الاثنين ٢٠ أيار (مايو) ٢٠١٣
بقلم مريم علي جبة

بنتين من مصر

هل يمكن أن تعيش الفتاة دون زواج؟ وما تبعات ذلك في حال لم تتزوج؟ هل تسلم نفسها لليأس والتشاؤم لتصاب بالاكتئاب وانتظار المجهول؟

أسئلة كثيرة طرحها الفيلم الجميل "بنتين من مصر" بطرحه لقضية تأخر الزواج عند الفتاة، ورغم جمالية الفيلم من خلال سرده للأحداث من بدايته لنهايته الرائعة إلا أن كل فتاة شاهدت هذا الفيلم وتمعنت بأحداثه ستجد نفسها أمام كابوس حقيقي..إذ أن "بنتين من مصر" لا يمثل بالضرورة حالة الفتاة المصرية وحسب بل يمكن أن يمثل حالة فتيات كثيرات"جداً" في العالم العربي تأخرن بالزواج وربما لم يتزوجن بعد..

لكن هل تصاب هؤلاء الفتيات بنفس الحالة التي أصيبت فيها بطلة الفيلم"حنان" التي جسدت دورها الفنانة "زينة"وابنة عمها "داليا" التي جسدت دورها الفنانة الأردنية الجميلة "صبا مبارك"..

لقد كان المخرج محمد أمين "قاس"جداً في سرد أحداث دور "حنان" التي تأثرت إلى حد كبير بمشكلتها وتاخر الزواج عندها لدرجة أنها تشعر بأنها فتاة غير جميلة وغير جذابة ولا يمكن لرجل أن ينظر إليها أو يرغب بها للزواج، حتى أنها تصاب بحالة نفسية مريرة تؤثر عليها عضوياً ما يجعلها تخضع لعملية استئصال الرحم قبل أن تتزوج..فضلا عن الصراع المرير الذي تعيشه بينها وبين نفسها ومع المجتمع الذي لا يرحم "العانس" حسب ما يطرح الفيلم.

من جانب آخر يصوّر فيلم "بنتين من مصر" مشهدين وربما ثلاثة مشاهد لمشرفة تجمع الفتيات اللواتي بلغن الثلاثين وتجاوزن هذه السن ولم يتزوجن، هذه المشاهد كانت مهمة في الفيلم ورغم أهميتها إلا أنها لا تخلو من القسوة التي يبدو أرادها المخرج محمد أمين، ومن هذه المشاهد نختار إجابات بعض الفتيات "العانسات" حسب ما صوره الفيلم بعد أن تطرح عليهن المشرفة سؤال يقول: إيه اللي ممكن يخوفكم لو ما تجوزتوش؟.

تقول إحداهن: أنا بخاف لو ما تجوزت إني اضطر اتجوز واحد في بلد آخر وأموت في دولة بعيدة عن بلدي ويصلى علي في كنيسة مش كنيستي واندفن في أرض مش أرضي؟؟؟
وفتاة أخرى تقول: أنا ممكن أعيش من دون زوج لكن ما بتخيلش نفسي أعيش دون طفل، أنا عايزة أمارس أمومتي..

إجابات كثيرة مختلفة كل واحدة عن الأخرى لكنها جميعها تحمل الغصة والحسرة على سنوات عمر تمر على الفتاة دون أن تحقق حلمها بالزواج.

ولكن هل يمكن أن تكون الفتاة في مجتمعنا العربي مثل "حنان" بطلة الفيلم..هل يمكن أن تكون عرضة للأمراض النفسية والجسدية والصراع الداخلي بينها وبين نفسها وبين المجتمع والتقاليد أيضاً.. لا نتوقع أن تكون الفتاة العربية بهذا الضعف والسكون الذي صوره فيلم "بنتين من مصر"..

ورغم كل ما ذكرناه..ومن القسوة الواضحة في الفيلم .. إلا أننا لا يمكن أن نُغيّب أهمية الفيلم وأهمية القضية التي طرحها مؤلف الفيلم ومخرجه الأستاذ محمد أمين ..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى