الجمعة ٤ آذار (مارس) ٢٠١٦
بقلم محمد علّوش

بعض نزيف


تعرفني ربابة الليل
في مقاهي المدن وعلى أرصفة اليتامى
فأنا سيّد الحزن
منشد الآهات تبكيني المنافي
أنا آخر العاشقين
أنا آخر الحالمين
يسطو عليّ جنون الموت
يباغتني شبح النهايات.

2
كانت متلهفةً تلك الحديقة
تعدت أعناق أشجارها السياج
تخطت وهم الحدود
علمتني كيف تثرثر الأزهار
كيف تتجلى في زيزفون الذاكرة خيول الجبال
كيف تتسلل إلى دهشة الينابيع صبايا القمر
وتمد ضفائرها الصنوبرة
تتحلل من سلالم الوجع
ومن أحذية الغياب.

3
يا زهرة الروح
يا نسمة الغيم المسافر
تعبق بالأريج
تسكنها فصول النّد
توقد أحلامها في زوبعة الأيام
لا تعريها الريح ولا عواء الضواري.

4
نلتقي في ليالي الشتاء
في نزيف السماء
في هشاشة الشعر
في هشيم الإلياذة
وفي طلوع الغيب
فهّلمي يا زهرة روحي ووجداني
علميني كيف تكون حياتي
كيف يكون مماتي
وكيف يكون إنعتاق القوافي .

5
بحثت في فضاء العمر عني
وجدتني حول نارٍ مطفئة
حول رمالٍ ساكنة
ألفظ أنفاس بوحي المؤجل
أستعين بها
عاجزاً لا أستطيع الوصول
الحرب من حولنا
والسلام على مشاجب التمني .

6
أقمار الغد
يبدءون النشيد الصباحيّ بالعتابا
يبارزون الجنود المدججين بالموت
يصارعون الحقد الأسود
يزرعون الأرض نرجساً وشقائق نعمان
تسيل الحناجر بالدم والهتاف
وترتد الخناجر للصدى
ودموع الأمهات تصير فراشاتٍ
تصير البلاد خيولاً
وتغني أقمار الغد لبهجة العيد
تصير قمصان التلاميذ أوسمةً
تصير المدرسة ميداناً للفوارس
فإذا ترجلت المدارس
تترجل المواويل
ويأتي التصعيد مزيداً من قافية الحجارة
مزيداً من المبارزة!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى