الجمعة ٣٠ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٩
بقلم إسلام شمس الدين

النقطة الأخيرة فوق السطر

خُطَّهَا...
النُّقْطَةَ المُرَجَأةَ مِنْ السَّطْرِ الأَوَّل
تَتَدَحْرَجُ عَبْرَ الجُمَلِ المَقْطُوعة
تَقْفِزُ هَاذِيةً فَوْقَ جِمَارِ الحَرْفِ
تَرْقُصُ عَاريةً، تَتَلَوَّى
تَتَلَمَّسُ جَيْبَ بَيَاضٍ يَسْتُرُهَا
أَوْ سَقَطَ فَرَاغٍ يَحْوِيهَا
يَرْشُفُ قَطْرَ مَآقِيهَا
وَسَرَابٌ مِنْ أَقْصَى الصَّفْحَةِ يُغْوِيهَا
فَتَهِيمُ؛ سِهَامُ الحَيْرةِ تَتْبَعُهَا،
تَرْصُدُهَا، وَتَرْمِيهَا
فَتُهَرْوِلُ حَدَّ الصَّفْحَةِ، تَسْتَصْرِخ:
" خُطَّني ".
خُطَّهَا...
مَا أَخَّرَك؟...
فِيمَ انْتِظَارُكَ وَالسُّطُورُ تَمَزَّقتَ؟
وَمِدَادُ رُوحِكَ فَوْقَ كَفِّكَ يُنْزفُ؟
هَاَكَ أَلَمُكَ فِي الضُلُوعِ مُسَيْطِرُ
هَاَكَ قَلَمُكَ فِي يَمِينِكَ يُكْسَرُ
هَاَكَ رَأسُكَ بِالهَوَاجِسِ يَشْتَعِلْ
وَيْحَ الفِكَرْ
تَرْتَدُّ مِّنَ السَّدِيمِ إِلَى الجَحِيمِ إِلَى الغَرَقْ
وَجَعٌ مَرَقْ
فَأَصَابَ حُلْمَكَ وَالقَصِيدْ
لُمَّ الوَرَقْ
فَالحَرْفُ كَمَدًا فِي العُيُونِ قَدْ اخْتَنَقْ
وَالجُرْحُ يَصْرُخُ مِّنْ بَعِيد:
"خُطَّهَا"
خُطَّهَا.
• • • • •
أَيَا هَذَا...
أَيُّهَا المُتَأبِّطُ مِحْرَاثَهُ الوَرَقي
لا أَرْضَ أَيْنَعَتِ الوُعُودُ بِحَوْضِهَا
لا حَجَرَ تَفَجَّرتِ العُيُونُ بِقَلْبِهِ
لا حُلْمَ أَنْبَتَهُ المَطَرْ
مَا تَنْتَظِرْ؟
الحُزْنُ يَأكُلُ أَخْضَرَك
والوَجْدُ قَدَرٌ مُقْتَدِرْ
مَا تَنْتَظِرْ؟
وَيْحَ الرَّجَا
مَا زَالَ يَصْدَحُ فِي الفُؤَادِ المُنْكَسِرْ
وَاللَّيْلُ وَيْلٌ وَالدَقَائِقُ تُحْتَضَرْ
مَا تَنْتَظِرْ؟
لَمْلِمْ هشيمك وَاِسْتَدِرْ
أَوْ فَانْتَحِرْ.
• • • • •
أَيَا هَذَا...
أَيُّهَا المُؤلَهُ فِي مَلَكُوتِ ذَاتِه
كُلُّ إِلَهٍ تُسْتَبَاحُ صَحَائِفُه
يُحْرِقُ مُصْحَفَه
يَهْدِمُ أَسْوارَ الفِرْدَوْسِ،
وَيَنْتَحِرُ.
كُلُّ إِلَهٍ تُفْلِتُ الشَّمْسُ مِنْ بَيْنِ إِصْبَعَيْهِ، تُرَاوِغُه
يَأْفِلُ نَجْمُهُ
يَسْتَلُّ سُكُونَ اللَّيْلِ،
وَيَنْتَحِرُ.
كُلُّ إِلَهٍ تَكْفُرُ اللُغَاتُ بِاسْمِهِ
يَشْنُقُ الأَبْجَدِياتِ بِأَحْبَالِ الصَّمْتِ،
وَيَنْتَحِرُ.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى