الثلاثاء ١٦ حزيران (يونيو) ٢٠٢٠
اليرموك وتراث المهن المنقولة من فلسطين
بقلم علي بدوان

«الطيراوي والمشحاف»

كان ومازال مخيم اليرموك، وومعه عمم فلسطينيي سوريا، مُتوجاً بعطاء ابنائه على كل المستويات، العلمية، والتربوية، والثقافية، والمهنية في سوريا. فكان الرصيد المهني الذي توارثة الأبناء عن الأباء والأجداد عالياً ومتطوراً. فساهم الفلسطينيون في سوريا ومنذ لجوئهم الى الجزء الأخر من وطنهم الكبير (سوريا التاريخية) في بناء البلد، وفي تطوير كل المِهن التي أبدعوا بالتفنن بها، وبنشرها على مستوى البلد، خصوصاً في سنوات الخمسينيات والستينيات التي اعقبت إستقلال سوريا، حيث عملية النهوض والبناء.

نقل الفلسطينيون العشرات من المهن للبلد، ومنها المهن المُتعلقة بأعمال الميكانيك والكهرباء والصيانة والصناعات الدقيقة، وتصليح وبناء الآليات الثقيلة وتوابعها، والموزاييك والرخام والبلاط والطينة والهندسة الصحية وتوابعها، والدهان والطلاء التي اشتهر بها رجال وشبان وفتيان طيرة حيفا (حتى اعتبر البعض ان شعارهم الخاص عبارة عن مشحاف الدهان). وهي فنون ومِهن وحِرف كانت مُنتشرة في فلسطين قبل النكبة، وقد المهن الحديثة في حينها وقد تميّز بها الفلسطينيون. كما في نَقل مهن وفنون البناء الحديثة وتوابعها.

ومن بين تلك المهن، كانت مهنة الخياطة، والتطريز، وتَدُل على هذا فنون خياطة وحياكة البذات والملابس النسائية الفلسطينية العالية التطريز. ونُشير هنا بان محلات ومعامل فريج لحياكة الملابس المختلفة خصوصاً القمصان والأطقم الرجالية والتي كانت موجودة في حيفا وعكا قبل النكبة، كانت هي الأولى في بلاد الشام، وتم نقلها لدمشق وبيروت بعيد النكبة، فاستحوذت تلك المعامل على اسواق الخليج في الخمسينيات الستينيات والسبعينيات، قبل دخول الملابس الصينية والتايوانية لسوق المنافسة في الخليج. فكانت محلات ومعامل فريج في بيروت ودمشق والتي اتقنتها عائلة فريج الفلسطينية العكاوية، ذات حضور في تطوير الصناعة السورية الخاصة بالملابس الرجالية وغيرها وتعميمها في المنطقة وتصديرها. وكذلك جائت محلات آسيا بدمشق لأصحابها من عائلة عيسى الفلسطينية الصفدية.

وفي جانب واحد من تلك المهن وفنونها، كانت مهنة الحلاقة وفنونها وتوابعها من الأعمال المهنية التي تَميّز بها عدد واسع من الشبان والشابات من فلسطينيي سوريا. خصوصاً في جانبها المتعلق بمستوجبات العمل الفني والإخراج والديكور على مستوى الإذاعة والتلفزيون، والمسرح وغيره.

في مخيم اليرموك، إنتشرت صالونات الحلاقة وفنونها. فكانت اولى صالات الحلاقة متوزعة على مختلف مناطق وشوارع اليرموك. ونذكر منها تبعاً لسنوات المخيم الأولى : صالون قادرية لصاحبه الشهيد لطفي قادرية ومن بعده شقيقه عزت قادرية، والذي تحوّل مع سنوات اليرموك الى صالون كبير إختص بكل فنون الحلاقة الرجالية والنسائية. صالون الصفدي محمد منصور في بدايات شارع اليرموك عند التقاطع مع شارع الشهيد فؤاد حجازي. صالون ابو توفيق خرطبيل في شارع لوبية، وصالون فخر الدين في شارع لوبية أيضاً. صالون اليافاوي أزموز عند ساحة ابو حشيش. صالون أبو محمد عمايري. صالون ابو فاروق دواه بشارع صفد. صالون ابو أحمد شريف. وصلون ستيتيه بشارع المدارس قرب محلات علو. وصالون أحمد أبو عياش العيلوطي.

وصالون موفق دواه. وصالون غنيم على شارع اليرموك. وصالون أبو محمد جلبوط على شارع المدارس. وصالون السهلي عند جامع فلسطين. وصالون الكرمل قرب منزل ابو خلدون حجو على شارع فلسطين. وصالون الطرابلسي على شارع فلسطين. وصالون الحبيب الصامد حتى الآن داخل مخيم اليرموك أبو علي عمايري، وهو الصالون الشهير مقابل مستوصف الوكالة (مستوصف محمد الخامس) على شارع فلسطين.... تلك كانت المجموعة الأولى من صالونات الحلاقة في مخيم اليرموك، قبل أن يتم إنتشار الصالونات الجديدة خلال العقدين الماضيين.

ونشير هنا بأن أول صالون للحلاقة النسائية في اليرموك قام بداية الستينيات من القرن الماضي في شارع فؤاد حجازي (صالون شهرزاد).


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى