الثلاثاء ١ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٩
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

القومية العربية فى شعر المرصفي

الشاعر بفطرته مُرهف الحس.. جيّاش العاطفة، يتميز مرصده بحاسة سادسة ترى ما لا يراه الآخرون، وقلبه الأخضر لا يجف أبداً، له ذبذبات عالية الإحساس.. دافقة الشعور، والشاعر رفعت عبد الوهاب المرصفى يُسطر بقلبه قبل قلمه الكثير والكثير من قصائد الشجن حول هموم أمته العربية والإسلامية..ففى قضية المسجد الأقصى السليب مسرى النبى محمد صلى الله عليه وسلم، وأولى القبلتين، وثالث الحرمين، ودعماً لانتفاضة الشعب الفلسطينى الباسل والتى يجاهد فيها بالصدر والحجر ضد ترسانة الأسلحة الإسرائيلية الغادرة الماكرة يقول شاعرنا فى قصيدة بعنوان قصائد حجرية:

يا أطفال الحُلم الآتي
يا أحفاد صلاح الدين
يا طرح معارك حطين
يا عنوان الدرس الأول
فى الزمن المُعتَل الآخر
الدرسُ.. ومفردهُ حجر
والجمع يُصاغ حجارة
« صبرا صبرا.. آل ياسر»
 
فالجنة وعد وبشارة
فالجنة وعد وبشارة

وفي مذبحة «قانا» بالجنوب اللبناني التي اقترفها الكيان الصهيونى الغاشم والتى راح ضحيتها عشرات الضحايا من النساء والأطفال والشيوخ يقول الشاعر رفعت عبد الوهاب المرصفي فى قصيدة بعنوان «دماء على جدران التاريخ» والتى يحاول فيها الربط بين أحداث الماضى للاستفادة منها فى الحاضر فى منظومة شعرية رائعة حيث يقول:

من مجرى الجُرح القاني
ها آنذا............
أنسلُّ حزينا بعروقِ قديم الأزمنةِ
أسافرُ
ممتطيا صهوة ذاكرتى
وحروف التاريخ دليلى
فيحطُّ جوادى بقبور الأندلس الأولى
يجذبنى بعضُُُ منى
أشتم روائح مجدٍ/ كان..../ ومات
تنبش ذاكرتى عن بعض رُفات
يهتز اللحدُ الماثل قُدّامى
تخرج قرطبة الأم أمامى
وتصيح عتاباً.......
"ما لك والأموات – مالك والأموات"
وتعود لحضن الكفن الدامى
وتتمتم.. آه يا لبنان آه...آه...آه
النزف شديد من دمنا والكل يراه
الدرس يعاود ثانية.. وا إسلاماه

وفى الحرب الأهلية اللبنانية التى اندلعت فى التسعينيات من القرن الماضى انفعل شاعرنا رفعت عبد الوهاب المرصفى مع الشعب اللبنانى الشقيق ومع وحدته الوطنية فجادت قريحته الشعرية بقصيدة بعنوان: " لبنان يا جرح العروبة " والتى يقول فيها:

لبنانُ.. يا طعنةً فى القلب ترتجفُ
يا قطعةً من تــــراب العُرب تُختـــــــطفُ
جبالك النُضر بالبــــارود مثقلـةً
فأين راح الشـــــــذى والحســــــنُ والترفُ
أخبار نحرك بالأفــــاق ذائــــــعةً
ضاقت بها شاشـــةُ التلفــــــازِ والصحــفُ
لبنـــــان يا دُرةَ الأعراب من زمنٍ
كم مزّقوا عنك ثوب الحُسن واقترفوا
كل الذين أرادوا منك مســــلبة
ســــيُمطرون وبـــــالا أينما ثُقفــــــــوا
فاستنفرِ الصف يا لبنان منطلقا
والضُــــر عنك قريبا سوف ينكشفُ

وعندما قام خادم الحرمين الشريفين فهد بن عبد العزيز رحمه الله بجهده المعروف فى إنجاح اتفاق الطائف لرأب الصدع اللبنانى وحقن الدماء اللبنانية الغالية كتب شاعرنا قصيدته المعروفة فى ذلك الحين بعنوان عودة لبنان التى يقول فيها:

يا خادم الحرمين طابت خطــــــــــوةُُ
حقّقت معجــــــــزةً لنــــا ورهـــــــانا
فى " الطائف" انزاحت غُيوم ضغائنٍ
وتحوّلت حبا يفيض حنـــــــــــــــانا
يدك الكريمة أمهــــــرت لوثيــــقةٍ
داوت جراحـــــــــا أزمنــتْ إزمـــــــــانا
فنســـجْتَ للأطفــــــال أجمل فرحـــــةٍ
ومسحْتَ من حدقـــاتـهم أحــــــــــزانا
فكسبت للإســــــــــلام أعنف جولـــةٍ
ورسمتَ دربا للصفـــــــا وبيـــــــــانا
يا أرض لبنــــــــــان العروبة كَبّرِى
باسـم الســــــــــلام وبيّنى البُرهانا
واستوعبى الدرس المرير وكفكفى
دمع التنـــــــــــاحر قد كفى ما كانا
وارو الســـــــــــلام على المحبة وارعه
يلُد الأمــــــــــان ويُطلق الأفنــــــــانا

وفى قضية البوسنة والهرسك ذلك الشعب المسلم المسالم الذى استنكروا عليه حريته واستقلاله فأعلنوا عليه حربا شعواء حصدت الأخضر واليابس وأبادت رجاله ونسائه وأطفاله وسط صمت مشبوه لهذا العالم المتحضر الذى سطر فصلا أسودا له حيال هذا التآمر المرير.

وفى هذه القضية يقول شاعرنا رفعت عبدالوهاب المرصفى فى قصيدة بعنوان لا تقلعونى من جذورى على لسان طفل من البوسنة يرفض التهجير من بلاده:

لا تخرجونى من بلادى المســلمةْ
إنى سأبقى رغم أنف المحكمةْ
قومى أُبيدوا والعيون نواظــرُُ
والجرح قاس والحقيقة مؤلمــة
ماذا تبقَّى من جرائـــــم بعــدمـا
بقروا الحوامل والصبايا الحالمة
قذفوا الجماجم كالكرات أمامهم
يا للضمــــــائر والقلــوب الآثـــــمة
سيسطر التاريخ فصلا أســــــودا
فالعــــار باق والفضيحة قــــائمة
أنا مُســــلم هذى حـــــروف هويتى
ولتنظروها فى جبيـنى أوســــمة
لن يطفئوا نــــــور الإله بحقدهم
والفجر آت والبشائر قـــــادمة

وفى قضية شعب كوسفو المسلم الذى يجاهد من أجل نيل استقلاله وحريته، ويُضرب بيد من حديد من الديمقراطيات والحريات الأوروبية لا لشئ إلا لأنه يطالب بحريته فيقول شاعرنا فى برقية على لسان هذا الشعب المجاهد:

أنا لن أُباد
مهما قتلتمْ أو حرقتمْ
أو حصدتمْ فى البلادْ
فأنا هنا دهر تعمَّق واكتسى
من خير زاد
وأنا هنا جِذرُُ عميقُ
طرحه عطر تسرَّب فى حنايا الأرض
فى كل امتداد
فدم الشهيد على الثَّرى
يأتى بآلافٍ شداد
ودم العذارى المستباح
سيشعل الآفاق ثأرا وارتعاد
أنا لن أباد

وفى قضية الفقر الذى يعانى منه الشعب الصومالى الشقيق فى ذات الوقت الذى تُنفق فيه مليارات الدولارات على مركبات الفضاء وترسانات الأسلحة الفتاكة نلمح صرخة شاعرنا متضامناً مع صراخ صومالى يصارع الموت جوعاً فى قصيدة بعنوان " صرخة " يقول فيها:

يا مسلمون تعالوا واستروا بدنى
غــــداً سُـــأرمى رفاتا دونما كفـنِ
فما لدينا بقــــــــايا من ملابسـنا
فأىّ شئ إذا ما متُ يســــــــترنى؟
و ما لدينا رجـــــال دونـــــــما رمـقٍ
فأىّ جمع إذا ما مـــــت يقبـــرنى؟
لكن قلبــــــى باق فى عقيــــدته
والفَجـــر آتٍ وعيـــن الله تنظرنى
يا إخوة الإيمان فى بيدٍ وفى حضرٍ
أين الزكاة فحق الله يلزمنى؟

وفى قضية غزو العراق للكويت فى أوائل التسعينيات، والتى رفضها كل المجتمع العربى والإسلامى والإنسانى على الإطلاق حتى تحرر التراب الكويتى الشقيق حيث بدأت حرب تحرير الكويت فى السابع عشر من شهر يناير عام 1991 ضد قوات الغزو العراقية تنفيذا لقرارات مجلس الأمن والجامعة العربية، وأطلقت على هذه الحرب " عاصفة الصحراء" كتب شاعرنا مهنئاً شعب الكويت الشقيق فى قصيدة بعنوان وعادت الكويت نذكر منها:

سقط الردى وانجـــــابت الظلمــاءُ
وبدا على وجـــــه الكويت بهاءُ
وتوافــــــد الطير الوفى لعشــــهِ
و تعـــــانق الآباء والأبنـــــــــــاءُ
والكل ينشد للإلـــــه مكبــــــرا
الله أكبــــــر زالــــــت الأنــــــواءُ
يا رب شكرا قد أجبت رجـــــاءنا
فالحــق باق والكويــــــت بقـــاءُ
مهما أراد الظالــــــمون لها الردى
فالعدل دومــــــا للحيــــــــاة رداء
يا كل أبنـــــــاء الكويت تحية
لكم الخلــــــود وأنتم الســـعداء
إنى كتبت إلى الكويت مُهنـــئا
إنى كتبتُ وفى الكتاب وفاءُ

وعن قضية أسرى الكويت لدى العراق كتب أيضا شاعرنا رفعت عبد الوهاب المرصفى فى قصيدة بعنوان برقية إلى أسرى الكويت مبشرا بفك أسرهم فى القريب العاجل:

يا أسرانا.. صبرا.. صبرا
ما كنتم يوما منسيين
ولا كنتم يوما أسرى
فالليل الأسود لن يبقى
وسيقبل ضوء الفجر كموجٍ
يجتاح ملوحة هذا المجرى
وستخرج كل طيور الوطن
تُغرّد فوق حدود العمر
القادم شُكرا شُكرا
يا أسرانا.. ما كنتم يوما منسيين
وما زلتم بملامح هذا الوطن البُشرى
ما زلتم وهجاً يتبرعم بجبين
الوطن حروفا نُضُرا

وانفعل شاعرنا أيضا مع ما يعانيه الشعب العراقى الشقيق من دمار وخراب على يد قوات التحالف التى استباحت كل شئ، فعلى لسان الطفل العراقى على إسماعيل عباس الذى فقد ذراعيه ببغداد بفعل القنابل الذكية الأمريكية تساءل شاعرنا فى قصيدته التى تحمل عنوان هل من ضمائر تستحى؟ ونذكُر منها:

ماذا أقول إلى رفاقى
ماذا أقول إذا سُئلت عن الذراع؟
- من يا ترى قطع الذراع
-..... أكل الذراع؟
قلت أسألوهم وحدهم..
من ذا الذى بعث الجحافل
كى ترَّوع أمننا؟
من ذا الذى صنع القنابل
كى تدك بلادنا؟
أو يقبلوَن لطفلهمْ
تقطيع أذرعهِ كما فعلوا بنا؟
قلت اسألوهم وحدهم
من ذا الذى حرق البراءةَ
والطفولة والصباحْ؟
من ذا الذى قتل العجائز
والصبايا والملاحْ؟
وبأى حق نُستهان ونُستباح؟

وفى قضية الغزو الفكرى الذى يحاول الغرب أن يفتننا به من خلال الدعاوى المزيفة والآداب المستوردة من أجل طمس هويتنا العربية والإسلامية، والقضاء على لغتنا الجميلة.. لغة القرآن الكريم، يقول شاعرنا فى قصيدة بعنوان يا من فتنتم بالتغرب الذى أهداها إلى المفتونين بالغرب فى الثقافة والأدب والفكر:

أنا شــــاعر لا اغتــــــوى بحــــــــــداثةٍ
أمشـــــى ســـــويا فى مــــدى مأمــــــونِ
فن العمــود أذوب فيــــه صبــــابة
حتى دُعيـــت بشـــــاعر مخبـــــــــــــونِ
" حسان" رمز الشعر من عهد الهدى
أنا ســــــائر فـــــــــــى دربـه المضمونِ
ذكر الإله لدى العــــــروق يُضِيــــــئنى
وشذى الحديث يموج فى تكوينى
ما همت يومــــــــا أو فقدت ركــــــائزى
أو تهت حيـــــــنا فـــــــى هوى وفتون
يا من فُتنتم بالتغــــــــرب منهــــجا
لم لا نعـــود لوجهنا الميــــمون

وفى قصيدة هل صِرنا موتى؟ لشاعرنا رفعت عبد الوهاب المرصفى نجد مجموعة من التساؤلات التى تزاحمه حيث يقول:

يا للعـــــار
هل صار الكل يبشُّ الوجهَ
يزم الوجه يسب الوجه بأمر القُرصان؟
هل صار الكل ينفذ أمر الغطرسة الحمْقى
ويُزين أحرفه بنكاتٍ ونفاقٍ
ونقوش؟
ألهذا الحد نعيش؟
هل صرنا جسدا منزوع الريش
هل صرنا موتى........
ولماذا يوهمنا البعض
بأنا فى الحُسبان؟

وفى قصيدة بعنوان رسالة إلى أمى والتى كتبها شاعرنا الكبير رفعت المرصفى على لسان طفل محاصر فى غزة نجد ثورة من التساؤلات التى تؤكد براكين الغضب والألم والحسرة داخل أعماق هذا الطفل البرئ الذى ما عاد يشعر بجمال الطفولة ولا ببراءتها فالصورة مظلمة والجسد العربى يتمزق والفساد يستشرى مخلفا الخراب والدمار والشعب الفلسطينى يعانى الحصار الأليم بعد أن تحولت غزة إلى سجن كبير لأكثر من مليون ونصف المليون مواطن فلسطينى وحول كل هذه المعانى يقول شاعرنا على لسان هذا الطفل الجريح:

الصورة قاتمة يا أمى
الجسد يئنُّ على مرأى الأعراب
على مرأى الأغراب
الغدر يمزقهُ...
وجنود الشر يعيثون فساداً
ودماراً فى الأرض
لا شئ سوى الصمتِ
سوى الخوفِ سوى الموت
لا أحدَ يحرّك فاهاً
أو يفتح للعدل الأبوابْ
أوَ ليس هناك على وجه الأرض
سوى شرْع الغابْ؟

ثم تتصاعد ثورة الأسئلة وطوفان الحسرة فيتساءل الشاعر على لسان الطفل المحاصر عن ضمير العالم وعن حقوق الإنسان التى يتشدق بها دعاة الحرية الزائفة فيقول:

أين ضمير العالم يا أمى؟!
وحقوق الإنسان
ما عاد هناك ضمير مشتركُُ
أو حلم مشتركُُ
أو شئ مشتركُُ
ما عُدنا نلمح إلا حلقات
الجبن الدولية
العدل يموت على أعتاب
الأمم المتحدة
.........
بسمات الأطفال
أغتِيلت باسم الشرعية
أوَ لسنا بشرا يا أمى
ولنا ما للبشرية؟
فلماذا تسلبنا الدنيا أزهار
الحرية؟
ولماذا العالم يرفُض أن نرفضَ
أن نصرخ فى وجه الهمجية؟

ويستكمل شاعرنا رفعت المرصفى بوحه على لسان الطفل المحاصر فى غزة فيعاتب الذين يتكاسلون عن نصرة الشعب الفلسطينى ودعمه فى قضاياه العادلة والمشروعة لنيل حريته واستقلاله فيقول:

أُمـاه....
الإخوة باعوا الأرض بثمن بخس
باعوا البيت بثمن بخس
باعوا أشجار الأرز وأغصان الزيتون
باعوا الحلو الميمون
الإخوة باعوا دمنا
أصبح برميل النفط يعادل برميلا من دمنا
أصبح برميل النفط يعادل أطناناً من أعظُمِنا
الإخوة صاروا أسلحة تنحر فينا
وتقدمنا كشرائح لحم ناضجة للسفهاء

وعن دماء المسلمين المهدرة فى معظم بقاع هذا العالم يقول شاعرنا فى قصيدة بعنوان طعنات فى الجسد الإسلامى:

يا مســـــلمون جراحنـــــــا تتفجرُ
ودمــــــــاؤنا فى كل صوب تُهدرُ
ضاعـــت حقـــــوقُ فى زحام خلافنا
من فرط ضعف فى العروق يسافرُ
مــــاذا تبقى كى نفيق لحــــالنا
والقيدُ وهمُ والدوائر تُكســـــر؟
وإلى متى سيظل فينا شـــــــارد
وعدونا فى كل لون يُمكــرُ؟!

وينادى شاعرنا بوحدة الصف العربى والإسلامى لأن الاتحاد قوة والفرقة ضعف، والذئب لا يأكل من الغنم إلا القاصية.. حيث قال:

يا أمة رسم الحبيب طريـــــقها
وانساب فيها الهْدىُ والإرشــادُ
ماذا تبقى كى نعضد ديـــــننا
وشذا الهداية نفرةُُ وجهـــادُ؟
ما كان يمكن أن يُمسَّ قميصنا
لو أن كل المســلمين أرادوا !

ويؤكد شاعرنا رفعت المرصفى على هذا المعنى فى قصيدة أخرى بعنوان إسلامنا مستهدف حيث يقول:

يا مســـــلمون تآلفوا
وتعاضـــدوا وتكاتفـــوا
فالعـــــود فى إفرادهِ
حتــــما يخـــور ويضعــــفُ
كنا نسيجا شــائكاً
وعدونا يتــــــــــــــــرجّفُ
كنـــــــــا لواء واحــداً
فوق الربــــوع يرفــــرفُ
كنــــا أُولـــــــى بأس
فصرنا بالتفكّك نُوصفُ
ماذا دهـــــــانا اليوم
من أفعـــــــــالنا نتخلّفُ؟
يا مســـلمون توحدوا
إســــــــــلامنا مُســـتهدفُ
ودعوا التفرق جانبا
إن التوحـــــد أشـــــرفُ

وفى قصيدة بعنوان حروف من ذاكرة الفجر يستنفر شاعرنا طاقات هذه الأمة للخلاص من جزاريها حيث يقول:

يا أمتى.. ماذا تبقىَّ كى تفيقى؟
ماذا سنلقى كى تفيقى؟
كل القرائن قد بدت
كل البشائر أوشكتْ
والآكلون تحوّطوك
يا أمتى.. الرصدُ من كل الجهات
الطعن من كل الجهات
العدل فى الإنسان مات
صارت الدنيا انفلاتا
ما عاد شئ فى المدار سوى الجنون
يا أمتى.....
ماذا تبقىَّ
لكى كما كنا
نكون

وفى قصيدة أخرى بعنوان " شكاية إلى الفاروق" يخاطب شاعرنا الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه حيث يقول:

وا عمراه... جُرحنا انفجرْ
وسيفنا انكسرْ
إلا على نُحووورِنا
دماؤنا الخضراء تنهمرْ
طيورنا البيضاء تحتضرْ
نعالج الجراح أم نعالج الأثرْ؟
الدمع يفرى جفنهُ
والجسم يلوى بعضهُ
والصيد للصياد يشعل الشررْ
لا قدسنا عادت ولا جراحنا طابت
ولا.... ولا..... وا عمراه
العابرون يعبرون فى الجراح للنخاع
يعبرون فى الشتات للضياع
يشبعون من لحوم أجسادهم
ويرتوون من نزيف جرحهم
ويمضغون من كتابنا العِبرْ
فجرحنا انفجرْ
وسيفنا انكسرْ
إلا على نحووورِنا

ويقول فى قصيدة أخرى بعنوان أسرج حصانك:

أسرج حصانك يا فتى الفتيــــــانِ
ما عاد فى الحلباتِ من فرســــــــانِ
فتت صخـــــور الحــــــزن من أيامنا
واكشف لنا عن وجهـك النُوّرانى
الكل ينظر صوب وجهك شــــاهقا
ويقول أنك من شـــــذى الإيـــمان
فامشق حسامك وانطلق نحو الحِمى
ما عـــــــــاد يجــــــدى أى حل ثــــانِ
يا فارس النصر الذى قد هـــــــــزنا
أفضـــى إليـــــك بمجمل الأحـــــزانِ
الغرب دس ســـــمومه بتــــــرابنا
والشرق بارك دولة الشـــــــيطانِ
والمسجد الأقصى الذى كم شـاقنا
يهمى دما من قبضة الســـــــــــجانِ
مسرى النبى الهاشــــــمى ملــــوث
والحــــــزن فينا صار كالفيـــضانِ
يا من بعثْت الحــق من أكفــــانه
ووقدتَّ فينا شُعلة الغليـــــــــانِ

وفى قصيدة بعنوان " تداعيات من زمن الصهيل" نجد شاعرنا يستنفر صهيل الأمة العربية والإسلامية لاستعادة أمجادها التليدة حيث يقول:

هدهــدْ شجونك يا جـــــوادْ
ما عاد وقت للحــــــــــــــدادْ
ضمــد جراحـــــك وانتــصب
فلقد جبلت على العنــــــادْ
روح الصمود لديك تكــفى
إن هــــــــــــوى منك العتادْ
وسنا الهداية فى العـروق
وفى الديـــــــاجى يُستقادْ
لملم همــــــــــومك وانطلــق
_إن الحيـــــــــاة لمـن أراد_
هل من فــــــــوارس ها هنــا
هــل من صهيــل يُســـتعاد

مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى