الاثنين ٧ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٥
الحب والإبداع ومساحات من
بقلم فاطمة الزهراء فلا

الواقع في اتحاد كتاب الدقهلية

وليلتنا في اتحاد كتاب الدقهلية ودمياط كانت حالة إبداعية متفردة فالمبدعة شاعرة زوجة ومحبة، والزوج مثلها مبدع وناقد، ووكان المفترض أن تكتمل الجلسة بمبدع كبير وناقد يشهد له الجميع، فالثلاثة المبدعون الذين تمت دعوتهم لهذه الأمسية الشعرية الكبيرة والتي جمعت بين دفتيها أعلام الفكر والأدب في عاصمة الثقافة الدقهلية كانوا الشاعر والناقد مجدي نجم والناقد والمبدع ابراهيم حمزة، والشاعرة المتألقة فاتن شوقي، حضر الزوج والزوج وغاب مجدي نجم الذي وافته المنية في الموعد الذي حدده بنفسه للندوة، لكن القدر سبقنا وسبقه ليرحل به إلي العالم الآخر.

كانت الليلة بديعة يحتاط بها السحر والغموض والحزن لكنها ليلة إبداعية ولابد أن يأخذ الناقد والشاعرة حقهما في الحوار مع من حضر لهم في البداية وقف الجميع دقيقة حداد علي روح مجدي نجم...

ثم قدمت الشاعرة فاطمة الزهراء رئيس الفرع الناقد والمبدع إبراهيم حمزة وذكرياته مع الإبداع والحب، فكان حديثه يفيض بالرومانسية والعذوبة وكيف أنه تعلم من الزوجة الشاعرة ماذا تعني الرومانسية للمبدع وكيف أن الحب يسمو بالإنسان فتنكر فاتن المبدعة ذاتها لتصبح زوجة وأما في المقام الأول واعترف ابراهيم بأن

العواطف التي ترافق الحب تدفع الفرد إلى معرفة المزيد عمن يحب، ويتملك عواطف قوية ومتأججة نحو من يحب، فيما الجسم والعقل يعملان وينشطان ثلاث مرات عن المعتاد، بسبب الشعور بالقوة والفخر والانتصار على المصاعب جميعها ومواجهة العالم بسبب هذا الشعور. حتى ان الخلايا في الجسم تصبح أكثر نشاطا وحيوية، فالحب يحمل تغيرات متعددة تندرج تحت مفهوم الحب الحقيقي الذي يكمل فيه كلا الطرفين بعضه الآخر، بحسب اختصاصيي علم النفس والطاقة
وتضيف فاتن الشاعرة التي أمتعتنا بقصائدها الرائعة : لكن الحب يبقى دافعا للاستمرار ومواجهة الحياة، وفيه حيوية وطاقة مختلفة، وما يساعد على تمييز الحب الحقيقي عن غيره، هي عبارات سهلة أحيانا، ولكنها ذات معنى عميق تحفز على الالتزام، وتؤدي لازدهار العلاقة، أو تدفع للتخلي عنها، وهنا يصبح الشعور مختلفا عن الحب، وكل ما يتعلق به، أيضا تبرز صحة الحب، وأنا بدوري أخرج من هذه الندوة العميقة في معناها أن تجمع بين الأنوثة والرجولة، والزوج والزوج، والإبداع بأن

من جعل الأدب النسوي جدارا بين المبدعين والمبدعات لان الابداع تتشكل فضاءاته على قاعدة الفضاء النوعي للذكورة والانوثة بل هو نتاج انساني يؤثر فينا بغض النظر عن جنس مبدعه دون أن يعني هذا القول انكار الخصوصية التي تنبع من الظروف الاجتماعية للنساء، فإننا نعتز بأنوثتنا والاختلاق النوعي بين المرأة والرجل في تقديم الانسان وتجسيد رغبته في التطور وان الأصل في الفن الابداعي هو طاقاته الخلاقة التي نجدها لدى العرب سواء اكانوا من المبدعين ام من المبدعات. مما يؤكد على وحدة الهموم والمشكلات ويأتي سؤال ملح يفرض نفسه.

هل يشترك الناقد والأديب في الحساسية المرهفة والعمق الوجداني ؟ يجيب ابراهيم حمزة الناقد والزوج :
ـ اذا كان الأديب والناقد يشتركان في الحساسية المرهفة والعمق الوجداني لكنهما يجب ان يختلفا في النظرة الى الأشياء والأشخاص فليس من المطلوب ان يدلي الكاتب بمقولات نقدية في سياقه الابداعي قد نجد بعض اللمحات النقدية في السرد الروائي مثلاوهذه لن تكون مقنعة إلا إذا افلح الروائي في تقديمها عبر عالمه الروائي بشكل مقنع يبعد عنها الافتعال فلا تتحول هذه المقتطفات النقدية الى فرصة الاستعراض الروائي مخزونه الثقافي، فيغرق عمله ويخلخله بالأفكار المجردة التي لن تسهم في النهوض بالبناء الروائي إلا اذا أتت عن طرق التجسيد والفن، وأنا أري فاتن شوقي مبدعة وناقدة وشاعرة تمتلك أدواتها بعيدا عن مجاملة الزوج لزوجته وهي تنال الإعجاب في كل عمل قدمته

حضر الندوة عدد كبير من الأدباء والشعراء تأكيدا علي تواصل الأجيال المبدعة في ثقافة الدقهلية وعلي رأسهم
فؤاد حجازي، سمير بسيوني، عبد الخالق السيد، مصباح المهدي، فرج مجاهد، السعيد نجم، علي عوض، طارق مايز، محمد عطوة،السعيد حافظ، وأحمد الحديدي،سمية عودة، عبير طلعت، ومجموعة كبيرة تألقت في المشاركة
وكلمة أخيرة ـ المبدع لن يستطيع تقديم كل ما يطمح به عبر النص الأدبي فقد نجد مسافة ما بين الطموح والتنفيذ يأتي الناقد ليردم تلك الهوة بينهما فيبين ما رغب فيه الكاتب ويجسد طموحه. وقد يضطر المبدع الى الكتابة النقدية كي يدافع عن ممارسته الأدبية خاصة حين يكون مجددا.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى