الجمعة ١١ نيسان (أبريل) ٢٠٠٨
بقلم ميسون جمال مصطفى

اليوم عادوا إلى باردهم

اليوم كانت اللحظات الأخيرة لنازحي نهر البارد في المدراس والجوامع، نظرات فرحة وعيون متوهجة ترافقها حركات الأطفال التي اشتاقت للمخيم... عشرة شهور كانت كافية لتولد داخلهم الحنين لأماكن لعبوا فيها، ولحارات تحمل اسماء قراهم في فلسطين.

اليوم تأملت كل العيون وتحدثت معها، كانت تطيرا فرحا وتحلق خلف اسوار الانتصار...

اقتربت من امرأة نازحة في مدرسة نهر الأردن، كنت قد تعرفت إليها خلال الأزمة، كانت فرحة وحزينة في آن معا، سلمت عليها فضمتني لصدرها وبكينا... لم أعرف ما سرّ هذا البكاء، هل هو حزن لأنني سأفارقها، أم هي دموع الفرح لعودتها إلى المخيم البارد....؟!

لحظات معدودات ويصبح الحلم حقيقة، والوعد صدقا....حافلات تنقلهم ولكن بمشاعر جديدة وبمستقبل جديد.... وصلوا إلى مخيمهم.... ما أصعب اللقاء بعد طول انتظار... يا طولها الأيام كيف تفرقهم عن بعض!!!!

هتافات فرحة وأطفال كانت تهتف سابقا" ما بدنا خبز ولا زيت بدنا نرجع على البيت"، تحققت وأصبحت الهتافات حقيقة ليغنوا ورجعنا للبارد.

الكبار كما الصغار يغنون ولكن بعيون تستطلع المكان فرحا، اليوم لن ترى الدموع ولا النظرات التائهة.... لأن كل من تاه وجد ضالته في المجمع 774 من الجهة الجنوبية للمخيم.

يجمع الأهالي أن فرحتهم بالعودة إلى مخيمهم لا يماثلها فرحة إلا العودة إلى فلسطين.

عادوا.... متلهفين والأجمل منها عودتهم إلى الوطن الغالي بعد طول سنين.

الشهر القادم ... سيجمع نكبة فلسطين الستين والسنة الأولى لمأساة البارد، يتمنى الجميع أن يكون آيار شهر العودة لا اللجوء.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى