الاثنين ١٩ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٩
بقلم محمد محمد علي جنيدي

الْبَحْثُ عَنْ حَوَّاءِ

هَائِمَاتٌ في إيَابِه
حَالِمَاتٌ ضَاحِكَاتٌ في رِكَابِه
رَاقِصَاتٌ كَالْغُصُونِ في رِحَابِه
رَائِعَاتُ الْحُسْنِ لَكِنْ!!
أيْنَ فِيهِنَّ الرَّحِيقُ؟!
أيْنَ فِيهِنَّ الْعَبِيرُ؟!
صِرْن كَالْبَدْرِ الْغَرِيقِ
في سَحَاباتِ الْفِكَرْ!
لا تَقُلْنَ يَا نِسَاءَ الْكَوْنِ عَنِّي
إنَّنِي أُبْدِي الْعَدَاوَة
ثُمَّ جُدْنَ بِالْجَوَابِ في صَرَاحَة..
هَلْ تَرَكْتي الْأَرْضَ يَا حَوْاءُ ؟!
حَتَّى تَنْزَوِي مِنْهَا السَّعَادَة!!
مَا بَصَرْتِ أوْ سَمِعْتِ أوْ عَلِمْتِ
أَيَّ شَيءٍ عَنْ زُهُورٍ مُسْتَبَاحَة؟!
عَنْ كِلابٍ
في الدُّروبِ يَبْحَثُونَ عَنْ وَضَاعَة!
عَنْ نُبُوَّاتٍ خُرَافَة!
كُلُّ شَيءٍٍ قَدْ رَأَوْهُ صَار مِنْ أَهْلِ الْكَرَامَة!!
تِلْكَ أجْيَالُ الْحَمَاقَة
أُمَّ مُوسَى.. مَا رَحَلْتِ!
أُخْتَ هَارُونَ سَتَبْقَى
بَيْنَ أيْدِيكِ السَّلامَة
أنْتِ يَا حَوَّاءُ.. دَوْماً
فِيكِ سِرُّ كُلِّ شَيءٍ
لَا تَكُونِي عَقْلَ آدمْ
لَا تَعِيشِي عَيْشَ آدمْ
لَا تَمُوتِي مَوْتَ آدمْ
لا تَذُوبِي في ثِيَابِه
إنَّ آدَمْ ....
لَمْ تَزَلْ حَتَّى النِّهَايَة
بَيْنَ أيْدِيه سِهَامُه!
لَمْ تَزَلْ أحْلامُهُ هَذِي الْوِلايَة!
ما يَزَالُ رَاكِضاً خَلْفَ الزَّعَامَة!
قَدْ رَأى أنَّ الْبَقَاءَ في زِنَادِه!
قَدْ يُزِيلُ كُلَّ شَيءٍ في حَمَاقَاتِ الْفَخَامَة!!
أمَّنَا حَوَّاءُ.. يَا مَهْدَ الْحَنَانِ
أمَّنَا حَوَّاءُ يَا كُلَّ الْحَيَاةِ
مَزِّقِي هَذِي الْعَبَاءَة
ثُمَّ قُومِي رَوِّضِينا
وانْقِذِي وَحْشَاً تَنَاهَى في عِنَادِه
احْمِنا مِنْ يَأْسِنا قَبْل الإبَادَة
يَا أرَقَّ الْخَلْقِ قُومِي
وَاحْمِلِي غُصْنَ السَّلامِ
واشْعِلِي شَمْسَ الْهِدَايَة
وانْثُرِي هَذَا الرَّحِيقَ
في الفَضَا مِلءَ سَمَائِه
عَلِّمِينَا الْحُبَّ أنْ نَشْدُو سَلامَه
عَلِّمِينَا إنَّنَا دَوْماً صِغَارُه
لا تَخَافِي أوْ يَنَالُ الْيَأسُ مِنْكِ
تَسْتَطِيعِين ..
أنْ تُعِيدِي الْخَيْرَ فِينَا في جَمَالِه
تَسْتَطِيعِين ..
أنْ تَرُدِّي الشَّرَّ عَنَّا في إنَابَة
أمَّنَا حَوَّاءُ.. يا حُبَّ الإلَهِ
إنْ رَحِمْتِ فانْقِذِينَا
مَا يَزَالُ الشِّبْلُ يَلْهُو في عِثَارِه!
مَا يَزَالُ الْلَيْثُ يَسْعَى في دَمَارِه!!

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى