الجمعة ٢٣ حزيران (يونيو) ٢٠٠٦
بقلم
بستاننا يا هند بات متاهةً
يَوْمي لـه ليـلانِ ... أين نَهـاري؟أتكـون شـمسي دونمــا أنـوارِ؟أَبْحَرتُ في جَسَدِ الفصـولِ مهاجـراًطـاوي الحقـولِ وليس من أنصـارِزادي يراعي والمـدادُ ... وصهوتيخـوفي ... وظبيـةُ هودجي أفكاريأَبـْدَلـْتُ بالظـلِّ الهجيـرَ .. لأننيقـد كنـتُ في داري غريـبَ الدارِمـرَّ الربيـعُ أمـامَ نخـلي شـامتاًلمّـا رأى جيـدي بـدونِ نضــارِتَعـِبَتْ من الصمـتِ المـُذِلِّ ربابتيوَتَيَبَّسـتْ – كأضـالعي – أوتـاريومشـى بتابـوتِ المَسَـرَّةِ والمـنىليــلُ الظنـونِ مُشَيِّعـاً أقمـاريلا الخِـلُّ أَنـْزَلَـني حـدائـقَ دارِهِيومـاً ... ولا زار الخليـلُ ديـاريأنـا مَنْ أكونُ أنـا؟ أَضَعْتُ ملامحيوأضـاعني بـِدْءَ المسيرِ مسـاريأَنْقـَذْتِني مني ... فكيـف خَـذَلْتِنيوَغَضَضْتِ طرفَ السمع عن قيثاري؟فيم اعتـذارُكِ بعد هَدْرِ مشـاعري؟ما نفـعُ أشرعتي بـدونِ صواري؟جَفَّتْ بحيراتُ الصداحِ ... وأَصْحَرَتْأفـيـاءُ مـائـدتـي مـن الُسمّـارِإنْ شِئتِ صفحـاً فاحرقي كتبَ الهوىوخـذي لمقـبرةِ المـنى أسـراريالنــارُ جـائعـةٌ فهـل أَطْعَمْتِهـاشَـجَني الـذي أوْدَعْتُـهُ أشعـاري؟فيمَ اعتـذارُكِ مـن رمـادِ حرائقي؟لم يُبـْقِ فـأسُ الشـكِّ من أشجاريلـو أنـه يُحيي القتيـلَ عَـذَرْتـُهُقـوسٌ أصـابَ بِسَهْـمِهِ أطيـاريأَدْمَيـْتِ أغصـاني ... فلا تتأخريعـن ذبـحِ ما أَبْقَيْتِ مـن أزهاريلسـتُ الأسيفَ وإنْ فُجِعْتُ بمطمحيأنـا مـؤمـنٌ بمنـاجـلِ الأقـدارِبالـدهرِ يَبْخَـلُ بالحبابِ على ثرىًضـامٍ يمصُّ سـرابَ وهـجِ النـارِولقـد يجـودُ علـى بـَرودٍ نَبْعُـهُبـالنـهرِ واليـنبـوعِ والأمطــارِأنـا ضـائعٌ – مثلَ العراقِ – فَفَتِّشيعني بروضِـكِ لا بليـلِ صحـاريأنسـاكِ ؟ لا واللهِ ... تلك مصـيبتيإنَّ الوفـاءَ – وإنْ خُـذِلْتُ – مداريأَدَّيْـتُ في الحـبِ اليمينَ وليس منخُلُقي الجنـوحُ عـن الهـدى لِشَنارِفـاذا نكثـْت العـهدَ عَيَّرَني غـداَيومَ الحسـابِ لـدى العظيمِ يساريوإنْ اسْتَجَـرْتُ من الظـلامةِ عابنيشَرَفي وصخـرُ رجولتي ووقـاريأنـا لسـتُ أَوَّلَ حـالمٍ نكثـَتْ بـهأحـلامُـهُ فأفـاقَ بعــد عثــارِما كنتُ بالصَبِّ الجزوعِ .. ولم تكنْبيـن الحصـونِ وطيئـةً أسـواريلكنـه حُكْمُ الهـوى ... أرضى بـهِقَسْـراً عليَّ ... فلسـتُ بالمـختـارِحظي كدجـلةَ والفـراتِ نَـداهُمـادمـعٌ ... ولحنُهمـا صـراخُ: حَذارِوكحـظِّ بستـان " السَمـاوةِ " نَخْلُهُكَـرَبٌ وسعـفٌ دونـمـا أثمـارِوكخبزِهـا : بـدمٍ يـُدافُ طحينُـهُفَرْطَ الأسى .... وكـأهلِهـا الأبرارِوأنـا كمئذنةِ " الجديـدةِ " ما انْحَنَتْيومـاً ... ولا تَعِبـَتْ من الأذكـارِوتعـدَّدَتْ يا هنـدُ في وطـنِ الهوىسُبـُل الـردى بتـعـددِ التـجـارِوَطَـنٌ على سَعَـةِ السمـاءِ رغيفُهُلـكنـه حـكـرٌ علـى الأشـرارِبُستـاننا يـا هنــدُ بـاتَ متـاهةًتختـال فيـه كواسـرٌ وضـواريسوقٌ .. على مَنْ باع لا مَنْ يشتريدفـعُ النقـودِ إلى الدخيـلِ الشاريوَدَّعْتـُهُ وأَتَيـْتُ حقـلَكِ لائـــذاَطمعــاً بِظِـلٍّ لا بِتِبـْرِ ذِمــارِأَوْصَـدْتِ دوني واحـةً أسرى لهاقلـبٌ مطـامحُـهُ شميـمُ عَـرارِأبكاكِ نزفي يا هنيــدةُ ؟ فـاعلميهـذي الجـراحُ بدايـةُ المشـوارِالحزنُ أوفى الاصدقاءِ ... فلم يَغِبْعني فكـان مُلاصقـي كـإزاريأُولاءِ أهلي : " عروةٌ " و " مُعَمَّرٌ "و " الحميريُّ " و " شـارد الأفكارِ "قـومٌ ولا كعفـافِهِم .... لكنـهـمخُلِقـوا لعيشِ فجيـعـةِِ وخَسـارِ