

المَشْهَدُ مِنْ أَعْلَى
أزِحْ السَّتَائِرَ قَلِيلاخَفِّفْ الإِضَاءَاتِ المُرْتَعِشَةَ فِي سَقْفِ غُرْفَتِكَ المُصْمَتهَبْ لِعَيْنَيْكَ المُلَوَّنَتينِ فُرْصَةً صَغِيرَةً لِرُؤْيَةِ المَشْهَدِ خَارِجَ صَوْمَعَتِكقِفْ هَا هُنَاعَلَى حَافَّةِ الشُّرْفَةِ المُشْرِفَةِ عَلَى الاِنْهِيَارهُنَالِكَ مَوْضِعُ السُّقُوطلَيْسَ كَبِيرًا بِحَجْمِ اِنْكِسَارَاتِكإِنَّمَا بِمَا يَتَّسِعُ لاِحْتِوَاءِ أَحْلامِكَ القَلِيلاتأَجْزَاؤكَ تِلْكَ المُتَنَاثِرَةُ عَلَى الأَرْضِيَّةِ المُتَعَرِّجَةرُبَمَا يَصْعُبُ جَمْعُهَالَكِنَّ التَّعَرُّفَ عَلَيْكَ لَيْسَ بِالأَمْرِ الصَّعْب.المَارُّونَ عَلَى أَشْلائِكَ فِي غَيْرِ تَوَقُّفلاَ يَأبَهُ مُعْظَمُهُمالبَعْضُ يُمَصْمِصُ شَفَتَيْهِ وَيَمْضِيوَالبَعْضُ يُغَمْغِمُ غمزًا أَوْ غِلاّالأَقْرَبُونَ – البَعِيدُونَ – يُدِيرُونَ ظُهُورَهُمْ مُدْبِرِينْلاَ تَكْسُوهُمْ سَكْرَةُ جَزَعٍ أَوْ دَهْشَةرُبَمَا لَمْحَةُ إِشْفاقٍ مُصْطَنَعَةوَالبَعِيدُونَ – البَعِيدُونَ – يَلْوُونَ أَعْنَاقَهُمْ مُعْرِضِينلاَ يَكْتَرِثُونفَلَيْسَ فِي حُطَامِكَ مَا يُثِيرُ الشَّهِية.عَلَى مَقْرُبَةٍ؛ يَصْطَفُّ المُتَفَرِّجُونلاَ تَعْرفُ أَكْثَرَهُمْهُمْ يَعْرفُونَكَ جَيِّدًافَتِلْكَ الحَالِمَةُ المُسْتَنِدَةُ إِلَى الحَائِطِ المُتَهَالِكتَرَاكَ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي خَيَالِهَاتَتَشَمَّمُ رَائِحَتَكتَتَنَسَّمُ أَنْفَاسَكتَشْهَقُ؛ إِذْ تَقْذِفُ أَحْرُفَكَ البَيْضَاءَ بِدَاخِلِهَافِيمَا أَنْتَ تَدُورُ مِرَارًا فِي فَلَكِ التَّجْرِبَةِ الفَاشِلَة.قَلِيلَةُ الجَمَالِ المُنْزَوِيةُ عِنْدَ النَّاصِيَةِ المُظْلِمَةِ..تَسْتَحْضرُ ذِكْرَى لِقَاءٍ أَوَّلدِفْءَ سَلاَمِكَالرِّقَّةَ تَنْسابُ عَلَى شَفَتَيْكَ حُرُوفًا نَاعِمَةًوحَفَاوَةُ تَرْحَابٍ تُتْقِنُ عَيْنَاكَ حِيَاكَتَهَامَعَ أَنَّكَ لَمْ تَلْحَظْ دَعْوَةَ إِغْوَاءٍ تَرْتَسِمُ بِعَيْنَيْهَا.صَدِيقُكَ الشَّابُّ يُقَلِّبُ كَفَّيْ الحَيْرَةِ مُنْدَهِشًا:الصَّخْرُ لاَ يَنْكَسِرالزُّجَاجُ فَقَطْفَأَيُّ طَاقَةِ حُزْنٍ أَلْقَتْكَ كَسِيرًا بَيْنَ رَحَايَا الدَّائِرَةِ المُفْرَغَة؟!فِي الخَلْفِ عَجُوزٌ يَتَهَدَّج:"الأَحْلامُ يَتَّبِعُهَا الْغَاوُون".صَدِيقَتُكَ الطَّيِّبةُ تُغَالِبُ دَمْعَاتٍ مُسْتَتِرَة..تُوَشْوِشُ فِي أُذُنِك:كَثِيرٌ أَنْتَ عَلَى كُلِّ اِمْرَأَةٍفَكَيْفَ لِقَلْبِكَ أَسْقَطَكَ صَرِيعًا فِي سَاحَةِ أَحْزَانِك؟.•• • • •حِيْنَ تَسْقُطُ يَا صَدِيقِي..تَسْقُطُ وَحِيدًاتَُتْرَكُ وَحِيدًاتَحْتَرِقُ وَحِيدًا فِي نَارِ عَذَابَاتِك.حِيْنَ تَسْقُطُ يَا صَدِيقِي..لَنْ تُوقِفَ الشَّمْسُ رِحْلَتَهَا الكَوْنِيَّةَ نَحْوَ المَغِيبِفِي اِنْتِظَارِ لَمْلَمَةِ بَقَايَاكفِيمَا اللَّيْلُ سَيَسْمَحُ لِلخَفَافِيشَ أَنْ تََتَسَلَّلَ عَبْرَ مَسَامَّاتِكَلِتَمْضُغَ قَلْبَكَ الصَّغِير.حِيْنَ تَسْقُطُ يَا صَدِيقِي..لاَ تَنْظُرْ لِلسَّمَاءفَالمَلاَئِكَةُ لَنْ تَهْبِطَ الأَرْضَ لِتَرْفَعَكَ عَلَى أَجْنِحَةِ الرَّحْمَةلَكِنَّ الغِرْبَانَ قَدْ تُثِيرُهَا نَظَرَاتُ الحَسْرَةِ فَتَنْقَضُّ لِتَأكُلَ مِنْ رَأسِكَحِيْنَ تَسْقُطُ يَا صَدِيقِي..إِيَّاكَ أَنْ تَتَلَفَّتَ حَوْلَكفَالخَوَاءُ سَيَصْفَعُكَ بِكَفَّيْ الخَيْبَة.• • • • •ذَنْبُكَ يَا صَدِيقِي:آمَنْتَ بِأَحْلامِ الشُّعَرَاءوَهَرْطقَاتِ الفَلاَسِفَةوَنُبُوءَاتِ العَرَّافَاتوَنَسِيتَ أَنْ الحُبَّ اِبْنٌ غَيْرَ شَرْعِيٍّمِنْ لِقَاءٍ سِرِّيٍّبَيْنَ مَلاَكٍ وَشَيْطَانٍعَلَى غَيْرِ سُنَّةِ البَشَر.ذَنْبُكَ يَا صَدِيقِي:لَمْ تَخْرُجْ مِنْ صَوْمَعَتِكلَمْ تَتَحَرَّرْ مِنْ شَرْنَقَتِكلَمْ تَسْمَحْ لِلطِّفْلِ بِدَاخِلِكَ لِيَكْبَرفِيمَا أَنْتَ تَشِيخُوَحِيدًاخَلْفَ مَكْتَبِكَ المَعْقُوف.• • • • •حِيْنَ تَسْقُطُ يَا صَدِيقِي..لَنْ تَغْفِرَ السَّمَاءُ لَكلَنْ تَغْفِرَ الأَرْضُ لَكوَلاَ المُقَرَّبُونَ سَيَغْفِرُونْفَاسْتَغْفِرْ ذَاتَكفلاَ أَحَدَ يَغْفِرُ لَك.
• • • • •