الأربعاء ٢٣ حزيران (يونيو) ٢٠٢١
بقلم حسن عبادي

بالريشة والقلم.. نخط الأمل

شاركت يوم السبت 19/6/2021 في فعاليّة ثقافيّة مغايرة؛ معرض للفن التشكيلي وأمسية شعريّة في قاعة المركز الثقافي لجمعيّة المركز الاجتماعي الخيريّة(صبّانة كنعان سابقًا) في نابلس، نظمها منتدى المنارة للثقافة والإبداع تذكيراً بالنكسة التي تصادف هذا العام ذكراها الرابعة والخمسين، بمشاركة منتدى الفنانين الأحرار (الناصرة) ومركز أوتار والمركز الثقافي للذاكرة والرواية الفلسطينية (نابلس).

كتب الصديق فراس حجّ محمد: "قد شارك في المعرض الفني أربعون فنانا فلسطينيا ما بين فنان محترف، ومن الهواة الذين قدموا من مدن وبلدات وقرى فلسطين، عارضين لوحاتهم الفنية التي تعددت مضامينها التي جسدت معاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال والمعاناة اليومية، وكانت القدس حاضرة جنبا إلى جنب مع الإنسان الفلسطيني فلاحا وثائراً وعناصر الحياة اليومية الفلسطينية، وأبرزت اللوحات أيضا جانبا من معاناة الأطفال الفلسطينيين الذي ذهبوا ضحية الاعتداءات المتكررة على غزة وعلى مدن فلسطين كافة. وشملت تلك اللوحات الإشارة إلى مراحل فلسطين عبر التاريخ، ومناطقها الجغرافية المتعددة والزي الفلسطيني والأسرة الفلسطينية وموسم الحصاد، والأدب الفلسطيني".

كما تعددت التقنيات التي نفذت فيها هذه اللوحات ما بين الرسم بالألوان الزيتية والمائية والرسم بالرمل والأكريلك، واستخدام تقنية السكب بالمعدن، وعكست تلك اللوحات اتجاهات فنية متعددة ما بين الواقعية والرمزية والسريالية.

وخلال فترة العرض المسائية وفي أروقة القاعة حيث اللوحات الفنية عقدت أمسية شعرية لمجموعة من الشعراء، وهم: فراس حج محمد وعبلة تايه، وكامل ياسين ومفلح أسعد، وقد تمحورت قصائدهم حول الهمّ السياسي والوطني والحرب الأخيرة على غزة.

مداخلتي في الفعاليّة:

"بدايةً اسمحوا لي أن أشكر القيّمين على هذا اللقاء المميّز الذي نجح أن يجمع الريشة والقلم ليخطّوا معًا أملًا بمستقبل أجمل، وأخص بالذكر العزيزة د. لينا ومنتدى المنارة للثقافة والإبداع ود. عدنان وجمعيّة المركز الاجتماعي الخيريّة، وهذا ليس التعاون الأول بينهم ولن يكون الأخير في خدمة الثقافة على أنواعها، فاللقاء السابق كان تكريمًا لأسرى يكتبون وأقلامهم الحرّة واليوم للشعر والفن التشكيلي، والقادم سيكون حتمًا مع نضال الخطيب ومسرح الطنطورة، وطبعًا العزيز فراس حج محمّد، متعدّد المواهب وسادن الثقافة الفلسطينيّة.

مثل هذا اليوم قبل ثلاثة أعوام شاركت حفل افتتاح المعرض الاستعاديّ الأوّل للعزيز الراحل الفنان سمير سلامة في غاليري "وان" في رام الله، ولم يكن معرضًا عاديًّا كباقي المعارض، بل كان عرضًا لنكبة شعبنا المستمرّة منذ اللجوء والمنفى القسري إثر النكبة. حيث غادر سمير مدينته صفد عندما كان في الرابعة من عمره، عام 1948 مع أفراد عائلته تحت تهديد الترحيل القسريّ في زمن النكبة. نجح سمير في انتزاع حقّه المدنيّ بتثبيت مسقط رأسه على الورق الرسميّ الذي يثبت شخصيّته حين أصرّ على كتابة صفد الفلسطينيّة فوق جواز سفره الفرنسيّ، بعد أن لجأ للقضاء، ليحظى بالهويّة الحقيقيّة لمدينته في ورقة رسمية أجنبيّة يتيمة كشفت حجم التنكّر لفلسطينه.

وها نحن نشهد اليوم عناق أخوة من جناحيّ الوطن السليب، لأنّ على هذه الأرض من يسحق الحياة... ومن يستحقّها، نشهد عناق الكلمة الحرّة شعرًا مع الريشة الحرّة لجميل عمريّة ورفاقه الأحرار، عناق الكلّ الفلسطيني.

شاهدت سابقًا أعمال الكثير من الفنانين المشاركين ولكن حين تُعرض في نابلس، في هذا الصرح الثقافي، يصير لها مذاق آخر.

صدق من قال: "أعطني فنًّا أعطيك شعبًا". فارسموا حكايتنا بأقلامكم وريشاتكم. لأنّنا شعب يستحق الحياة!"

صالة العرض


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى