الاثنين ١ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٠
بقلم أحمد مظهر سعدو

السينما قادمة لكتها ليست على الأبواب

بعد أن أصبح المهرجان السينمائي الدمشقي دولياً، وبعد أن اختصر المسافة من سنتين إلى سنة واحدة، أضحى من الضرورة بمكان، العمل بشكل جدي من أجل أن يصبح هذا المهرجان دولياً بحق، ودولياً بامتياز ..

حيث لم يعد مقبولاً ولا معقولاً، أن يقتصر الأمر على مشاركة سورية متواضعة بفيلم أو اثنين .. وبالتالي لم يعد ممكناً أن لا يتعدى إنتاج المؤسسة العامة للسينما في السنة فيلماً أو فيلمين ليس أكثر .. ولم يعد منطقياً أن لا تكون هناك محفزات ومرغبات للقطاع السينمائي الخاص للدخول والمشاركة في الإنتاج السينمائي، كما كان في عقود سلفت، خاصةً وأن أساس نهضة الدراما السورية في العشرية الأخيرة اعتمد على القطاع الخاص، الذي وقف بقوة وثقة إلى جانب قطاع الإنتاج الدرامي التلفزيوني الرسمي لتصبح دمشق هوليود الشرق درامياً كما قيل مؤخراً .. حيث نأمل أن يكون المهرجان السينمائي – الذي سيعقد هذا الشهر في دمشق سابقاً، قلب العروبة النابض- مختلفاً كلياً عن سواه من المهرجانات التي انطلقت فـي العاصمة دمشق حيث الكم الكبير من الأفلام السورية والعربية القديمة التي (عفن قلب المشاهد منها) لكثرة ما عرضت، بينما المهم هو الجديد والمتجدد، وليس بالكثرة فقط.

يضاف إلى ذلك عدم التنظيم المنطقي لآليات برنامج المهرجانات، وأيضاً تلك الحالة من اللااهتمام بالصحافة والصحافيين وكل رجال الإعلام الذين يقع على عاتقهم نقل الصورة الحقيقية الإعلامية للقارئ والمشاهد .. إذ ليس من المعقول أن لا يدعى أصحاب الشأن .. بينما تذهب دعوات فعاليات المهرجان إلى كل من هب ودبّ، أو من ليس له اهتمام إلا بالافتتاح والاختتام والتمظهر هنا وهناك .. عموماً فالأمل سيبقى معقوداً على مهرجان قادم، وهو لن يكون على الأبواب إلا إذا تخطى عقبات ما سبقه من مهرجانات ، وكذلك سيدخل الباب بكل محبة عندما يعبر عن كونه تظاهرة ثقافية.. مازالت جماهير السينما العربية السورية تحلم بها، وتنتظرها بفارغ الصبر .. فالسينما حامل ثقافي جدّ مهم، وإشعاع ثقافي يطلق شُهبه باتجاه الساحة الثقافية برمتها، توخياً للمصلحة الفضلى للناس كل الناس، للذين ما زالوا يتعاملون مع السينما كمعطى ثقافي يتطور ويتحسن، دون العودة إلى الوراء، ونعتقد بكل ثقة أنه ما انفك الواقع السينمائي العربي والسوري منه على وجه الخصوص، قادراً على إعادة إنتاج حالة سينمائية متطورة، وناهضة،
وتتساوق مع الممكن الثقافي، والمتاح موضوعياً وذاتياً .. فهل سنشهد ذلك قريباً ؟!!.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى