الثلاثاء ٢٦ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٠
بقلم إياد أحمد هاشم السماوي

الزمن المقطوع

تعظــَّمَ لمــّا خالَ في حكمـِهِ لوما
وما هوَ من يخشى خصاماً ولا ذَمــّـــا
هو الزمنُ الملقى على بابِ عصرهِ
فلــَمْ تشَــأ الأيـــامُ إقراضــَهُ يــومـــا
هو الماثلُ المقطوعُ من كلِّ رقــعةٍ
وكمْ أعــجزَ النُـظـّامَ في وصفِهِ نـَظـْمـا
تـَبـَرّأَ إعراضاً فـكانَ اعـترافـُهُ
على نـَهـَمِ الأضــدادِ في جوفــهِ صـومــا
فـَلَمْ تـَكـَد الأقوامُ إحـصاءَ قومـِهِ
ولـَمْ تــَجِد الأصـقاعُ في رحـلـِهِ قومــا
ولـَمْ يكـُن الساعي إلى قادمِ الورى
ليـَكـْفيهِ ماضٍ سارَ في دربهِ الأعــمى
ومـِن بعده الأقلامُ عرجــاءَ صولة
إذا أقـسَمـَتْ خانتـْكَ فامتـَدَحـَتْ عُجـْمــا
وإنْ دارَ منكَ الكأسُ ألْقـَتـْكَ فارغـاً
وإنْ جـُدتَها رِيـّاً حصَدْتَ بها المَظـْما*1
فإنْ جـئتـَهـُمْ عدلاً أذلــّوكَ حاكمـاً
وإنْ رُمتـَهـُمْ عونـاً تولـَّيتـَهُمْ خـَصْما
وما فزع المكلوم إلا كمن رأى
ضماداً، وبعض الجرح أسمى إذا يدمى
وبين ارتقاء الطير والنجم غاية
وإنْ هبطَ الاثنان لأختلفَ المرمى
فدعْ غائباً والعينُ تحملهُ قذى
وما رمتَ من ليلى أجادتْ بهِ سلمى
ودعْ قدماً أبلى بها القيدُ أصبعاً
فكلكَ أطرافٌ وللقيدِ منْ نمّا
تبرأتَ من خيلٍ عتاقٍ تجرها
إلى النصرِ جراً لستَ مهتدياً نجما
وبينا سروجُ الأقربينَ تعذّرَتْ
وعدتَ وحيداً تركبُ الذلَّ والظيما
أزِحْ عنكَ فتحاً أوهموكَ بفتحِهِ
تناديهُمُ صماً وتندبُهُمْ بُكْما
تجردهُمْ يومَ اللقاءِ فلمْ تجدْ
سوى مقبضٍ أوحى لحاملهِ هزما
أمرتَ بقاياهُمْ فما نلتَ منهُمُ
على الجمرِ إلا مُظرِماً أيقض الظَّلما
وما أنت من ألقى إلى السلمِ رايةً
لتكفيَهُم أمراً أظلّوا بهِ دوماً
وليتكَ ما أبديتَ عشقاً ولمْ تصُلْ
رميتَ بقايا القلب ما شئتَ أن تُرمى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى