الاثنين ٤ آب (أغسطس) ٢٠٠٣
بقلم سليمان نزال

برتقالة في دمي


أنا لا أعرفُ شيئاً

لا أعرفُ شيئاً

سوى أن أكتبَ عن النصرِ و الشهداء

و أحزاني و زيتونكْ..

فانظري كم برتقالة في دمي

أضاءت توقي و أغصانَ نبضي

لوقفةٍ مع عيونكْ..

لجلسةِ عندَ الغدير

لهمسةِ القمحِ الوفير

لموجةِ الدفءِ الكبير

في حضن ليمونكْ...

أنا لا أكلمُ هذه الدنيا

إن لم تكنْ لأضلاعكِ مطيعة

وفية لسنديانك

زهرة في بستانكْ..

سأعرفها..تمشي

حين تريدينَ, خلفَ جرحكِ و النشيدْ..

و تسيرُ عندما تشائينَ, أمامكِ و الحشودْ

أنا لا أطلبُ شيئاً

من هذي الحياة

إن لم تهبها يدُ بهائكِ

حياتها و تكسر لها القيودْ..

إن لم تردد مع صقورك

ملحمة الفداء..

نجومها و اسمها و سيرة الشهيدْ..

فتصير تودع مناديلُ الزهورِِ

آلامي و مأساتي..

و تجفف همَّها الشريدْ

و أنا أدافعُ عن حصونكْ

و أنا لا أعترفُ بالذكرياتِ

بلا أرضٍ و قرى أنهار و وجدانْ

و وصية جدي و نبع انتظاراتٍ

و فجر علاقاتٍ ..و بستانْ..

أتمردُ عليها ,أقاومُ ليلها

أمطرهُ بالتوهجِ و العصيانْ

فأنتِ ميناء وقتي

و ساحل كبريائي

و جذوة انتسابي والمكان..

فجميع ذكرياتي

في حقولِ جبينكِ

و على ثرى الأمنيات

بينَ سواحلكِ و جفونكْ..

أنا لا أعترفُ بالجهاتِ

إن لم تلتفتْ لفجركِ

بوصلة و اعتراف..

إن لم تر فكرتي

تنسج لحلمي الآتي

ثوبَ زفاف....

أنا لا أعترفُ باللغات

أراها عشباً يابساً

بلا ضفاف..

إن لم تستظل بقاموس ضيائك

و تنشد عودتي لشموسكْ..

أنا أعرفُ يا بلادي

كيف تجلس أيامي

في ظلالِ حنينكْ

فأرى الشروقَ يشير إليكِ

بأقمارٍ تولدُ من جبينكْ

فتلمسينَ سنوات اللوز

في انتمائي

و يسفرُ عن وردٍ أنينكْ

و تسفرُ عن نصرٍ "جِِنينك"

أنا لا أعرفُ شيئاً

لا أعرفُ شيئاً يا بلادي

سوى أن أحبكِ و أصونكْ

و أحبكِ و أصونك..

و أحبك و أصونكْ..


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى