الأربعاء ١٤ نيسان (أبريل) ٢٠٢١
بقلم سلوى أبو مدين

اوبريت القلق

استيقظت باكرا بدأت أرتب نفسي استعدادا للخروج ، مرت الساعتين كالبرق ، ركبت السيارة التي اخترقت بنا الطريق الفسيح ؛ وصلت إلى منزل أختي باكرا .
وسرنا حيث البنك ، دخلنا حيث الباب الزجاجي المتحرك ، كانت الصالة الباردة جلت بنظري لعلي احظى بمقعدين ، حينها وجدنا مكان ضيق أشبه بعلبة الكبريت جلسنا وأخذنا ننتظر .
كانت أختي تقضي وقتها تتصفح هاتفها النقال وتارة ترسل ابتسامة ، قضينا الوقت ونحن نتجاذب أطراف الحديث الهادئ .
لحظات وإذ بزوجة أبي تدخل من الباب الزجاجي تمشي بتؤدة تمسك بها سيدة ؛
حين رأيتها شعرت توقف الزمن ؛ اقتربت منا وألقت التحية مدت يديها لتصافحني شعرت كمدية امتدت إليّ .
ثم سألت عن حالنا ردت أختي بكلمات مقتضبة ، جلستْ بجانبنا تنتظر وتتأمل
وسرعان ما أحضرت إليها السيدة التي معها كرسيّ .

هناك أرق يجلس على مقاعد خالية ، كان الوقت مراً وعقارب الزمن لا تتحرك حتى الهواء شعرت أنه توقف ، كل شيء أصبح قاتماً !
وأنا بين ذاك السبح الطويل أيقظني صوت الموظف وهو ينادي على اسم زوجة أبي سرعان ما أمسكت بها السيدة التي برفقتها توجهتا حيث نافذة زجاجية صغيرة يقف خلفها موظف .

بلحظات واذ بها تعود وتجلس بجانبنا كانت تنظر إلى أختي مليا .
أصوات تتعالى ، موظف البنك ينادي عليّ اتجهتُ نحو النافذة ، استدرت خلفي فإذا بزوجة أبي تتحدق بي أنهيت الحديث مع الموظف وعدت مكاني على صخرة الوقت .

مرت الساعة كأنها يوم ، الموظف ينادي مرة أخرى على السيدة خديجة ، مشت مسرعة على غير العادة وقفتْ جانبا ، أمسك بيده بضع أوراق كان يختمها بخفة ، ثم طرح عليها عدة أسئلة ؟ القلق يبدو على ملامحها !
حين همت بالمغادرة اقتربت مني مدت يدها لمصافحتي انتابتني رعدة سرت في أعضائي أيقظتني من سباتي .

ذاكرتي مدينة مليئة بالصور المغبّرة حاولت نفضها لكني فشلت ، الألم صندوق مغلق في طفولتي ، التعاسة طالت عظامي ؛ بداخلي قلعة مُعتمة .، حين كانت في أوج قوتها وعنفوانها حين مارست قسوتها ضدي وأقصتني من العيش في بيت أبي .

مضيتُ مثقلة الخطى اتجهت نحو سيارتي بنبض متضارب كمن قضى وقته في حلبة يركض ، أو كورقة خريف انهمرت ، ، كانت محاولة لأسقط كل ما مر في تلك اللحظة .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى