الأحد ٣١ أيار (مايو) ٢٠٢٠
بقلم هاتف بشبوش

الموتُ في ريعانِ الشباب...

كنتُ أبكي أيام زمانٍ مضى على تلك الفتاة العشرينية العمر التي تصاب بمرضِ السلّ فتذبل شيئاً فشيأَ من جرّاء هذا المارد القاتل أنذاك. كنتُ أّمزقُ كل صفحةٍ أنتهي من قرائتها لعمق الألم الذي يدخل روحي وبدني وأنا أقرأ معاناة هذه الفتاة في رواية (الموت في ريعان الشباب)، الموت الذي يتسلل بطئاً لجسدها الصبي. هذه الفتاة لم تتحمل فكرة أن يَهيلُ عليها حبيبها تراباً صلصالاً فوق قبرها بكفيه ذات يوماً قريبا، حتى أحاورُ نفسي وأقول: لهي فكرةُّ عارُّ على قوانين الموت المحكومين بها. تشهقُ هذه الفتاة ويرتفع صدرها ورأسها عن الوسادة ثم تسقطُ كحجارةٍ صريعة فيتوقف عندها النفَس ويبرد الجسد الدافيء وينكسر حلم العروس وتستحيل العناقات الموعودة الى ثلجٍ يغطي قبرها. هذا ما ترسله الطبيعة لنا من أمراضٍ تجعل مسرح الحياة تراجيدياً، تجعل المرء يكره فكرة وجوده ولماذا جاء لهذه الآرض إذا ينتهي به المطاف دون عونٍ غير الرضوخ والرضوخ لأنينٍ وأوجاعٍ لاتطاق كما نشهدها اليوم وحمى (كوفيد -19) حيث آلامنا وعذاباتنا وانصهار أمعائنا الى زجاجٍ في داخل أحشاءنا، ورئاتنا تتوسل الهواء بعد انْ كان مجانا مشاعا ً.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى