الأحد ١٤ حزيران (يونيو) ٢٠٢٠
بقلم د. عبد العزيز زم

القُبلة الأولى

في الليل تنسابُ المشاعرُ حُـرَّةً
هيَ فكرةٌ تأتي و تذهبُ خِلسةً
توحي إليَّ بأن أرمِّمَ فسحةً في ذكرياتِ وِصالنا
يأوي لها قلبي إذا اشتدَّ الحصارُ العاطفيّْ
هل تذكُرينَ الـقُـبلةَ الأولى الوحيدة ؟
/ خلخلَتْ رعشاتُها صرحَ النّسيجِ الهَـشِّ
في بنيانِ عاطفتي /
و خوفَ شفاهِنا من بَغتَةِ المجهولِ
لا ذوقٌ ولا لمسٌ
وميضٌ من سؤالِ النّفسِ
عن شَبَقٍ خفيفٍ لاكتنازِ اللذّةِ الأولى
وفكرةُ رغبةِ الشّفتين عن أزلـيَّةِ المعنى
وعن أصلِ الحوارِ المثنويّْ
...................
في الليلِ تغمُرُني أنايَ النّرجسيَّةُ
بالأنا
فأكونُ وحدي شاعِراً
و أكون وحدي ثُــلَّةً
و أكون وحدي زاهداً في كلِّ ما تضعينَ
من فنٍّ جماليٍّ على شرفاتِ ذاكرتي وهذا الليلِ
إلّا القبلة الأولى توحِّدنا أنا
في الليل يستعرُ السؤالُ عن الهُويّةِ
من أنا؟
رُحِّلتُ منذ ولادتي عن ذاتيَ الأولى
و سِرتُ على طريق العَودِ
منفيّاً، وأمسكُ إبرةَ الذّكرى كبوصلةٍ
فـضيَّعَها العثورُ عليكِ
منذ الوهلةِ الأولى
و تهتُ عن الطريقِ إليَّ
بعدَ القبلةِ الأولى
...................
في الليلِ يكتظُّ الأثيرُ مُحمَّلاً برذاذِها
قَطر النَّدى
فأفيضُ بالذِّكرى
ولا يكفي المجازُ لكي يحيطَ بشَطْحةِ الأشواقِ
عِندَ عبورها شطرَ المدى
هي ومضةٌ
يندى لها جِرْسُ الشّفاهِ
إذا تشبّثَ بالصَّدى
هيَ فطرةُ اللغةِ العميقة في معانيها
و أوَّلُ خطوةٍ لقلوبنا نحو الرَّدى
....................
في الليل يستعرُ الحنينُ إلى رضابكِ فجأةً
شفتاكِ تومضُ في السّماء كنجمةٍ
فيشعُّ فيَّ القلبُ ينشبُ في ضفائرِها
يُعلَّقُ مثل مصباحٍ یغازلُ ضوءها
كيما يرمِّمَ فجوةً
من عتمةِ الليلِ المسافرِ في شِفاهي
منذُ قُـبلتنا الوحيدة


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى