الأحد ٢ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٢٢
بقلم علي بدوان

الصديق، وزميل الدراسة في ثانوية اليرموك، في مخيم...

الصديق، وزميل الدراسة في ثانوية اليرموك، في مخيم اليرموك، الفنان التشكيلي والنحات زكي سلاّم، سلامُ الله عليه، صديق المراحل الجميلة، مراحل الحياة في المخيم، ومراحل الصمود والنهوض الوطني الفلسطيني، وزمن الأمل المُتجدد الذي لن يموت بدواخلنا، أمل العودة الى أرض الوطن.

زكي سلاّم، الفنان، الملتزم، وصاحب الحس المرهف، لم التقي معه منذ زمنٍ، نتيجة ماحصل، وسفره الى الجزائر حيث عمله. لكن حضوره كان ومازال حاضراً بسيرته الطيبة، عندي، وعند عموم الزملاء والإصدقاء في اتحاد الفنان التشكيليين الفلسطينيين في سورية، وعموم أبناء اليرموك.

ولد الفنان الفلسطيني زكي سلاّم في دمشق عام ١٩٥٨ لأسرة فلسطينية نالها التهجير والترانسفير العنصري الصهيوني، من بلدة الطنطورة على الساحل الفلسطيني جنوب مدينة حيفا، عام ١٩٤٨. لتصل الى سورية، مع جموع شعبنا في دياسبورا الشتات، في الأردن وسورية ولبنان.

تخرج من كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق ـــــ قسم النحت ـــــ في العام 1984 وحصل على دبلوم الدراسات العليا في العام 2000. وهو عضو الاتحاد العام للفنانين التشكيليين الفلسطينين، وعضو الاتحاد العام للفنانين التشكيليين السوريين، حيث عمل رئيساً لقسم الخزف في معهد الفنون التطبيقية في دمشق من العم 1984- 2008.

أقام العديد من المعارض الفردية في سوريا والاردن ايطاليا والجزائر، كذلك شارك في العديد من ملتقيات النحت الدولية في سوريا والبحرين واسبانيا. ونال عدة جوائز تقديرية. وقد أنشأ وشريكة حياته الفنانة التشكيلية هناء ديب أسرة فنية مميزة مع أبنائهم الفنانيين سومر وسمارة ورام. وهنا أود تذكيره بالمعرض الفردي الأول في قاعة مدخل ثانوية اليرموك صيف العام 1977 حين كنت مشرفاً على اقامته، وكان الفنان زكي سلام المعنى بالقسم المُتعلق بالفن التشكيلي والنحت، حيث شارك أخرون ومنهم على ما أذكر الفنان التشكيلي ناصر كتيلة، والفنان التشكيلي سليم خروبي (أبو اللهب). ومن هنا كان للفنان زكي سلاّم الكثير من المبادرات الثقافية والفنية والتي لعبت دوراً في تعزيز الحياة الثقافية في مخيم اليرموك منذ سنواتٍ طويلة، وهو في مقتبل فتوته.

وفي الجانب المهني الفني والإبداعي، يعمل الفنان زكي سلاّم اضافة للفن على اللوحة، بخامات مختلفة مثل البرونز والحجر والخشب والسيراميك، وقد تميّز بخبراته التقنية الواسعة. وطالما تميزت أعماله بحس تعبيري، حيث ظهرت مشهدية وسردية تُقارب تراجيديا اللجوء على سبيل المثال. فكان صاحب الخيال الصادق، وصاحب التعبير عن رؤية ما يدور في وجدانه ومشاعره وفكره، ومايدور في تقديرات وهموم شعبه وقضاياه، مقدماً عمله الإبداعي كرسالة إلى المتلقي. فهو صاحب قضية، وليس من أصحاب مقول "الفن للفن" فقط. فاعتمد اضافة لذلك على العقل واتجه إلى التجريد ليصبح المعنى كينونة بذاته، بل وذهب ساعياً أن يوصل الموضوع إلى أكثر ما يمكن من المعنى. فكانت وسيلة التعبير عنده في خلاصاتها تكثّف رسالته إلى المتلقي.

التحية للزميل والصديق والأخ زكي سلاّم، المقيم في الجزائر بلد وأرض المليون شهيد، والوفية لفلسطين وشعبها.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى