الأحد ٢٠ أيار (مايو) ٢٠٠٧
بقلم ناصر الحجيلان

الوصايا الذهبيّة لإسعاد الحياة الزوجية

هناك سِفْر قيّم يحمل العنوان السابق سيرى النور في فترة قادمة لانعلم عن طولها أو قصرها الشيء الكثير؛ وكل ما نعرفه أن هناك مجموعة من سيدات مجتمعنا وخاصة من فئة النخبة يعملن جاهدات على تجهيز خلطة طيّبة من الوصايا المجرّبة للحياة الزوجية السعيدة.

وقد تمكّنت عدد من الأكاديميات والمثقفات ثقافة عالية من بناء موقع على النت يحمل اسم إحدى الحشرات الجميلة؛ ورصدن في هذا الموقع تجاربهن في إسعاد أزواجهن. وقد تبرع بعضهن بوضع وصايا متنوّعة لكل موقف في حياة الرجل وطالبن النساء باتباع تلك التعليمات بكل دقّة، وحذرن من مغبّة الإهمال أو الخطأ في التنفيذ.

وقد تبادر إلى ذهني أن تلك الوصايا ستكون «نسويّة» تعزز من قيمة المرأة وتهتم باسقلاليتها وحقها في مشاركة الرجل السعادة؛ وخشيت لأول وهلة أن تكون بعض الوصايا متطرفة ضد الرجل من نوع «الحياة قصيرة جدًا، فتطلّقي اليوم»، أو «لاحاجة لنا بالرجل أبدًا»، أو«الأسرة لعنة عليكِ فتخلصي منها». ولكن الواقع كان بخلاف ذلك تمامًا؛ فقد أعطت تلك الوصايا الرجل أهمية كبرى باعتباره السيّد المطاع الذي يملك مزاجًا ورغبة وعقلا وعاطفة بل وكيانًا مختلفًا ويجب على الزوجة أن تراعي ذلك بكل دقّة، وأن توظّف ذكاءها وقدراتها ومهاراتها لتوفير السعادة وجلب الرضا إلى هذا الزوج العظيم حتى لو دمّرت نفسها في سبيل ذلك.

وبسبب إعجابي الشديد بتلك الوصايا الذهبيّة أحببت أن يشاركني فيها القراء الكرام للتعرف على العناصر المهمّة التي تُفهم من خلالها السعادة الزوجية لدى نسائنا. ومن أبرز الوصايا -عزيزي القارىء- وصية «استقبال الزوج في المنزل»؛ وهي وصية تركز على ضرورة مراعاة حالة الزوج وهو قادم للمنزل لأن لكل حالة مزاجية تعاملا خاصًا؛ فمثلا إن كان الزوج مرهقًا فيجب على الزوجة أن تصحبه وهي واضعة يدها على ظهره لإشعاره بالدعم لكون الظهر يرمز للسند والقوّة؛ وإن كان غاضبًا فلتتركه حتى يجلس ثم تمرر يدها على عينيه وتحاول بهدوء إغماضهما؛ وهذه طريقة مجربة تجعل الزوج الذي كان يهدر غضبًا يتحوّل بقدرة قادر إلى شخص وديع أليف. أما إن كان يشعر بالمهانة، فعلى الزوجة أن تأتي إليه على غفلة ثم تمرر إصبعها على أنفه عدة مرات لكي يشعر بالشموخ والأنفة لكون الأنف يرمز للرفعة والعلياء، وبذلك يستعيد كرامته المفقودة خارج المنزل.

وهناك وصايا أخرى بعنوان «ابدئي يومك بسعادة»؛ تنطلق فيها الوصية من معلومة مفادها أن اليوم يكون سعيدًا إذا اتبعت فيها عدة خطوات أهمها أن تستيقظ الزوجة قبل الزوج وهو لايزال غافيًا في فراشه وتكون قد جهّزت قارورة عطر فوّاح بجوارها. وتبدأ عملية الإسعاد هذه بالاقتراب من أذن الزوج لكي تناديه قائلة له: «صباح الخير» بصوت منخفض ثم يأخذ الصوت في الارتفاع مع تنويع العبارة فتقول مرة: «يسعد صباحك» وأخرى «ياسعادتي»، أو «ياصباح النور» أو «صحصح ياقميل» وهكذا. ويجب عليها أن تكون ماهرة بحيث ترشّ العطر على أنفه قبل أن يفتح عينيه. وهذه عملية مفيدة ومجربة لأن الزوج يكون قد تأثرت لديه حاسة السمع ثم حاسة الشم قبل حاسة النظر، لأن النظر حسب الوصفة يتأثر بالشم والسمع. وبهذا سيبدأ اليوم وهو يتلالأ سعادة وتألقًا. وتحذر الوصية من التأخر في رش العطر، فلو فتح الزوج عينيه قبل ذلك لتدمّرت العملية من أساسها ولربما ينقلب اليوم تعاسة وخرابًا لا يمكن إصلاحه.

وتعقّب إحدى المشاركات في الموقع على هذه الوصية بأنها فعلا وصية ثمينة، ثم تذكر تجربتها بأنها قد تزوجت رجلا قالت إنه يعاني من ثقل النوم وأنها استعانت بهذه الوصية القيّمة في إيقاظه فانحلّت لها المشكلة. وعادت للتعليق ثانية منكرة أن زوجها «يعاني» من ثقل النوم لأن الرجل لايعاني وأكّدت على أنه معروف بثقل النوم. ويبدو أنها أخطأت في التعبير بسبب انشغالها بالتفكير في إسعاد زوجها أثناء كتابتها للرد.

وتؤكد وصايا أخرى على ضرورة أن يكون الكلام الصادر من الزوجة مختصرًا مراعاة لظروف الزوج الذهنية والنفسية وأن يقتصر على عبارات الطاعة، وقد وُضع مسرد بعدد من العبارات المجربة التي تُنصح الزوجة بالأخذ بها، ومن ذلك: «سم» و«أبشر» بدلا من «إيوه»، و«أمرك» بدلا من «طيب»، و«يالبّيه» بدلا من «أيش»، و«حاضر» و«تمّ» بدلا من «خلاص»، و«هلا» بدلا من «هه». ويستمر المسرد اللغوي في عرض عبارات لها أفضلية منها عبارات تستخدم للشكر وأخرى للطلب. وتُربط تلك العبارات بسلوك يحدد طريقة الوقوف أمام الزوج ومتى تصلح الابتسامة أو الضحكة ومتى يجب على الزوجة أن تُظهر الجديّة أو المرح.

كل تلك الخطوات ترد بدقّة متناهية وكأنها خطة بحث دراسات عليا؛ ويبدو أن الروح الأكاديمية لصاحبات هذه الخلطة قد لعبت دورًا مهمًا في وضع هذه الوصايا وصياغتها. علاوة على الذكاء المفرط لديهن في تقصّي مزاج الرجل وتقديم الفرضيات النظرية للحلول المقترحة لإسعاده.

ولعل أبرز ملاحظة تسعد الرجال في هذه الوصايا هو أنها تجعل الزوج وحده ممثلا للحياة الزوجية، وسعادته وحده تكفي؛ أما الزوجة فيجب أن تستمطر السعادة من ذاتها حينما تشعر بأنها قامت بتنفيذ خطوات عمليّة الإسعاد دون خطأ.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى