الخميس ١٦ أيار (مايو) ٢٠١٣
بقلم بوعزة التايك

الحصاد المغاربي: عاجل

بوعزة التايك يستيقظ في السابعة صباحا

بوعزة التايك يدخل المرحاض من بابه الضيق ويخرج من بابه الواسع

بوعزة التايك يغادر البيت دون تقبيل حذاء زوجته كعادته

بوعزة التايك يتناول فطوره بمقهى " شهرزاد" بإقامة هاجر ويتفحص الجرائد وهو يرتعش خوفا من أن يسلبها منه أحد الزبناء.

بوعزة التايك يتصارع مع سائق تاكسي الغرام يعتبر التدخين أثناء العمل حقا من حقوق الإنسان

بوعزة التايك يقوم بجولته الصباحية على شاطئ بحر الهوى الذي تصب فيه مجاري الصرف الصحي

بوعزة التايك يتلقى مكالمة من زوجته تملي عليه أوامرها اليومية لشراء كذا وكذا ثم كذا وكذا وكذلك كذا وكذا

بوعزة التايك يعود إلى البيت محملا بكل أنواع الخضر والفواكه تتبعه عيون بعض الجيران وألسنتهم الحمراء من كثرة لهيب الأسعار

بوعزة التايك يستمع إلى محاضرة زوجته حول التغييرات والأعمال التي يجب عليه القيام بها قبل أي محاولة لقراءة رواية بدأها قبل أشهر

بوعزة التايك يحاول جاهدا إقناع زوجته بإعداد وجبة الغداء على أن يتكلف هو فقط بغسل الصحون والنظافة ومحاربة الحشرات التي تعشش في المطبخ العائلي.

بوعزة التايك يقول لزوجته إنها أحسن "شميشة" في العالم العربي الذي تطبخ فيه الملفات في مطابخ لا علاقة لها بفن الطبخ العربي الأصيل.

بوعزة التايك يغتنم قيلولة زوجته الغالية ويحاول للمرة الألف كتابة نص أدبي أو قراءة قصيدة لحبيبه درويش

بوعزة التايك يستعمل كل ما له من طاقة وقوة الإقناع والتحليل الملموس للواقع المهووس لدفع زوجته لمغادرة البيت وزيارة صديقاتها كي يتسنى له مشاهدة فيلم من دون أن تزعجه بملاحظاتها وتساؤلاتها حول ما اسم الممثلة وهل هي زوجة الممثل أم مطلقته أم جدته.

بوعزة التايك يسمع طرقا على الباب أثناء مشاهدة فيلم لممثله الأمريكي المفضل منتكمري كليفت.. و لأنه إنسان صبور ومؤدب يفتح الباب ليجد نفسه أمام نفس الجارة المطالبة بحقها في الإرث.

بوعزة التايك يتلقى مكالمة من زوجته الغالية دوما و أبدا تريد معرفة هل نشر الغسيل وصرخ في وجه جاره الذي بنى لأطفاله ملعبا بمواصفات دولية تجري فيه يوميا مقابلة بين ريال مدريد وبرشلونة.

بوعزة التايك يغادر البيت للجلوس في المقهى وقراءة نصف صفحة من ديوان شاعر لا يعرف اسمه.

بوعزة التايك يغادر المقهى بسبب زبون أقسم ألا يهدأ له بال حتى يدخن علبة السجائر في وقت قياسي احتفاء بهذا الربيع العربي الذي حصل فيه المواطن على حقه في فعل ما يحلو له.

بوعزة التايك يقرر أخيرا القيام بثورة عارمة ضد كل من يمس حقوقه في البيت ويطلب من الكناري الذي يعيش بالشرفة السماح له بالعيش في قفصه للاستمتاع بصوته وهو يردد أن الحياة كفاح وأن من سهر الليالي وصل الأعالي لرمي نفسه من أعلى طابق في عمارة السعادة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى