الأحد ٣٠ آذار (مارس) ٢٠١٤
بقلم فتحي العابد

المغْط

تمدد.. ليتمكن من النوم بسهولة في الليل..

لم ينغص عليه راحته.. إلا صوت السكران في آخر النهج.. قاده إلى البحر، وقبل أن يطآ الماء سأله:
ـ ماذا ترى؟

أجاب المغط:

ـ الأزرق يدفع أمواجه بثقة.

ابتسم السكران على خبث قديم وراوغ:

ـ تمغَط واغمض عيناك.. واشرب ما سأعطيه لك لترى ما أرى.

امتثل، فأدركوه من جاءوا بالعلب وألصقوا القوارير على فاه، عاش عتمات تلمع في العتمة..

قال له السكران:

ـ تضرع واستجدي البحر الرحمــة.

دبت قشعريرة في كامل بدنه، صرخ مستعيذا بالله من عذاب الله، ومن كل فاتن غوغاء، خشع، رفع جبهته نحو السماء.. وفرد كفي يداه، فنزل عليهما ماء دافئ، سأله السكران:

ـ ماذا غنمت؟

أجاب بعد أن نظر في كفيه: حفنة من ماء دافئ .

قهقه السكران، فيما أخذ البحر يلملم موجاته ويفر بعيدا، وأصبح الشاطئ خاليا إلا منهما، ومن طفل يرش ما تبقى من ماء مثانته على الرمال..

عاد يمغط مطاردا البحر لغسل يداه، لكنه توارى.. بكى..

حذره السكران بصرامــة: لا تتبعنــي، لاتصدق كل هب ودب.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى