الأحد ٢٤ شباط (فبراير) ٢٠٠٨
في حوار مع المخرج والشاعر العراقي مروان الدليمي:
بقلم بسام الطعان

الشعر تجربة إنسانية لاعادة صياغة العالم

المخرج والمسرحي والشاعر العراقي مروان ياسين الدليمي، يحمل شهادة البكالوريوس من جامعة بغداد/ كلية الفنون الجميلة/قسم الفنون السمعية والمرئية/فرع الإخراج التلفزيوني.

يعمل مدرسا لمادة التمثيل العملي وتاريخ المسرح والديكور والإضاءة، ومعدا ومخرجا للأفلام الوثائقية في قناة عشتار الفضائية.

حصل على جائزة أفضل مخرج سينمائي في مهرجان اربيل الأول للأفلام القصيرة عام 2004 عن فلمه (اكسباير)
وصدرت له الأعمال التالية:

1ـ رفات القطيعة ـ مجموعة شعرية 1999
2ـ سماء الخوف السابعة ـ مجموعة شعرية2004
3ـ شعر مستعارـ مسرحية 1997
4ـ استدراج النهار حتى نافذتي ـ مسرحية 2001
5ـ قيامة التأويل ـ دراسة نقدية 2004

  عضواتحاد الأدباء والكتاب العراقيين
  عضواتحاد الصحفيين الدولي
  عضونقابة الفنانين العراقيين
  نشر نتاجه في الصحف والمجلات العراقية والعربية

التقينا به وأحببنا أن نقدمه للقارئ من خلال هذا الحوار:

س 1- ما الذي قادك إلى عالم الشعر. وهل الشعر قادر على التعبير عن تشابكات الحياة وتعقيداتها اكثر من المسرح؟
 أولا علي الاعتراف بأن ارتباطي بتجربة الكتابة الشعرية جاءت متأخرة. أي في مطلع التسعينات من القرن الماضي. رغم أنني كنت أكتب قبل ذلك التاريخ بعشر سنين. إلا أنني كنت منشغلا في العمل المسرحي الذي أخذ مني نصف عمري. ذلك أنني بدأت الظهور على خشبة المسرح منذ سنة 1973. مع المخرج شفاء العمري وهوواحد من أهم المخرجين المجربين في العراق إلا أنه لم يحظى من الاهتمام الإعلامي الذي يستحقه. وانتهت علاقتي بالمسرح عام 1992 بعد انتهاء مهرجان المسرح العربي الأول في بغداد..بعد أن اكتشفت أن الكثير من جوانب الحركه المسرحيه مكرس لابناء العاصمة بغداد وأن لا فرصة لأي مبدع من خارج بغداد لان يكتب اسمه في تاريخ المسرح العراقي وأنا بطبعي أميل إلى التمرد ولا ارتضي لنفسي أن يهمشني الآخرون.. من هنا بدأت أكرس كل جهدي للكتابة الشعريه. في محاولة مني لممارسة حريتي في اللعب واكتشاف هذا الغموض المثير في التجربة الانسانيه.وفي محاولة مني لمقاومة هذا الإرث السلطوي الذي يوشك أن يجهز علينا.من هنا كان الشعر يقظتي الدائمة أمام المذبحة والموت المبيت لي ولطفولتي. طيلة سنوات الحصار الظالم على العراق لم اكن املك إلا الشعر لمقاومة ذلك الموت اليومي البطيء. الذي خيم على أيامنا. كنت أقرا كثيرا واكتب قليلا. ولم اندفع للنشر حتى اكتملت لدي مخطوطة شعريه مع بداية عام 1999 فأصدرتها على نفقتي الخاصة. كانت بعنوان (رفات القطيعه) وكانت مفاجأة للوسط الأدبي في مدينة الموصل. احتفى بها من له شان(بالنصوص المفتوحة). ومنذ ذلك التاريخ وأنا حريص على تجاوز ما أكتب في اي نص جديد اكتبه.

وكان آخر نص كتبته هو(المهمل.. سهواً أوعمدا) والذي نشر في موقع أدب فن الإلكتروني. الشعر كما افهمه تجربة إنسانية لاعادة صياغة العالم المرئي وخلقه جماليا بشكل آخر. من هنا الشعر يمنحنا القدرة على الدخول إلى ماهولامرئي وما هوغامض،الشعر هوكتابة أخرى للتاريخ. كتابة تمارسها الذات الإنسانية ضد الواقع. الشعر هوالنزوع إلى التحول الجمالي في رؤية الواقع ومشاكسته وتحطيم أيقوناته تحت راية الحرية التي يمضي بظلها الشاعر ويحلق عبرها في أسطورة الحياة.

س 2- ما يجري في العراق من احتلال ودمار هومسرحيه هزليه. ماذا فعل الاحتلال بالثقافة والمثقفين في العراق. هل المثقف العراقي قادر على الإبداع في ظل الاحتلال؟
- السيرك السياسي في العراق أصبح مقرفا ومكشوفاً، ولم تعد القوى التي جاءت مع المحتل تستحي أوتخشى من ارتكاب أية جريمة بحق الشعب العراقي. طالما كان المحتل الأمريكي راضيا عنها وغطاء لها. إن الخطوة الأولى للمحتل والذين تعاونوا معه كانت في وضع عشرات المثقفين العراقيين التقدميين والذين كانوا منفيين سنين طويلة في عهد النظام السابق. في قائمة سوداء ومنعتهم من دخول العراق خوفا من أصواتهم.وفي مقدمة هؤلاء سعدي يوسف ومظفر النواب. كيف يمكن لوطن أن يكون حرا عندما يكون شاعر مثل سعدي أوالنواب تعتقله الغربة القسرية. وغير مسموح له بدخول الوطن. لقد انتج الاحتلال ثقافة طائفية. وهنالك العديد من الأسماء التي بدأت تمارس دورا تخريبيا في الثقافة العراقية. وإلا ما معنى الهجوم على سعدي يوسف لالشيء إلا لأنه هاجم المحتل الذي دمر البلاد. واثنى على مشروعية المقاومة للمحتل. كنا ننتظر اللحظة التي يسقط فيها الفكر الشمولي لنمارس حريتنا في التفكير دونما خوف من الاعتقال. إلا أننا بدانا نواجه التكفير والتصفية الجسدية من كل أطراف اللعبة، في الفوضى العراقية بلا استثناء دونما حاجة لان يتعبوا أنفسهم في إصدار أوامر الاعتقال.

ومع ذلك فأنا أجد أن ما يكتب في العراق من أدب في ظل الاحتلال الأمريكي وبعيدا عن مؤسسات حكومة المنطقة الخضراء. هواكتشاف جديد ومهم لمعنى الكتابة، خصوصا وانك تكتب وسط عالم صاخب وغاضب وعنيف. لا يمكنك أن تكتب دون أن تتطالك شظايا المفخخات ورصاص الغدر والاحتلال. في العراق يكتب زمن أخر للشعر وللحريه وللإنسان

س 3- ما هوتاريخ المسرح العراقي؟
 ابتدأ المسرح العراقي المعاصر قبل أكثر من مئة عام في مدينة الموصل. وكانت كنائس الموصل هي السباقه في إنبات هذه الظاهرة في الحياة العراقية. وذلك من خلال الدور المهم الذي لعبه الآباء الدومينيكان في كنيسة الساعة في تحريك الحياة الثقافية بالكتب والمجلات والترجمات التي ساهموا بها من خلال أولى المطابع التي جلبوها وادخلوها لأول مرة إلى العراق. في نهاية القرن التاسع عشر. ومن ساحات الكنائس ظهر أول كاتب مسرحي عراقي معاصر وهو(حنا حبش) وظهرت أولى العروض المسرحيه العراقية لتنتشر بعد ذلك في عموم العراق.

س4- الحركه المسرحيه في العراق كيف تراها؟ وأين موقع المسرح العراقي على خارطة المسرح العربي؟
 في ظل ثقافة طائفية يروج لها في العراق. لايمكن قيام حركه مسرحيه. المسرح يزدهر في الزمن الذي تحترم فيه الحرية الإنسانية والتفكير والاعتقاد. دونما خوف.. الذي يجري في العراق عوده إلى الوراء إلى محاكم تفتيش جديده،إلى زمن الكهوف واللطم والدفوف.إلى زمن الفرمانات والسلاطين الذين لا يرد لهم أمر،ليعلم العالم اجمع : إننا نعيش في القرن الواحد والعشرين قبل الميلاد. هكذا ندفن ونحن أحياء. أرجوأن تقف معي لنتأمل هذه الحادثة. رجل فقد ستة من أفراد عائلته في التفجير المروع الذي حدث في حي الزنجيلي الفقير في مدينة الموصل قبل أسابيع والذي أزال الحي عن وجه الأرض.

بعد أيام على هذا الحدث جاءت مجموعة مسلحة إلى موقع الحدث لتقتل هذا المنكوب بعائلته فوق أنقاض داره. هل يعقل هذا؟ هل يمكن حدوث مثل هذا الأمر في أية بقعة على الأرض إلا إذا كان الاحتلال موجودا هناك. هذه هي ثقافة العنف والقتل بدم بارد، المتاحة لللاجيال العراقية الناشئة. كيف يمكن للمسرح أن ينشا في مثل هذا الجنون. المسرح خطاب ارتقاء بالعقل في مجتمع عاقل يصغي لما تقول ويفهم ما تقول ويختلف معك في ما تقول لكنه لا يتورط في قتلك والاستمتاع بقتلك. منذ سقوط النظام والى هذه اللحظة كل العروض المسرحيه ماهي الاتتمه لمهرجانات اللطم والقتل التي قضت على آخر ما تبقى من شظايا الوعي لدى الإنسان البسيط الذي دمرته الحروب الطويلة. اليوم وغدا لاوجود لمسرح عراقي في الداخل طالما الاحتلال وشركاؤه يجثمون على ارض العراق، المسرح العراقي سيكتب سطوره المضيئة بعد زوال المحتل.

حتى في زمن صدام حسين ورغم الرقابة الشديدة والصارمة،إلا أن المسرح العراقي كان في ذروة مجده وعطاءه. وكان للفنان العراقي مساحة واسعه للتفكير والقول والنقد رغم قسوة السلطة وجبروتها على المواطن.كان الفنان المسرحي قادرا على اللعب وتوسيع هامش الحرية بتشفيرية عالية وغاية بالذكاء لتوصيل خطابه الفني رغم انف السلطة، من هنا نشا آنذاك مسرحا مهما على درجة عالية من النضج في لغة الخطاب الفني مما أهله لاقتناص الجوائز الكبرى في معظم المهرجانات المسرحيه التي شارك فيها. أما الآن فان السيوف المسلطة على الرأس كثيره جدا. وقائمة المحرمات لاتعد ولا تحصى. فقط إذا أردت أن تشتم النظام السابق فان لك كامل الحرية وكامل الإمكانات. هل هنالك مهزلة اكبر من هذه المهزلة. وحتى لوكنت متضررا من النظام السابق فأنت في ظل هذا الوضع المخزي عليك أن تحترم نفسك وتسكت. لان دور الفن اكبر من أن يتحول إلى شتائماً. وطعنا في جثة ميته. هذا ليس فنا وليس شجاعة ولا رجولة..

س5- كيف ترى واقع القصيدة العراقية بشكل خاص والعربيه بشكل عام.وأين مكانها بين الأجناس الأدبية الأخرى؟
 يبدوأن جذوة الكتابة الشعريه لن تموت في العراق رغم شبح الموت الذي خيم على الحياة العراقية ولعقود طويلة. ومع هذا ظهرت أجيال شعريه متعددة منذ مطلع خمسينات القرن الماضي. اي مع ظهور السياب ونازك والبياتي والنواب والصائغ وسعدي يوسف والحيدري. ثم جاءت أجيال أخرى. جيل ستيني وجيل سبعيني وجيل ثمانيني وجيل تسعيني. لقد عاشت كل هذه الأجيال مرارة الواقع السياسي العراقي بكل تناقضاته وتعقيداته. وانعكس التناحر السياسي والأيدلوجي على الشعراء والقى بظلاله على المفاهيم والثقافة الشعريه العراقية.

التي اغتنت وتأثرت بنفس الوقت بفعل هذا الصراع. وانتجت شعرا عراقيا من السهولة الإمساك به والتعرف عليه. من بين كل شعراء الأرض. ذلك أن الشعر العراقي كتبه ومازال يكتبه شعراء ذاقوا مرارة وقسوة الحروب. كما ان محاولات التجريب في الكتابة الشعريه لم تتوقف منذ أن ابتدأت مع جيل السياب. بل ازدادت مغامرات التجديد والتجريب مع كل جيل جديد يولد في فضاء الشعر العراقي الرحب.. أما عن مكانة النص الشعري بين الأجناس فأنا اعتقد أن الشعر قد استولى على مساحة واسعة من نتاج الثقافة العراقية وان هنالك قصور في مجال الكتابة الروائية بالقياس إلى النتاج الشعري. رغم أهمية بعض الأسماء وثقل تجربتها سواء في ميدان كتابة القصة القصيرة أوالأدب الروائي.

س6ـ من هوالشاعر العربي النجم في الوقت الراهن برأيك ولماذا؟
 النجومية يا سيدي الكريم مفهوم سلعي تقف وراءه مؤسسات إنتاجيه لها أهداف نفعيه وربحيه هدفها السيطرة على السوق عبر الترويج الإعلاني المحموم للسلعه المراد بيعها. وهذا الأمر ليس له صلة بالكتابة الشعريه. لان الشعر ليس سلعة تباع وتشترى ويروج لها عبر الإعلانات المصنعة. وإذا كان هنالك شاعر نجم فما هوإلا سلعه مصنعه من قبل الآخرين لغايات واهداف ليس لها صلة بالفعل الثقافي والمعرفي.للشعر وهويتلمس طريقه في اشتباكات الظلمة والنور. إن الشاعر خالق ومبتكر لعوالم أخرى. ولا يبتكره الآخرون. هومغامر يذهب في مغامراته واستكشافاته إلى مديات بعيدة لا يعرفها. وهوفي كل ذلك يمشي على حافة الهاويه قابضا على جمرة الكتابة. وعلى ذلك فان من يحيا على هامش الأضواء يكون في قلب المغامرة والاكتشاف.

س7ـ العصر الأدبي الحالي إذا جازت التسمية لمن هو، هل هوللمسرح أم للرواية أم للشعر، وأنت كمخرج مسرحي وشاعر أين تجد نفسك أكثرن في المسرح أم في الشعر
 باعتقادي أن العصر الأدبي الحالي للرواية. هنالك تحول كبير باتجاه الكتابه الروائية في عالمنا.وكأننا نعيد اكتشاف الفن الروائي والمساحات الكونية التي يمكنه أن يفتحها لنا. لقد كان لظهور كتاب أميركا اللاتينية بأساليبهم المدهشة والساحرة. ثورة حقيقية أشعلت جذوة الكتابة الروائية في العالم. وامست الرواية عالما من الدهشة والغرابة والسحر والواقعية. وتبلورت حماسة لاحدود لها لدى الشعراء أنفسهم لكتابة الرواية بعد أن تلاشت الحدود الاجناسيه بينهما.ليتواجد الشعر والسحر والخرافة والثورة والفلسفة في الرواية.أما بالنسبة لي : فان متاهتي الجمالية التي أجد نفسي مقذوفا إليها بكل يقظتي هي / السينما... كان لدراستي الاكاديميه للسينما. اثر كبير في تطوير مخيلتي الشعريه. ودفعي إلى كتابة الصور الشعريه على بياض الورقة. وكأنني ارسم على شاشة العرض السينمائي.

س8ـ ما هوالمناخ الأفضل لينموفيه الأدب، وما هي الظروف التي يجب أن يترعرع فيها

 الحرية دون قيد أوشرط. فهي المناخ الطبيعي والصحي للوصول إلى المعرفة. وقول الحقيقة. وغياب الحرية معناه منع المعرفة عن البشر. وشيوع الكذب والتظليل والخوف وغياب وتغييب الحقيقة. كيف يمكن نشئ حركة أدبيه ونمولقدرات الإنسان والمجتمع في ظل الرعب والخوف. ينبغي أن يصل النتاج الأدبي للقارئ بشكل طبيعي. لا أن يتم استنساخه خلسة وبعيدا عن أعين رقابة المجتمع المتزمت والمتطرف، أوأجهزة السلطة الرقابية والأمنية. العرب خسروا موقعهم الحضاري
لان السلطات الرسمية غيبت الحرية عن الإنسان وعن المجتمع.ولن تقوم لهم قائمه طالما هنالك اعتقال لمواطن بسبب رأي أمن به.أ ي مهزلة هذه التي مضى عليها عشرات السنين.

س9 - برأيك ما أسباب الفجوة الثقافية الهائلة بين الدول الغربية وبين كل الدول العربية مجتمعة في الغرب، إسبانيا مثلا تكون الإصدارات أكثر بكثير من كل الإصدارات التي تصدر في الدول العربية؟

 يا سيدي نحن مازلنا نقبع في المربع الأول. نحن شعوب كنا فيما مضى شعوبا زراعية.وكنا ننتقد أنفسنا ونسعى بل نحلم أن نصبح شعوبا صناعية معاصره. ما لذي حدث؟ الذي حدث أن إنتاجنا الزراعي اصبح متخلفا جدا. وبتنا نستورد كل شي. ولا ننتج أي شيء. إننا مجتمع استهلاكي هجين،يحيا على جهد الآخرين ونشاطهم. رغم انهم يسرقون ثرواتنا الطبيعية. المشكلة ليست في الغرب، المشكلة فينا نحن.. إن معركتنا ليست مع الغرب بل مع كل رموز التجهيل والتغييب والقهر الفكري التي ازدادت شراسة وقوة وإرهابا ضد مجتمعاتنا المتعبة.هذه هي أسباب الفجوة.

س10ـ كيف هوالنقد في العراق.. هل يرسم للعمل الإبداعي خطا مستقيما أم يشتته، وهل الصوت النقدي الجاد غائب ومنوّم مغناطيسيا
 أظن أن الحركه النقدية في العراق. تمتلك مجسات مهمة في إغناء التجربة الإبداعية وقراءة التأسيسات الجمالية الغارقة خلف الإشارات.

س11ـ الكثير من المبدعين العراقيين تركوا العراق بعد الاحتلال، العيش بعيدا عن الوطن تشكل منهلا وينابيع للكتابة والإبداع طبعا قبل الاحتلال أيضا، ما السبب في ذلك وهل الغربة والمنفى وحالات من
 
الهجرة أوالهروب من الوطن - وهذا هوالأصح-. كانت قبل الاحتلال كذلك.هذه ليست هجره. ألان الجميع يغادر مرغما، خوفا على حياته من بطش العصابات التي بدأت تحكم الشارع العراقي، لايمكن أن يكون هذا المنفى المميت اختيارا، انه قتل آخر للإنسان، بعيدا عن وطنه... قد توفر الغربة والعيش بعيد ا عن الفوضى القاتلة في العراق فرصة للتأمل والكتابة. ولكنها ليست شرطا للإبداع.

س12ـ ماذا تقول في نهاية هذا الحوار.. قل ما تريد ولمن؟
 أقول :

لينكشف الغطاء
عن هذا الغطاء
عن هذا التنهّد
عن الغربةِ الغريبه
عن احتفالنا المتعثّر.. فوق معبرٍ.. خرافه
أيها الحفاة :-
اعزفوا نشيدكم فوقهُ
وجرّدوا الجنون من ثيابه
ثُمّ اسألوهُ.
مَنْ أبقى تُراباً على هيبتهِ؟
ومَنْ أطلق الموت على سحابةٍ من ذهب؟..
ألقمتني.. طعناتها الأساطير
وتهشّمت قبضتي.. على حيطان الكتابه.
هذي نوافذنا
أمستْ.. معابر للبوم
ورغيفنا.. لم تفردْ له النار كفّيها..
اليوم.. احملُ همّي
إلى معبر.. وهم
اقتنصُ العزف بدمي
خالعاً صبري.. تحت مطرقة
ومنادياً :-
أيها السخط
التئم
ثُمّ
التئمْ
ولا تُخطئ الألم

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى