الخميس ٢٨ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٠
بقلم أفراح الكبيسي

امنية صعبة

تمنيتُ أنْ أصبحَ شيئاً آخرَ..
غير أبن آدم
صخرةٌ مثلاً..
لا أحسُ بشيءٍ..
واقفُ مكاني دونما هدفْ..
راعني أنّ المارةَ يتوقفون للجلوسِ عندي..
لم أحببْ أبداً أنْ أصبحَ محطةَ استراحة
تخيلتُ نفسي أصبحُ بحراً..
ممتداً يتلألأُ تحت قرصِ الشمس..
وتحومُ حوله النوارسْ..
لكنّ فكرةَ السفرِ لم تستهوني..
والأعاصيرُ أعادتني إلى نفسِ الواقع
ربما قد أصبحُ سماءً..
صافيةً.. دافئةً..
قريبةً.. بعيدةً..
واسعةً.. زاهية..
لكنّ تقلّبَ الفصولِ ليس من شيمي..
وأودُ لو أكون أكثرَ ثباتا
تخيلتُ أني أصبحتُ شجرة..
لكني بالفعلِ شجرة..
أعطي الثمارَ بلا انتظارٍ للشكر..
وأتجردُ من أوراقي كلّ خريف..
أُظِلُّ كلّ الحيارى..
وتضربني الشمسُ بكل قسوتها..
جذري ممتدٌ نحو أعماقِ العواطفْ..
وقمتي عالية وتنمو بالماءِ والكتبْ..
أغصاني متدليةٌ من الحزنْ
ماذا لو صرتُ زهرة..
عطرها يملأُ المكانَ..
وألوانها تُبهجُ القلوبْ..
لكني سرعانَ ما سأذوي..
او طيراً..
أملأُ بالزقزقةِ أشجارَ الحي..
لكني سأكونُ فريسةً لكلّ ذي مخلبْ
تمنيتُ أنْ أكونَ أيّ شيء آخر..
أيّ شيء حولي..
غيرَ ابن ادم..
ما أصعبَ أن أكونَ بشراً

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى