الاثنين ٩ آذار (مارس) ٢٠٠٩
بقلم مسلم محاميد

باقةٌ وقطار

(1)
 
أوَباقةٌ
مِنْ وردِ هذا الرّوضِ
تُهدى .. لاقتحامٍ للحياةِ
فلوعةً ..
تُهدى الزُّهور وعنوةً
قُبِلَتْ زهورُكَ
قُبِّلَتْ وَتُقُبِّلَتْ وتَقلّبَتْ
في العينِ قُبلةَ عاشقٍ ..
قُبَلَ الحياةِ تحوّلتْ، قِبَلَ الحياةَ
وأقبلَتْ..
وتموّجاً تغدو الزهورُ
بلونها وتقابلُ التّاريخَ
يوماً دونَ قلبٍ
في انكسارْ
 
(2)
 
اليوم عادتْ زهرةٌ
قنديلُها الحلُمُ الململمُ ضَوْءَهُ
من بينِ أشلاء الحياةِ، وبوحُها
عزفٌ لنايٍ قادمٌ من وعيها
في قِبلتينِ وقُبلةٍ
عندَ الجدارْ
 
(3)
 
اليومَ عيدُكِ واستريحي
في الضلوعِ تشوّقَتْ
عبثَ الهوى في بوحها
فبعينك السوداءِ
ألفُ قضيّةٍ، مليون غزّةَ
في العيونِ سيستفيقُ الحبُّ
في خفقاتها قلباً
سيكسره الحصارْ
 
(4)
 
لا تستريحي
في العيونِ
أوِ استريحي
بلْ أريحي مَنْ غدا
للّونِ لونَ اللّونِ بَعْدَكِ ساكناً
عينيكِ يسرحُ فيهما
في ألف ألف حضارةٍ
في ألفِ ألفِ قضيّةٍ
في ألفِ ألفِ عروبةٍ
أرنو الخيامَ
أرى الحدائق
والقصورَ وحقبةً
لا تنتهي في العينِ
تُنْبَتُ ألف ألفِ شجيرة
فيها تكوّنُ للحياةِ ملامحٌ
والخيُلُ فيها تستعيدُ رباطَها
دونَ انتظارْ
 
(5)
 
يا شهدَ قُبلةِ عاشقٍ
سكبَ الدماءَ فِداءها
وغدا بها البطلَ المعانقَ جرحَها
وشدا العيونَ.. سهولها.. وجبالها
وغدا لها منها ومِن كلِّ الرياضِ
شجيرةً
حملتْ ثمار الحبِّ أورقَ ظلُّها
متحدّياً شمسَ النّهارْ
 
(6)
 
أوباقةٌ تُهدى وتقْبَلُ في الهوى؟!
هي باقةُ الدمعِ المكدّسِ
في الدروبْ
هي باقة الدمِ غادر الإيراقَ ما
بينَ القلوبْ
هي قبلةٌ دمويّةٌ لو
طالَ فيها للشفاهِ عناقُها
فدمٌ سيذوي والشفاهُ..
إلى الشّحوبْ
رغمَ احمرارٍ للشّفقْ
رغم اشتعالٍ للغروبْ
لكنها
باقاتُ عمرينا..
ستعصف بالحياةِ وتعصفُ
الساعاتُ فيها مرّةً
وتُداسُ قسراً، لوعةً
سيمرُّ حتماً من هنا
من فوقها
من فوقنا
سيمرُّ يمحو خطوَها
وخُطىً لنا
 
خطوُ القطارْ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى