الثلاثاء ١٣ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٧
بقلم
بعيداً عن المساء
أحبُّهاوحبُّها الذي كنتُ أعرفُسرقني من منابر المسرَّةكلما استحضرتُ طيفهاأزداد حزنا ً وفقراوأدمعيتروي مواسمَ الحنطةِوأدمعيبين ينابيع الشجو مُرَّةفآهٍ يا وطنيكيف تركتنيأمتطي صهوة الشرِّوأنا لم أزل غمرا؟وآهٍ يا وطنيكيف تركتَ مستقبليكأمةٍ عند أدونيسَ وفرَّا؟.أحبُّهالكنَّ حبِّي لم يعد يعني الأبديَّةأحبُّهالكنَّ حبِّيبات سرَّا ًيخفى حتى عن عينيَّأحبُّهالكنني مذ فعلتُآخر مرَّةٍنُحرتْ – كما أذكرُ –تحت رجليها الوصيَّةفماذا أفعلْ؟وكيف أثملْمن حبِّها مرَّة ً أخرى؟أحبُّهالكنني اكتشفتُ في آخر لقاءٍأنَّ خمور الحبِّ التي شربتُكانتْ مُرَّة ، مُرَّة ، مُرَّة.طيفها يسكننييا ويلتيإنني اليوممثل الصليب بعد يسوعْكلُّ الناس تبكينيوتسقيني كؤوس الدموعْوكلُّ الكنس ِ تحيينيلكنني مجرَّد خشبٍيحترق فوق الشموعْيا ويلتيإني أضعتُ الرجوعْيوم فاز كبريائيوحطـَّم كيد النساء ِإني أضعتُ الرجوعْبين قِباب إميسَّاوعمائم الخنوعْ.أبكيكِلكني لا أعرف البكاءْفعندما كنا نصلـِّيحين يأتينا المساءْعندما كنا نغنيللعصافير الصغيرةكلما هبَّ الهواءْكان أهلييخرجون الدمع من مخبئهيخرجون الحزن من مخدعهكي ينادوا كربلاءْقبلهاكان جدِّي في الظهيرةيأخذنينحو أطراف السماءْكان يسقي الزهر ماءْكلما شبَّتْ شجيرةفوق إشعاع الضياءْكان يصحبُ الرجولةنحو ألعاب الطفولةكان يحكي للظهيرةعن ألاعيب المساءْولهذالم أكن يوما ً معهمقبل أن يأتي العشاءْولهذالم أتعلـَّم أبدا ًكيف يُبكينا المساءْأبكيكِ؟يا ويلتييا طفلتيإني أبدا ًلم أتعلـَّم البكاءْ.