الاثنين ١٣ حزيران (يونيو) ٢٠١١
بقلم عبد الستار نور علي

بيني وبين الشاعر الفلسطيني سعود الأسدي

(1)

يقول الشاعر الفلسطيني سعود الأسدي في قصيدته (لن أنساكِ):

يا حلوةَ العينينِ لنْ أنساكِ
حتى ولو أصبحتُ في النُّسّاك
قد قيلَ: إنّ الصّخرَ فيه قساوةٌ
والصّخرُ لي قد قالَ: ما أقساكِ !
بالأمس كنا موجتين تمازجا
في روضِ أحلامٍ شهيٍّ زاكي
فإذا الذي ما بينَنا بكِ قد غدا
من جفوةٍ وتنافر ٍ ، وتشاكي
فإذا مررتُ بقربِ بيتِكِ مرّةً
ورأيتُ طيفَكِ من ورا الشبّاكِ
سارَعْتِ في إخفاءِ حالِكِ عنوةً
وحَرَمتِني نظري إلى مرآكِ
فأظلّ أنطرُ من مكاني واقفاً
متشاغلاً كي ترجعي وأراكِ
لكنْ أخافُ من الوقوفِ تحسباً
من أنْ تراني أمُّكِ ، وأباكِ
فأروحُ أصفِرُ في الطريق تحرّشاً
فِعْلَ المراهق في الصَّبا بصِباكِ
وأصيرُ أنظرُ من ورائي خِلسةً
وكأنني أبغي أشوف أخاك
فأراكِ تسترُكِ السّتارةُ خلفَها
فِعْلَ الغمامِ بنجمةِ الأفلاكِ
فأسيرُ كالأعمى كأنّي لا أرى
أحداً على طولِ الطريقِ سِواكِ
فإذا خفِيتِ بمُنحنىً عن ناظري
أمشي بإصغائي لوَقْعِ خُطاكِ
حتى إذا غُمَّتْ خُطاكِ يسيرُ بي
من حيثُ سِرْتِ على الطريق شَذَاكِ

وعلّقتُ مرتجلاً على القصيدةِ :

الشاعر الباهر الأخ سعود الأسدي،

تبهرنا شعراً رقيقاً رائقَ الأسلوب بهيَّ الصورة رقيقَ الحاشية رهيفَ الاحاسيس:

ماذا فعلتِ بشاعرٍ يهواك
ألقيتِهِ في ذارياتِ هواكِ
هيّجتِ فيهِ بلابلاً محبوسةً
بينَ الضلوعِ براسفاتِ شِباكِ
لعبتْ بهِ شوقاً صبابةُ عاشقٍ
حتى رأى الأطيافَ حلوَ لقاكِ
فالريحُ عطرُكِ سارياً بهبوبهِ
والنجمُ في لمعانهِ عيناكِ
يا واحةَ الشعرِ التي قد ألهمَتْ
هذي الفرائدَ منْ هوى ذكراكِ
أنتِ الإلهةُ في معابدِ حرفهِ
فسجودُهُ وقيامُهُ: "أهواكِ"
ماذا دهاهُ ، هو الحصينُ بلُـبّهِ ،
حتى استحالَ على صداكِ الحاكي!
لا بدَّ منْ شكرانِ معشوقٍ روى
كأسَ الحبيبِ قصـائدَ الأفلاكِ
وسعودُ ياصَبّاً ومحمولاً على
عشقِ الرويِّ برقةٍ ، وتباكِ
أطربتنا منْ مُرهفاتِ قصيدكم
فجثوتُ في الأبياتِ كالنُسّاكِ

مع حبي وتقديري لشاعرنا الكبير سعود الأسدي

عبد الستار نور علي


وقد أجابني :

الشاعر الكبير

والأديب الأثير

الأستاذ عبد الستار نور علي

تحياتي عاطرة

تطير إليك من سماء الناصرة

أخي الكريم
يأتي شعرك كالعيد
في أحلى المواعيــد
وتتراقص أبياتك كالغيد
بثـــوب العيش الرغيد
فأجدني حائراً
أأقتحــم اللجة
أو أتذرع بالحجّة
بأنّي ضعيف منين
وقد تملّكني كالعَوْد الأنين

ولكن وتبعاً للمثل القائل :

إن علق الحر ما يلبط

فقد شجّعت نفسي بعد أن طارت شعاعا

فقلت مرتجلاً وشدوتُ عجِلاً :

يا عبــدُ بل يا سـيّـدَ الأملاكِ
بلُقاكَ أفلتَ من يديّ ملاكي
أعليتَ برجاً من قصيدكَ شامخاً
فغدا يناطـــــحُ قبّةَ الأفلاكِ
وأنا بنائي صار بيتاً واهياً
وبدتْ شروخُ الصخـر في مِدماكي
ولربّمـــا يهوي لأوهـى هـزّةٍ
فوقـي فأغدو فيـه دون حراكِ
وإلهةُ الشعــر التي قد غادرتْ
إن أقبلت يومــاً أقلْ بشراكِ
لكنّها هجرتْ بعيـداً وانتحي
قلبي ونفسي في أشدِّ عراكِ
نفسي تحدّثني لتغرقَ في الهوى
والقلبُ من وجعٍ يقول : كفاكِ
وطموح نفسي لا يزال مُساوري
أرضـاه حتى لو سعى لهلاكي
والحبُّ أشرفُ ما يكونُ رغيبةً
مُلْكٌ ويفضلُ سائـرَ الأملاكِ
وأنا أقول لكل غانيةٍ سمتْ
نفسي وقلبي بالغرام فِداكِ
وأراك َيا (ستّارُ) مثلي في الهوى
ولأنـت رأس عصابـــةِ الفُتّـاكِ

ودمتَ راعياً للظرف واللطف والأدب
بإخلاص ومودة واحترام

* جرت هذه المساجلة الشعرية في مجلة المثقف العدد: 1539 الجمعة 08/10/2010 4/5/2011

(1)

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى