الكهف
غَادرْتُ كَهْفِيَ طالِبًا فَيْــــضَ السَّنا
فَرَأَيْـــتُ ثَمَّ رَأَيْــــتُ أَرْجاءَ الدُّنا
أَلْوَانُها مُــــزْدَانةٌ بجَمــــــالِها
كالضَّـــوْءِ في الأحْلامِ صَارَ مُلَوَّنا
فَتَرَكْتُ نفْسِــــيَ للحياةِ تَدُلُّني
وشـعرْتُ أني قَدْ تَخَطِّيْتُ المُنى
لكنَّها قَدْ أســفرَتْ عَنْ وَجْهِها
فَرَأَيـــتُ وَجْهًا كالكآبةِ مُحْزِنا
أَشْــــباهُ أَحْياءٍ أَتوْا كالنَّارِ لا
تُبْقِي ولا تَهْوى ســوَى وَجْهِ الفَنا
وشـــبيهةُ الدُّنْيــــــا تُحاكي وَصْفَها
فَتُزِيلُ أَخْضَرَها النَّضـــيرَ المُحْسِنا
يا كمْ عَرَفْتُ ومـا عَرَفْتُ وكم رأيْتُ
وما فَهِمْتُ مِنَ الحَياةِ سِــوى العَنا
فَتَّشْتُ عَمَّنْ يُشْــبِهُ القَلْبَ النَّقِيَّ
فلمْ أجدْ في رحلتي إلاَّ الضَّـــنى
الأَنْقِيـــاءُ الأَتْقيــاءُ تبخَّرُوا
والشُّؤْمُ قَدْ مَلَكَ البسـيطةَ فاغتنى
فكأنَّ كُلَّ أَحبَّتي ليســــوا هُمــــــــــو
وكأنَّني بَعْدَ التَّجــــاربِ لَســتُ أنا
إَنِّي لأَرْجــو أنْ أعـــودَ إلى البراءةَ
في الصِّــــــبا . لو كانَ ذَلكَ مُمْــــــــــــكنا
لوْ عادَ بي زَمَنِي لما غادرْتُ هـــــــــذا
الكًهْـــفَ إلاَّ كَيْ أَمُوتَ وأُدْفَنا