الثلاثاء ٢٤ آذار (مارس) ٢٠٠٩
بقلم أحمد مظهر سعدو

بين يدي عيدك أيتها الأم

في انبثاقات النور الدنيوية، وعبر شهب الحب، الصاعد من جوانية العشق الملوكي لعالم الأم المترامي الأطراف، وعندما ترسل الشمس انسحابات شعرها الذهبي لحظة الانطلاق، وحيث يقف القلب الكبير وقد فرد جناحيه استقبالاً واستهلالاً ليوم التجلي المعجون بالعطاء المتدفق .. في هذه الهنيهة بالذات يتلاقى اللاهوت الرباني بخليفته على الأرض، فيترك الأثر بعد العين..

انه يومك ياسيدة الغوالي .. انه منك وفيك يا انفلات الصبح الإلهي، يا درة العشق، وهيام القلب بالأنا الأعلى .. ومعزوفة الربيع على لحن للسنباطي، أو أيقونة عشق أطرشية،مطعمة بلوحة سريالية للماهية المعطاءة أبداً..

في يوم العطاء الأمي، ولحظة الولع والعبث الرباني، يتبدى قلب مديد في ليلة عيد، وصوت الله أكبر يؤذن بالأمة أن هلمي، وبجموع الناس من المحيط بغرب الأمة إلى الخليج بشرقها .. أن آن الأوان لإعادة صياغة لحيوات جديدة متجددة، ومساءات عربية لا تنتهي، فالأم أزف موعدها .. وإيثار النفس حان وقته، ومكنونات الداخل تفيض عشقاً وعطاءً بلا مقابل .. والأم في يومها ليست كأي أم، أو كأي امرأة بل هي شلالات لنهر لا تنقطع ماؤه، وجبل لا تأخذه على حين غرة كل تفاعلات الجو والنو، وهدير (تسونامي) للحب والعطاء، لاليس كمثله حب أو عطاء .. إنها الأم العامرة عمار الدنيا، وأمومة الأسرة الممتدة، لا المحددة، فالأم أم عامر، ومن على أيقونة حاسوبها الرباني و (لا بتوبها) اليقظ على طول المدى، هي هي وليس الاها، من يفيض بردى على هدي حبها الكبير، وتلاطم أمواجه المتدفقة في سنين الخير الوفير .. في يوم الأم تتخلى الدنيا عن زخرفها، وتتزين فقط إليها ولها.. وولهابها .. ويقف المرء صاغراً أمام عظمة حنانها، وتفانيها، في خدمة البراءة والطفولة المتتابعة .. في يوم الأم يتحد اللاهوت بالملكوت .. وتستوقفنا الثلاثية المحمدية المحبزة والمخولة لهذه الأم على سائر العالمين، حين راح الرسول العظيم يؤكد على الأولوية الثلاثية التي لم تأت من فراغ، بل من كون الله قد تجلى على رسوله، (وما ينطق عن الهوى ) ليرسل الحديث الشريف سنة لنا وهدياً للناس كل الناس .. وعندما نحاول استنساخ مايشبه أو يقترب من ماهية الضمير الأمي .. ينفلت القلم من بين الأنامل رافضاً التشبه أو التشابه.. ليعود إلى الأصل والأصول .. وليقول من جديد .. يعلو النسق الاجتماعي .. ويزداد علواً ..ففي عيدك أيتها الأم الرؤوم تعجز الكلمات ويحار الحرف، ويجف المداد، وتنتكس البلاغة، وينفرط عقد الصياغة اللغوية العربية، فالأم أجل وأكبر مما يمكن أن يرسمه القلم، أو يلاقحه العلم، أو التقانة الحداثوية العصرية .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى