الجمعة ٢١ تموز (يوليو) ٢٠٠٦
بقلم يحيى برزق

الحصار

تُحَاصِرُنِي عَلَى غَيْرِ انْتِظَارِ
وُجُوهُ أَحِبَّتِي خَلْفَ الحِصَارِ!
تُسَامِرُنِي إِذَا مَا اللَّيْلُ وَافَى..
وَتُوْلِجُ هَمَّ لَيْلِيَ فِي.. نَهَارِي
فَأَنْسَى أَنَّنِي أَحْيَا شَرِيداً..
وَأَحسَبُ أَنَّ فِي بَيْرُوتَ دَارِي
وُجُوهٌ تَسْتَضِيءُ بِهَا الدَّرَارِي..
أَرَى فِيهَا أَبِي.. وَأَخِي.. وَجَارِي
وَأَسْمَعُ فِي اللَّظَى طِفْلِي يُنَادِي..
وَتَحْجُبُ وَجْهَهُ سُحُبُ الدَّمَارِ
وَأَحْلُمُ بِالشَّظَايَا.. لاهِبَاتٍ..
تُلاحِقُنِي عَلَى شَفَةِ الهَيَارِ
وَبَيْرُوتٌ مَعِي ضَمَّتْ بَنِيِهَا
وَفِي أَعْطَافِهَا نَهَشَ الضَّوَارِي
مُشَعْشِعَةَ الجَبِينِ تَكَادُ تَهْوِي
مِنَ الإِعْيَاءِ، دَامِيَةَ الإِزَارِ
وَفِي العَيْنَيْنِ.. تُوْمِضُ كِبْرِيَاءٌ
يُثِيرُ جَلالُهَا هَلَعَ التَّتَارِ
وَتُوْمِئُ للفِدَائِيِّينَ.. نَشْوَى
وَقَدْ عَقَدُوا لَهَا إِكْلِيلَ غَارِ
وَصَبُّوا مِنْ دِمَائِهِمُ.. غُيُوثاً
وَشَدُّوا بِاليَمِينِ.. وَبِاليَسَارِ
وَأَلْمَحُهَا تُشِيحُ الطَّرْفَ تِيهاً..
إِذَا بَثَّ الهَوَى عَرَبُ الشِّعَارِ
وَيُرْعِدُ صَوْتُ بَيْرُوتٍ نَذِيراً..
يُرَوِّعُ فِي التِّلالِ وَفِي القِفَارِ:
غُزَاةُ الأَرْضِ كُلُّهُمُ.. تَدَاعَوْا
فَهُمْ حَوْلِي كَأَنَّهُمُ.. سِوَارِي
فَفِيمَ يَنَامُ قَومِي عَنْ نِدَائِي..
وَيُجْفِلُ مِنْهُ مُؤْتَمَرُ الكِبَارِ
وَمَا نَفْعُ التَعَلُّلِ.. بِالقَرَارِ..
وَحَقِّي ضَاعَ فِي النَّقْعِ المُثَارِ؟
وَهَلْ تَجْلُو الهُمُومُ عَنِ الكِبَارِ..
إِذَا نَادَاهُمُ خَبَرُ.. احْتِضَارِي؟
وَكُنْتُ دَعَوْتُ جَمْعَهُمُ طَوِيلاً..
غَدَاةَ الجَمْعِ يُعْجِلُ بِانْتِصَارِ
فَمَالَهُمُ تَوَارَوْا.. يَوْمَ مَجْدٍ..
وَشُدَّتْ فَأسُهُمْ يَومَ البَوَارِ؟
أَمَا خَشِيَتْ حَوَاضِرُهُمْ.. لَهِيباً..
يُحَرِّقُ.. سَاحَهَا كَلَهِيبِ نَارِي؟
أَمَا رَقَّتْ ضَمَائِرُهُمْ لِخَطْبِي..
وَأَنَّاتِ المَلائِكَةِ.. الصِّغَارِ؟
وَيَهْطِلُ دَمْعُ بَيْرُوتٍ.. فَأَبْكِي
وَيَقْذِفُنِي الجِدَارُ إِلَى الجِدَارِ
وَمَا كَيْدُ التَّتَارِ يُسِيلُ دَمْعِي..
وَلَكِنْ.. كَيْدُ حُرَّاسِ التَّتَارِ!

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى