السبت ١٤ أيار (مايو) ٢٠٢٢
بقلم علي بدوان

المفكر الفلسطيني فيصل حوراني ... وداعاً

فيصل محمد رشاد حوراني، الفلسطيني اللاجىء من قرية (المسمية) الى قطاع غزة عام النكبة، ومنها الى مصر ومن ثم الى سورية، توقف قلبه عن الخفقان صباح يوم 12/5/2022، بعد عمرٍ طويل قضاه في العمل الفكري، كمفكر سياسي، واعلامي، ومؤرخ، وكأديب استطاع أن يدون عدة روايات، تحكي تجربة الشعب الفلسطيني، وتجربته الشخصية، عدا عن امتهانه سلك التدريس والتعليم في مدارس محافظة القنيطرة وعموم مناطق الجولان العربي السوري قبل احتلاله عام 1967.

عاش لمدة عام في الجزائر حيث عمل في الصحافة، ثم عاد عام 1965 إلى دمشق وعمل محرراً في صحيفة البعث، وكتب برامج للإذاعة والتلفزة السوريتان. ومن ثم اختار انخراطه في العمل الفلسطيني من أوسع ابوابه، وقبل ذلك في صفوف حزب البعث العربي الاشتراكي، الى حين مغادرته البعث عام 1968.

ولد فيصل حوراني في 23 آذار 1939 في قرية (المسمية)، وتوفي في 12 أيار 2022 في جنيف التي اختارها مكاناً لمنفاه بعد عدة سنوات من العمل في وسائل الإعلام الفلسطينية التي انتقلت الى نيقوسيا/قبرص، بعد خروج المقاومة الفلسطينية من بيروت صيف العام 1983. وكنت على تواصل دائم معه في سياق المادة السياسية الأسبوعية التي كان يدونها ويرسلها للنشر على صفحات مطبوعة فلسطينية كنت من المعنيين بها.

مثّل اتحاد الكتاب الفلسطينيين في المجلس الوطني الفلسطيني الذي انعقد في العاصمة الأردنية/عمان عام 1984، وفي عام 1988 عين عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني. وهو المجلس الذي تلا الإنشقاق في المنظمة.

فيصل حوراني، القريب من المفكر والبعثي (المُعتّق) قبل خروجه من البعث عبد الله حوراني (أبو مناف) المدير العام الأسبق للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في سورية، والعضو الأسبق في اللجنة التنفيذية للمنظمة، كاتب سياسي وصحفي فلسطيني مرموق عمل في إعلام منظمة التحرير الفلسطينية وترأس قسم الدراسات فيها، وله عدة أعمال أدبية وسياسية منشورة تتناول تاريخ القضية والسياسة الفلسطينية.

فيصل حوراني، البعثي في أصوله، واليساري الإنتماء والهوى، شغل في الأعوام 1977 و1978 موقع نائب ممثل منظمة التحرير في موسكو ، ثم عاد إلى دمشق حيث ترأس دائرة الإعلام والعلاقات العامة في الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية. وعمل عام 1979 في مركز الأبحاث التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية في بيروت، حيث تولى لاحقا رئاسة تحرير دوريتها "شؤون فلسطينية"، وانتقل بعد حرب عام 1982 مع كادر المركز إلى نيقوسيا في قبرص وبعدها اختار الإقامة بدولة أوربية، وعاد عام 1995 إلى مناطق السلطة الوطنية في فلسطين حيث أقام جزئيًا.

أصدر عدة دراسات وروايات، منها: دراسة شاملة عن الفكر السياسي الفلسطيني. رواية سمك اللجة عن تجربته في التعليم في الجولان قبل احتلاله. ورواية بير الشوم ...الخ. رحمه الله


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى