الأحد ٣ حزيران (يونيو) ٢٠١٢
بقلم نادية بيروك

الصدفة

بعد مرور عشر سنوات، شاءت الصدفة أن تجمعهما من جديد. لم يتحدث إليها، كانت تتأبط ذراع زوجها وكان بطنها مقعرا. يبدو أنها كانت حاملا في شهورها الأخيرة. لم تنظر إليه، لم تعره أي ٱهتمام، رغم أنها كانت أول من لمحه. لم يتغير كثيرا، لازالت إبتسامته المقيتة تعتري وجهه، لازالت نظراته الماكرة والمتعالية هي نفسها منذ عشر سنوات. لازالت تذكر كيف خرجت دليلة مهانة، بعد أن أجبرها على التخلص من الجنين، مازالت تلك الجريمة تلاحقها وتؤرق نومها.شعرت بتوثر شديد وبمغص مفاجئ يعصف بأعماقها. بدأت تصرخ من شدة الوجع يبدو أن الجنين يريد الخروج وأنه لم يختر التوقيت المناسب. أصاب زوجها الشاب نوع من الهلع، لم يكن يعرف كيف يتصرف أمام صراخ زوجته ووجلها...
إقترب وعرض المساعدة، أسرعا معا وحملاها إلى سيارته، قادهما إلى أقرب مستشفى، كانت تصرخ
وكانت إبتسامته المقيتة تلاحقها. أدخلاها غرفة الولادة، بعد ساعات من الانتظار المضني، خرج الطبيب ليبشر الزوج بالمولود الجديد. إلتفت ليشكره على حسن صنيعه، لكنه كان قد رحل.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى