الأربعاء ١٥ تموز (يوليو) ٢٠٠٩
بقلم محمد رحال

الدولة الألكترونية والحكومة الألكترونية

أثبتت حادثة سقوط الطائرة الفرنسية في المحيط الأطلسي مدى اهمية الحكومة الألكترونية ليس داخل الدولة فحسب وإنما خارج حدودها، فالتعرف على هوية المفقودين من خلال التعرف على حالة الأسنان لدى بعض المرضى هي تقنية ألكترونية دخلت مجال الحكومة الألكترونية منذ زمن بعيد وذلك وفقا لمقاييس الزمن العصري والذي يتقدم بسرعات علمية خيالية، هذه التقنية التي ربطت كل دوائر الدولة الصحية والتعليمية والمالية والامنية بمركز المعلومات الحكومي هي بالقطع تعتبر قفزات كبيرة في تطور تواصل الحكومة الألكترونية مع المواطن وبسرعة ألكترونية، في الوقت الذي مازال فيه قسم من المواطنين في بلدان البط العربي السعيد يتداوى لدى اطباء الغجر الرحل والذين توارثوا صنعة تركيب الاسنان بطريقة لاعلاقة لها بالعلم فضلا عن أن تكون مرتبطة بحكومات ألكترونية، ومازالت دول البط العربي السعيد حتى اليوم وبسبب التقدم المذهل الذي تتمتع به، فما زالت حتى اليوم تنشيء مكاتب للاحصاء السكاني وهي مكاتب تعبّر وبشكل جازم عن مدى التخلف الذي تعيشه الدول العربية والتي يتباهى اغنياؤها واغلبهم من اصحاب السلطة والمال بسياراتهم المذهبة أو المفضضة، في نفس الوقت الذي تعرف فيه الدول الاوروبية عدد سكانها لحظة بلحظة, وبالشخص مباشرة وبواسطة عداد الكتروني يسجل وباللحظة ميلاد كل طفل فتفرح به الدولة، ووفاة كل مواطن فتحزن عليه الدولة وذلك لان هذه الدول لم تبن على اساس عرقي أو طائفي أو وطني وانما بنيت على اساس ديمقراطي تحترم فيه الانتخابات ارادة الشعب، ويحتفل فيها الخاسر بالانتخابات بالمساهمة بتتويج الخصم وذلك لانه يعرف انه لم يكن خيار الشعب وهو قادم من اجل أن يخدم الشعب، وذلك على عكس الحكومات العربية والتي تسلقت على السلطة واستبدت بها وتحولت بفضل الدساتير الشيطانية الى حكومات الاهية ماان يقترب لسان النقد منها حتى يهب جنود السلطة لاستقدام المجرم الذي نال من سلطان الحاكم والذي خرق الدستور وخرّب البلاد وعاث في امن البلاد فسادا, وتقام المحاكم الامنية ويترافع فيها الادعاء العام وكأن من انتقد السلطة أو الدستور قد سب الذات الربانية علما انه حق وواجب شرعي، ثم تشن السلطة الفاسدة حملة اعلامية على منتقد السلطة، وتتبرع الاجهزة الامنية بالقبض على اهله واصحابه واقربائه، ويساق الجميع الى اقبية التحقيق وهناك يلعن فيها المواطن اليوم الذي ولد فيه قريبه وسلطانه معا.

والدولة الألكترونية هي تلك الدولة التي اصبحت فيها معاملات المواطن الخاصة تتم عبر الشبكة الألكترونية والتي من المفروض على الدول التي تحترم نفسها أن تجعل من الخدمة الألكترونية وسيلة متاحة وميسرة للجميع باعتبارها وسيلة للتقدم والازدهار لاأن تكون حجر عثرة في سبيل تقدم البلاد، وان تساهم الدولة في وصل البلاد كلها بشبكة ألكترونية تصل للجميع وباسعار تناسب الفقراء قبل الاغنياء، وان تتخلى الدولة عن اسلوب الربحية في التعامل مع وسائل التقدم والتعلم، وبسبب اهمية التطور الالكتروني في التعاملات الحكومية فقد انتشرت المنافسات التجارية الرخيصة في الدول الاوروبية بحيث اصبح من السهل جدا أن تجد في كل بيت من البيوت الاوروبية مكانا لوصول الكابل الالكتروني ودون مراقبة، وذلك لايمانهم التام أن من راقب الناس مات هما وهو مايفسر موت الكثير من ضباط الامن في البلدان العربية بالسكتتة القلبية.

لقد اصبحت الدولة الألكترونية سمة الدول المتقدمة،كما أن هذه النافذة الألكترونية تحولت الى نوافذ للحرية يشم من خلالها القاريء الذي اعتاد وملّ الخطاب الحكومي الخشبي المتعفن، كما وان هذه النوافذ الألكترونية هي تلك النوافذ التي يطل من خلالها كتاب الشبكة العنكبوتية على القراء خاصة في الدول العربية والتي احكم النظام العربي الديكتاتوري المتخلف الخناق على اصوات الحرية ضمن الاعلام العربي العام وضمن الاعلام العربي الخاص المدفوع الثمن، والذي يهتم فقط بالخبر الحكومي وخبر التبويس العربي والخبر المدفوع الثمن باعتبار أن الاعلام العربي هو اعلام ملتزم جدا بثوابت الحكام وثوابت تثبيت السلطات الاستبدادية التي لاتنه ابدا.

فتحت النوافذ الألكترونية ابواب هواء نقي ونظيف
و جديد من الكتابات والثقافة الحرة والتي باتت تشكل مجالا رحبا ومتنفسا صحيا للكثير من الكتاب الذين قصموا ظهر الاعلام المدفوع الثمن, وما اكثر المواقع الالكتروني الشريفة والحرة والتي تساهم بشكل من الاشكال في حركة التنوير العربية والتي هي نوع من افضل انواع تحرير المواطن العربي الذي تكالب عليه الحكام والاعلام والخيانات والفقر والمرض والجهل، ولهذا فاننا نلاحظ أن الدول العربية والتي هي من اشد دول العالم تخلفا واستبدادية، هي من اغلى الدول في مجال الخدمة الألكترونية لانها من اكثر دول العالم حربا على الفكر والحريات والعلوم باعتبار أن الثقافة سمة العصر الحديث وحكام البط العربي هم اعدى اعداء العلم والثقافة ومن جهل شيئا عاداه, وهذه الدول من اكثر دول العالم ظلما لشعوبها، وهي عاجزة عن أن تكون حكومات ألكترونية فضلا عن أن تكون دولا ألكترونية، وسيظل الطبيب الغجري يحمل حقيبته ليداوي اسنان الطبقة الفقيرة من مرضى الاسنان، وستظل مكاتب الاحصاء منتشرة في عالمنا العربي، وستظل العصا هي المعلم الاول في مدارسنا وحكوماتنا الألكترونية وفقها الله مادام هذا القيح من الحكومات العربية جاثم على صدور امتنا باسم الدين أو النوع اوالجنس أو الوطن أو العقيدة أو الاستعمار أو الشرف.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى