركة لا يتطلب أية مستحقات ولا يكلفنا الكثير ، كما أن من شأنه أن يبدل بقضايانا الحقيقية أخرى هامشية وربما يحقق هذا الإبدال على المستوى النفسي بعض الرضى الذي تحققه الشعوب في دفاعها عن وجودها ، غير أنه من المؤسف أن نستمرئ البقاء في فخ الحروب الوهمية والتي هي جزء من متطلبات المرحلة لا أكثر، فكثيرون هم الذين أقحموا أنفسهم في التصدي للموضوع،كما أن و جهات نظر عديدة برزت على السطح مع إثارة قضية الحجاب لم يكن أغربها ما ورد على لسان الشاعر أدونيس في تأييده للحجاب كونه يؤطر وجه المرأة ويبرز جماليته ، كما لم يكن الموقف الحماسي لدى الكثير من النساء أكثرها مدعاة للشفقة فصور جلد الذات لدى نسائنا كثيرة أيضا ولست أشك في أنهن يستعذبن إشغال دور البطولة في مثل هذه المعارك .

أما المتصدون للنقيض والمؤيدون أو المنادون بخلع الحجاب انطلاقا من مبررات عديدة فباعتقادي أن مشاركتهم أيضا لا تعدو الدخول كطرف في معركة وهمية أيضا لكن المتنازع عليه بين الطرفين هو المرأة لا القضية ولا الدين، لا سيما الذكور منهم والذين يتناسون أن موضوع الحجاب يجب أن يكون إحدى خصوصيات المرأة ذاتها غير أن الإصرار على اعتبارها من تبعات خلق الذكر وأداته التي يصونها حينا ويعريها حينا آخر هو ما يدفع بهم إلى مثل هذه المعارك التي يستبدلون أثنائها بالأرض والتاريخ قطعة قماش على رأس المرأة


مشاركة منتدى

  • يؤسفني ان تكوني من بلد انتجت امثال ليث شبيلات

    هنالك من هم احق منك بالتصدي لمثل هذه القضايا والطروحات فأتركي الساحة لفرسانها واركني إلى اي من قنواتك الفضائية تشاهدين مثيلاتك من الراقصات والماجنات

  • أصبتي حين قلتي أن الحجاب غدى قضيه محوريه ونقطه تصدي وكأن لم يبقى عندنا غيرها, ولكن ألمحتي بشكل واضح أن تكون هذه القضيه خاصة بالمرأة وحدها. أختى الحجاب ليس حرية خاصه........الحجاب ليس كأكل اللحم الحلال أو الحرام.....ليس كالصدقه.....ليس مطلق الحريه....لأنه ببساطه يؤثر على مجتمع بأكمله. المجتمعات العربيه مجتمعات شابه وعدم الإلتزام الأخلاقي يؤثر فيها بشكل جذري وقد لاحظنا شيوع الإنحلال الأخلاقي وشيوع الفساد مع ترك الحجاب وشيوع القنوات الفضائيه وهذه حقيقه لا تغيب حتى عن أعمى. يا أختي الحجاب ليس فقط ثواب كما يعتقد البعض ولكنه هو في الأساس طريقه وضعها الله لبناء المجتمع المثالي........بكلمات أخرى ترك الحجاب هو لا يؤدي فقط لخسارة الثواب بل هو يؤدي إلى هدم المجتمع المثالي الذي وضع أساسه الله سبحانه وتعالى. بكلمات أخرى أوامر ونواهي الله ليست فقط للآخره بل هي لدنيا أيضا. أرجوكي لقد عانينا الأمرين من حرية المرأة.....التي ترجمه بعادات غربيه وفساد إجتماعي.....نساؤنا كما رجالنا....جهله.....والحريه لا تعني سو أنحلال أكثر وتبعيه أكثر وإنكار لدين وعقوق لدين أكثر. أرجو الله أن تكون الفكره قد وصلت.

    mohammad.ahmad.juma@gmail.com

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى