السبت ٢ نيسان (أبريل) ٢٠٠٥
لا يمكن أن تستمر الحياة الزوجية فى الحفاظ على دفئها وتجددها العاطفى بدون الغيرة.
بقلم أشرف شهاب

الغيرة.. ظاهرة مرضية أم صحية؟

عندما تكون الغيرة مصطنعة، فإنها تكون مجرد مشاعر مزيفة

البعض يقول أن الغيرة مرض قاتل.. والبعض يصفها بأنها ملح الحياة الزوجية.. الزوجة تتهم زوجها بانه لا يغار عليها، والزوج يتهم زوجته بعدم الثقة إذا غارت عليه.. هل الغيرة ضرورة لاستمرار الحياة الزوجية؟ أم أنها مرض مدمر لتلك العلاقة؟ مراسلنا فى القاهرة أشرف شهاب حاول استكشاف الآراء المختلفة فى التحقيق التالى:

تختلف أراء الناس حول الغيرة، ولكل شخص مقاييسه ورأيه الخاص فى طبيعة الغيرة وحدود الغيرة المطلوبة. وفى هذا السياق يؤكد محمد عطية (31 سنة - متزوج) الغيرة شى مطلوب، وهى كالملح بالنسبة للطعام.. ولكن إذا زادت عن حدها تنقلب إلى ضدها. ويرى محمد أن الحياة الزوجية لا يمكن أن تستمر فى الحفاظ على دفئها وتجددها العاطفى بدون الغيرة. ويقول محمد عطية: "تجربتى مع زوجتى تؤكد هذا الرأى. فمثلا عندما اتأخر عن العودة إلى منزلى فى المواعيد العادية تكون قلقة جدا.. وعندما لا أخطرها بمكان تواجدى تظل فى حالة قلق دائم، حتى أتصل بها وأطمئنها أننى بخير. وحتى عندما أخرج كثيرا مع زملائى وأصدقائى ألاحظ أنها تتضايق. وعندما ذهبت فى إحدى المرات مع إحدى الزميلات فى العمل بناء على تكليف من رئيسى فى العمل لاحظت أنها تضايقت جدا بل وأعربت عن ضيقها بشكل واضح. وطلبت منى الاعتذار عن أى مهمة عمل تكون مع زميلات. وأنا من جانبى أشعر بالغيرة على زوجتى حتى أننى أحب أن أكون معها فى أى مكان تتواجد فيه ولا أحب أن أفترق عنها إلا للظروف المتعلقة بالعمل والتى تكون خارجة عن إرداتى. والحمد لله فإننا نتصرف بتعقل شديد ونعرف أن مشاعر الغيرة يجب أن تكون فى إطار محدود ومفهوم ولا تنقلب إلى الشك لأن الشك يمكن أن يدمر الثقة، ويترك آثارا سلبية على الحياة الزوجية.

أما أيمن فتحى (25 سنة – خاطب) فيقول: "أجد أحيانا أن الغيرة التى بينى وبين خطيبتى تساعد فى حل بعض المشاكل التى قد تقع بيننا. وعلى سبيل المثال كانت بيننا مشكلة كبيرة. وبالصدفة البحتة ذهبت مع إحدى بنات خالاتى إلى أحد الأسواق التجارية المشهورة لأن الوقت كان متأخرا، وعندما سألتنى خطيبتى عن هذا الموضوع تعمدت أن أثير غيرتها لكى أستشف مدى حبها لى، وأعرف مدى رغبتها فى الاستمرار معى.. وبالفعل وجدت أنها قد بدأت تغير فى سلوكها، وتعبر عن مشاعر الحب الموجود بداخلها بشكل أنهى المشكلة التى بيننا. وعادت العلاقات بيننا أجمل مما كانت. وعندما أدركت أنها تغار على بدأت من وقت لآخر فى إثارة غيرتها حتى أشعل نار الحب فى قلبها، مما يجعلنى أشعر بالسعادة عندما تغمرنى بحبها.. وقد وجدت أيضا أنها هى الأخرى بدأت فى استخدام نفس سلاح الغيرة معى وتثير غيرتى بالكلمات عن طريق المزاح حتى تكتشف مدى حبى لها. ومن خلال إثارة هذه المشاعر نكتشف مدى حب كل منا للآخر. ونحن نستخدم مسألة الغيرة بحساب وعقل حتى لا تفقد هذه المشاعر تأثيرها مع مرور الوقت. ولكننى لا أشجع الآخرين على استخدام نفس الأسلوب لأن لكل رجل ولكل إمرأة أسلوب مختلف فى الحياة والتفكير، وفى مدى تقبل مثل هذه المشاعر".

ويقول أشرف محمد (37 سنة – موظف): "تجربتى مع الغيرة أدت لفشل علاقتى العاطفية السابقة.. فقد كنت مرتبطا بفتاة من أقاربى كانت تتعمد إثارة غيرتى بكثرة إدعاءاتها بأن فلان قد تحدث معها، وأن فلان قد تغزل فى عينيها أو أن فلان قد امتدح جمالها. وكانت تلك الإدعاءات تثير فى داخلى نوعين من المشاعر أولها مشاعر الغضب الشديد بسبب أنها كانت تكشف عن جوانب غير متوافرة فى شخصيتى حيث أنى لست من النوع الذى يجيد الغزل ولا التعبير عن مشاعر الحب بالشكل الذى تريده هى. أما الإحساس الثانى فسببه أنها كانت قريبتى وابنة خالتى.. وبالتالى كنت أشعر بالغيرة عليها لأنها قريبة لى. وعندما بدأت أشعر بضغط نفسى شديد بسبب كثرة حكاياتها لى.. بدأت أشعر بالكراهية تجاهها لدرجة أننى أنهيت العلاقة معها بشكل درامى أدى لوجود مشاكل بين العائلات بسبب هذا الموقف. وكان هذا الافتراق نتيجة للاستخدام الخاطىء لمشاعر الغيرة وأنها كانت تتعمد إثارة هذه الغيرة بشكل غير مقبول، وبدون مراعاة لمشاعرى. وأنا أعرف أن الغيرة مشاعر طبيعية، وغريزية، فحتى الحيوانات لديها هذا الإحساس بالغيرة. فمثلا الأسد أو القرد إذا وجد أن أحدا يحاول الاعتداء على أنثاه فإنه يثور لكرامته، ويشعر بالغيرة على الأنثى، ويتصدى للدفاع عنها. ولكن عندما تكون الغيرة مصطنعة، فإنه تكون مجرد مشاعر مكشوفة ومزيفة، وبالتالى تأتى بنتائج عكسية. وهذا على عكس رأى بعض الذين ينظرون إلى الغيرة على أنها ضرورة للحياة العاطفية أو أنها مهمة لنجاح تلك العلاقات".

أما (عفاف على – 29 سنة متزوجة) فتتحدث بصراحة عن مشاعرها تجاه زوجها حيث تشعر أنه يحاول إثارة غيرتها بشتى الأشكال والطرق.. وتقول: "حتى عندما نشاهد التليفزيون أجد أنه يبدى إعجابه دائما بالمذيعات، ويتعمد أن يعبر عن إنجذابه للممثلات أو الفنانات. وفى هذه الحالة فإننى التزم الصمت تجاه ما يقوله. وعندما بدأ يشعر أننى أتضايق جدا من أسلوبه بدأ فى التزام الصمت حتى لا يثير غضبى.. ولكن المشكلة أننى اصبحت أشعر بشك فى أنه يمتدحهن فى سره ولا يعبر عن مشاعره بصراحة كما كان يحدث. وعندما أحاول أنا أن أتناقش معه فى أى موضوع فإنه لا يتجاوب معى فى النقاش". وتتهم عفاف زوجها بأنه السبب فى برود مشاعرها تجاه زوجها حيث أنه لم يراعى مشاعرها، والمشكلة أنه يعمل فى مجال السياحة ويختلط بنساء أجنبيات وبالتالى فهى تخشى من أن أن يتجاوب مع إحداهن، ويتركها فى نهاية الأمر.

ويعتقد حسين محمد (33 سنة – متزوج) أن هناك نوعان من الغيرة هما الغيرة المحمودة والغيرة المذمومة. وأن الغيرة هى حالة طبيعية وإنسانية. ولكن على حد قوله: "المشكلة أن زوجتى تعتبر أن أى نظرة منى لإمرأة أو أى إعجاب بطريقة لبس إحداهن هى نوع من أنواع الخيانة. فلو طلبت منها أن تهتم بملابسها تتهمنى أننى أريدها أن تقلد فلانة.. وإذا مدحت طريقة ملابسها فإنها تقول لى.. هل أنا الآن أجمل من فلانة؟؟ وهكذا، حتى أننى بدأت أشعر بالقلق من تصرفاتها وتفسيراتها الغريبة لكل تصرفاتى. وإذا تأنقت فى ملابسى واهتممت بمظهرى تعتقد أننى ذاهب إلى موعد غرامى. وهكذا أشعر بأنى غيرتها تخنقنى بشكل متزايد، وأنا أحاول أن أشرح لها أننى أحبها ولا يمكن أن أتركها لأى سبب كان بعد أن اتخذت قرارى بالزواج منها عن اقتناع كامل".

وتحكى (ل. س - موظفة) قصتها مع الغيرة فتقول إنها تزوجت عن حب، وأن زوجها منفصل عن زوجته السابقة، ولكن له منها أولاد، ويذهب إليها من وقت لآخر ليرى أولاده. وتقول: "فى هذه الحالة أشعر أنا بغيرة شديدة عليه لأننى أخشى أن يتركنى، ويعود إلى زوجته الأولى، خصوصا وأنه يحب أولاده حبا شديدا ويمكن أن يكون لهم تأثير عليه. وخوفا من تطور الأمور إلى الأسوأ عرضت عليه أن يطلقنى، وأن يعود إلى زوجته الأولى، لكنه رفض ذلك وقال لى إنه يحبنى ولا يمكنه التخلى عنى. ولكن هذه المشاعر التى أحس بها تقلقنى بشكل شديد. وخوفا من أن تؤثر زوجته الأولى عليه فإننى أفعل كل ما بوسعى لإسعاده وراحته حتى لا يشعر بأى تقصير من جانبى، ولا يفكر فى التخلى عن حياته معى. فأنا أحبه ولكننى أخشى أن يأتى اليوم الذى يتركنى فيه من أجل أولاده الذين أشعر بالغيرة منهم من كثرة حبه لهم. ولكن هل يمكن أن يكتفى الرجل بزوجة واحدة إذا شعر أنها تعمل كل ما بوسعها لراحته؟ إن قلقى من الإجابة على هذا السؤال يجعلنى أشعر بتهديد دائم، وعدم استقرار فى حياتى".

وتعتبر (منال. س – زوجة وربة منزل) أن عمل زوجها كمدرس فى مدرسة للبنات هو أحد أهم أسباب غيرتها. فهى تغار عليه من نظرات الفتيات، ومن علاقاته بزميلاته المدرسات. وعندما يعود إلى المنزل تبدأ فى سؤاله عن تفاصيل كل تصرفاته اليومية. وتقول: "تدور بيننا يوميا حوارات وأسئلة عن كل ما فعله خلال تواجده فى المدرسة. وأحيانا أشعر بأننى لست محقة فى شكوكى تجاهه، ولكننى مسلوبة الإرادة ولا أستطيع التوقف عن تفكيرى فيه لأننى أحبه جدا، ولا أطيق فكرة أن ينظر لإمرأة غيرى. وفى بعض الأحيان عندما يتحدث فى التليفون أجد أننى أتصنت على مكالماته حتى أعرف ماذا يقول ومع من يتكلم. ومن جهته هو أيضا فهو غيور جدا، وإذا وجدنى أتحدث فى التليفون وحتى لو كان المتصل قد أخطأ فى طلب الرقم أجد أنه يتضايق من ردودى ويطالبنى بأن أغلق التليفون فورا فى وجه المتحدث. ولهذا أشعر أن حياتى مع زوجى فى خطر بسبب هذه الغيرة ولكننى لا أستطيع التوقف عن غيرتى عليه".

وإذا كانت الأراء تتفاوت ما بين مؤيد للغيرة ورافض لها إلا أن الواضح أن الغيرة لا يجب أن تكون بلا حدود، فلا بد من العقلانية والتصرف بهدوء وتفكير حتى لا تؤدى هذه الغيرة إلى عواقب وخيمة.

عندما تكون الغيرة مصطنعة، فإنها تكون مجرد مشاعر مزيفة

مشاركة منتدى

  • شكرا الي الاخ شهاب علي هذا الموضوع
    اولا ان الغيره تدمر الحياه الزوجيه
    و ما يساعدها علي النجاح هو الثقه المتبادله بين الطرفين اذا كل طرف جعل الاخر يشعر بانه اهم انسان في حياته لستمرت الحياه الزوجيه في سعاده و هذا رائ لان الغيره تعمي و تقتل السعاده لا تنميها

  • أما تجربتي التي أعاني منها إلى الأن من زوجتي أقسم بالله اني احبها ولا أقبل بيوم من الأيام خيانتها وذلك لخوفي من الله الغيرة شي طبيعي لدى الإنسان ولكن في حدود واذا زادت وخرجت عن الحدود أدت الى كره من ضمن الغيرة القاتله يمنع منعا باتا التكلم مع النساء منعا باتا ولا النظر اليهم ولو تكلمو معي فرضا ونحن في درس مختلط لا يسمح لي أن أرد عليهم وتحصل المشاكل وفي الطريق نظرة عابرى لماذا ولايصح لك النظر حتى من فتاة صغيرة تغار 14 سنه لا حول ولاقوة الا بالله والغيره لا تنتهي الا بالشك القاتل لماذا فعلت كزا وكزا لك بنت صغيرة قال اي واذا فيك تتزوجها انا مخنوق كتير مابعرف عم اصبر لعل الله عز وجل يهديها عم ادرس تصرفاتي وحاول ابعد عن الاشياء اللي بتغار منها بس عم حس حالي بدي اربط على عيوني وامشي وتمي محتار هل أطلق أو أهجر أو أتزوج يارب الهمني الصبر والحكمة ...
    شيء صعب عدم الثقة من قبل من تحب

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى