الجمعة ٦ شباط (فبراير) ٢٠٠٩
بقلم زيان حسن

بلادي أتلفها الهوى

بداية منفصلة
يحب الناس أن يذهبوا إلي الطبيب
يشكون له عن آلامهم التي لا يشعر بها أحد
يدعون أنهم تعساء بمرضهم
رغم أني عندما أراهم لا يروق لي كلامهم الذي لا يفسر ما يشعرون به
وحبيبتي التي تدعي أنها لا تحب الورد
لأنه يذكرها دائماً بقصص أصدقائها التي انتهت بالفشل
أيضاً لا تحب الأنفلونزا
ولا البرد
لماذا إذا تطلبني علي هاتفها الخلوي؟
ولا تخشي العدوى من قصص الحب التي تنبعث خلال موجات التليفون المحمول
إنها تدعي أنني مغرم باللون الأسود
مغرم بالغموض
 
"ميان"!
أيتها البريئة الوحيدة في هذا الكون
وكلنا متهمون باقتراف الذنوب
لماذا لم تولدي بعد!
 
بدايةً لن احبك حتى تـأتيني بقلبي المصاب باليأس
أوتغني لي قصائد الرثاء الأخير
فأنا متعب
وأنتي تختارين لي أن أموت في مواعيد ثابتة
كي تمنحيني بعض البيتزا
ومواعيد لا اختارها لك
تقتلين الموت الذي أحبه
وتشاطرين السرطان متعته في إزالتي من قبري
 
ذات يوم قلت لحبيبتي " أحبك "
لم تلفت!!
قتلت كل الزهور التي تملأ المدافع والأفواه الملثمة
 
حبيبتي تمتلك بلادي
حبيبتي
بلادي؟
هل أتلفها الهوى؟!!
هل أنا مريض حتى لا أستطيع تدوين حركات السكون الكامنة في وجهك!!؟
كي اقترب منك
حاملاً سذاجتي الموروثة
وتمنحين الموت أسباباً لصداقتي
تغنين لي "من غير ليه يا حبيبي"
تضعين وجهي علي قدميه
يصارح الذباب الأزرق
يتخفى وراء شجر الصبار
وسعف النخيل
يقرأ سورة "يس" و"الفاتحة"
ويضع في يد النساء نقود الرحمة
أنت إذاً لا تنظرين إلي السماء
لا تغفرين للمطر قتله النمل
أوتشكرين له اخضرار الصبار
وأنا مريض بعد كرات الدم الحمراء
ومصاحبة "الفيسبوك" ومنتديات البعد عن الهوى
لماذا تدعي الفقر......
والاحتياج إلي طاولة مستطيله للتعبير عن أفكارنا الخبيثة
 
ذات يوم طلبت احتضانك كما تفعلين بملابسك
لم تستجيبي!!!
...... فأنا طريق لا يصلح للسير
لا يقوي جسده المصلوب علي احتمال الزلازل
ومجاراة الماء
قلبك المصاب بالسكتة
وشراييني المتجلطة
تحتاج إلي بركان هادئ
فتري يا وطني المغترب
هل لي في أريكة فوق صفصافتك البالية
تراني أودع في رحمك كل ما في جيوبي
كي تمنحني طفولتي التي سرقتها أنوثتك الطاغية
ووجهي الممتلئ بخطوطك التي ترسمها بخنجرك
تدع عند كل كرة دم حمراء وردة بالية
لا تقوي علي مضاجعتي
أنت وطن كاذب
كما وجدتك في رحمك
لا تقوي علي مجابهتي بحقيقة النساء
أنت............
هن...............
أنتم كما قالت جدتي
لا تنظرون إلا من وراء حجاب
تبت يدا قلبك وتب
لا يحملني
لا يضمني
متقاعد عن احتواء الأرق
واليوم عاد كما لا ينبغي
يدعي المرض
يثبت أن ساعاته الرقمية لا تعي معني الثواني المؤلمة
الحب فيه كما هو
مجهول غريب في أرض لا يتحدث فيها الشجر
بلادي كانت
بلادي كانت كما كانت
تتقوي بضعفي
تمنحني عصا كي تجدها في معاقبتي
أنا وأنتي
لا نحتمل الخديعة
نتقرب بالزهور ولا ندري معني موتها
العطر فيها ما دامت
العطر فيك غريب المذاق
وأنا
أنا
مشتاق
أموت في صدرك
وأنتي تبحثين عن ثمن القبر
هوصدرك الدافئ إن كان
فهلا تحلمين
أنت
وأنت
حجر لا يقوي علي الاقتراب
يمنح من حوله تهمة البعاد
لا تخجلي فالصعاليك دائما يكذبون
وأنا أمير الصعاليك
عاشق بدون قلب
بدون يدين تحملان الذهب
أردت الذهاب؟
اشربي من وجهك ما يخرج من فمي
ولا تتوسلين لفناجين القهوة
فأنا ميت
رغم سيجارتي التي لم تحترق
حبيبتي!
حبيبتي كي تقطعين طريق الموت
اسكبي أمامي كل ما تبقي من دمي
ضعي في صدري "مصحفك المذهب" وبعض الدفء المتوهج من صدرك
أنتي دائما تقفين وراء جداري الحاجز لآلامهم
تمحين ذاكرة الكبريت المحروق
كي أتمادي في اليأس
إنها أسطورتي التي آمنت بها
أفتخر بأنك "هيرو"
وأنا لست "سوبر مان"
دائما أود الرجوع للخلف
كي أنظر لوجهك لحظة الفراق
كنت رائعة كالشمس
تحرقين فَي كل ذكريات المرض
إذا لا نقوي علي التقدم
لا بد من السكون والتجمد عند انقطاع الطريق
لا حاجة لملابس مطرزة بالعرق
جسدك أبهي من كل الزهور الربيعية

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى