الخميس ١٢ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٢٣

الفنانة التشكيلية سهام الشابي

شمس الدين العوني

اِخترت "الحفر الفني" بعد ممارسة كل الاِختصاصات التشكيلية و شدّتني كل مراحل إنجاز المحفورة...

أوّل مشاركة لي كانت بالمعرض الجماعي الدولي بمدينتي الأم"الشابة" بعمل بتقنية(eau forte) سنة 2004 حيث إقتنت الدولة هذه المحفورة.

الفن هذه الفسحة الباذخة المشرعة على العوالم و الأكوان حيث القلب في عنفوان بهائه يبتكر أحاسيسه الأخرى من هيئات العناصر و الأشياء و التفاصيل وفق ايقاع الذات في حلها و ترحالها تقصدا لفكرة الاقامة على هذه الأرض و تأصيلا للكيان و تشوفا تجاه ما يبهج العين و يسعد الدواخل..

هاهي اللعبة الفنية التشكيلية تأخذ الناظر اليها طوعا و كرها بكثير من ألفة الابداع و الامتاع و بتلوينات شتى ..هاهي تمضي الى تجربة تنحت قادمها بكثير من شغف و عناء و متعة الفن بما في الأكوان من ممكنات جمال و سفر و تنوع .. لعبة تفضي الى طفولة مقيمة في الذات تبتكر نهاراتها العذبة بموسيقى الفن و هو يحفر في الكينونة و الأشياء لينجز ما قالت به الأنامل و هي تستعيد نشيدها الذي يقود الى سحر و فتنة و جمال في الأثر الفني..

و هكذا اذن نأتي الى طفلة الفن القادمة من جمال المكان و أعماقه..المهدية أرض الحضارة و الألوان الصافية حيث بحر و سماء في صفاء نادر و ايقاع تعرفه أزقة مدينتها العتيقة و سكون المقبرة المطلة على البحر و شموخ القصر..قصر الجم و ما حكاه من سرديات عبر تاريخه العريض...

من هنا لمعت فكرة الفن لدى الفنانة التي نعني ..سهام الشابي و التي نهلت من هذه العوالم ذات الجمال الأخاذ لتكبر لديها أغنية الفن و الرسم و التلوين حيث الابداع في حواره المفتوح مع الذات و الآخرين اذ تقول الفنانة شيئا من اعتمالات الشواسع في ضرب من الدهشة و الألق...

الفنانة التشكيلية سهام الشابي و في معارضها الفردية و الجماعية سعت لابراز هويتها الجمالية من خلال ما تخيرته وفق نظرتها للفن و رؤيتها ضمن مساحات التشكيل الفني حيث الحفر لعبتها الباذخة حتى و هي تدير نشاط الورشات في المهرجانات أو تبث في الأطفال ما بدا لها من تلوينات الفن و أساليبه و هي تدرس للتلاميذ مادة التربية التشكيلية كمتخرجة من المعهد العالي للفنون الجميلة بتونس في اختصاص حفر (Gravure )...

تنوعت معارضها و منها معرضها خلال شهر أفريل المنقضي و مشاركتها في سمبوزيوم المهدية الدولي "عوم فنك" خلال هذا الشهر و بادارة الفنان التشكيلي محمد أكرم خوجة و بالتعاون مع مهرجان عيد البحر و اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين حيث قدمت الجديد ضمن مشاركتها المميزة في برامج هده الفعالية الدولية.

و الفنانمة التشكيلية سهام الشابي أستاذة مادة التربية التشكيلية و متخرجة من المعهد العالي للفنون الجميلة بتونس اختصاص حفر (Gravure ) مباشرة للتعليم الثانوي منذ 2009 بإعدادية نبر و معهد نبر من ولاية الكاف ومن 2018 باعدادية اولاد عبد الله و معهد ملولش. مشرفة على ورشة الحفر ضمن المهرجان الدولي للفنون التشكيلية بالشابة. عضو ناشط صلب "جمعية الشابة للفنون والمحيط" من 2018 مشاركة في عدة معارض بالجمهورية: المشاركة في صالون الحروفية في دوراته الثلاث بالعاصمة . المشاركة عدة مرات في المعرض السنوي لاتحاد الفنانين التشكليين التونسيين. المشاركة في معرض الحفر برواق موزاييك النصر 2 و اعتماد احد اعمالها كتصميم لغلاف الكتاب الذي يجمع اعمال المعرض. المشاركة ضمن فعاليات ايام قرطاج للفن المعاصر في المعرض الدولي "الحفر و الرسم ينجز"بمتحف باردو 2019 .المشاركة في معرض المدرسين المبدعين بمدينة الثقافة. المشاركة في معرض مدرسي للتربية التشكيلية بالمهدية 2022. المشاركة في سمبوزيوم عيد البحر للفنانين التشكليين من 11 الى 15 اوت 2020. المشاركة في سمبوزيوم يوم عيد البحر للفن التشكيلي في معرض مبدعات الفن التشكيلي احتفالا بعيد المراة من 13 الى 20 اوت 2020. المشاركة في معرض الحفر و الرسم برواق الفن بقصر المعارض بالكرم. المشاركة في معرض"منارات" بالمهدية بفضاء المتحف و برواق علي خوجة .المشاركة في معرض "صالون قبودية للفنون التشكيلية بالشابة"في كل دوراته. المشاركة في ورشة Educ/Art باشراف الفنان السلوفاكي Peter KOCAK اكتوبر 2019 بفصاء "قلعة الحفر" بالقلعة الكبرى بسوسة و قد اقتنت لها الدولة العديد من أعمالها...

و عن حكايتها مع الفن و البدايات و المسار تقول الفنانة التشكيلية الحفارة سهام الشابي "...البدايات كانت كأغلب الأطفال خربشات ورسوم في كراس المحفوظات لي ولإخوتي الأصغر سنّا منّي وحتى في الفترة الإعدادية والثانوية. بعد النجاح في البكالوريا كان التوجّه للمعهد العالي للفنون الجميلة بتونس واِخترت اِختصاص «الحفر الفني» بعد ممارسة كل الاِختصاصات التشكيلية في السنتين الأولى والثانية بالمعهد وكان الميل الأكبر لـgravure و شدّتني كل مراحل إنجاز المحفورة من الرسوم الخطية (les esquisses) مرورا بالحفر على الخشب واللينو أو النحاس (cuivre) ثم السحب (les tirages) ومتعة عنصر المفاجأة والاِكتشاف لجمال المسحوبة والتباين خاصة بين الفاتح والداكن والمضيء والمظلم.
أوّل مشاركة لي كانت بالمعرض الجماعي الدولي بمدينتي الأم "الشابة" بمحفورة بتقنية (eau forte) سنة 2004 حيث إقتنت الدولة هذه المحفورة.

بعدها اِنغمست في تجربة التدريس بالمدارس الإعدادية وبالمعاهد الثانوية (بولاية الكاف) مع حنين متواصل لممارسة خاصة الرسم الخطّي والحفر الفنّي لكن نظرا لوجود بعض العراقيل كعدم توفر مستلزمات (الحفر الغائر) لم يكن بوسعي أن أمارس هذا الاِختصاص لبضع سنوات... ثمّ بمجرّد اِنتقالي وعودتي إلى ولايتي الأصل المهدية لحسن الحظّ سنحت الفرصة بإقتنائي (Presse) وعدت إلى ممارسة الحفر الفني: حيث أعشق التكوينات بخطوط رقيقة وتتضمّن قصصا خيالية تدور أحداثها فقط في ذهن الفنانة أبطالها القطط والأسماك ... تأثّرا بالبيئة التي نشأت بها الفنانة. ومن هناك تعدّدت الأعمال والمشاركات في عدّة معارض بالجمهورية ومهرجانات بجهة المهدية خاصة ثم كان المعرض الشخصي الأوّل بالمتحف الجهوي بالمهدية أفريل 2023…".

ممارسة فنية ضمن تجربة تتشكل باحثة عن خصوصياتها حيث تعمل الفنانة التشكيلية سهام الشابي على المراكمة الفنية وفق تخيرها الجمالي لتعد لمعرضها الشخصي قريبا برواق فني بالعاصمة خلال الموسم الثقافي الجديد 2023/2024 حيث يكتشف جمهور الفن و أحباء فن الحفر بالخصوص حيزا من تجربة فنية تسعى لتشكيل معالمها بمزيد من الاشتغال و الدأب الجماليين.

شمس الدين العوني

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى