الخميس ٢٠ آذار (مارس) ٢٠٠٨
بقلم نمر سعدي

بلا كلمات

ذاتَ يومٍ سأكتبُ
ديوانَ شعرٍ بلا كلماتْ
أحاولُ فيهِ إجتراحَ المعاني
التي إحتبسَتْ في
غصون ِ دمائيَ منذ ُ سنينْ
وسأعشقُ من غير ِعاطفةٍ
وأعانقُ أحلاميَ الضائعة
بغيرِ يدينِ ومن غيرِ ثغرٍ
أقبلُّ وجه الضبابْ
 
وكالآخرينَ أعيشُ
بلا حاضرٍ
دونَ ماضٍ ومستقبلٍ
وبلا ذكرياتْ
مثلَ نقطة ماءٍ
ببحرِ اليبابْ
 
مثلَ أغنيةٍ عن حنينِ الترابْ
مثلَ ذرةِ رملٍ لحلمٍ
صغيرٍ وحيدٍ
ينامُ على ضفة ٍ شاسعة
في خيالِ الغدِ الحلوِ.
مثلَ بذورِ الزهورْ
ينامُ وعيناكِ ليلٌ
طويلٌ
خضيلٌ
ونورْ
 
ذاتَ يومٍ قريبٍ بعيدٍ
سأعشقُ هذي الحياة
بكلِّ غباوتها ....
كلِّ حكمتها اللاذعة
وستنكرني الأبجدية ُ يوماً
قبيلَ إنتباهِ الصباح ِ
ودونَ ثلاثينَ فضيةٍ
دونما لغةٍ مشتهاةٍ
تسمرُّني فوقَ هذا الرنين ِ
اللعين ِ
على شفقِ الأشتياقْ
 
ولستُ كما الآخرينَ .......
أيحيونَ مثلي على
هذهِ الأرض ِ؟؟؟!
هل يدخلونَ
وهل يخرجونَ
من الإنعتاق؟؟!
ويستسلمونَ لرفِّ السنونو
المهاجر ِ نحوَ الشمالْ؟
ويغتسلونَ بماءِ الهلالْ؟
وهل يبصرونَ بعينيَّ
ذاكَ الهجيرَ الربيعيَّ
يلفعُ روحَ الجبالْ؟
فيحبّونَ فيهِ تجلِّي الحياة
وهل يسمعونَ بأذنيَّ
في روعةِ الظهرِ
أو عندما يرسبُ الوقتُ
في قاعِ روحي عواءَ الجمالْ؟
وهل يسقطونَ على الأرض ِ
كالمطر ِ الحارِّ
في شهر ِ نيسانَ؟
هلْ يعشقونَ الحياة؟
مثلما أنا أعشقها
بعدما حوَّلتْ
كلماتي دخاناً شفيفاً
وأحلامَ قلبي هباءْ
 
آهِ سوفَ أصلِّي
لأجلي
وكفايَّ كالشمع ِ تشتعلان ِ
وعينايَ معقودتان ِ
بروح ِ السماءْ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى