الخميس ٧ شباط (فبراير) ٢٠٠٨
بقلم
بَناتُ آوى
فَلتَصرُخي بَناتَِ آوىمُنذُ مَوتٍ أَحمِلُ الرُّؤيا عَلى سِنانِ رُوحيأُشعِلُ الأَضلاعَ مِن ذُبالَةِ الرُّوحِ الَّتي أَنفَقتُها سُدىلَعَلَّها تُضيءُ حَولي غابَةًأَشجارُها مَشانِقٌ، أَزهارُها حَديدْفَلتَصرُخي......فَمُنذُ مَوتٍ لَم أَزَل أَجُرُّ خَلفي ما تَبَقّى مِن خَريفي :بَعضَ آثارِ الجُنودِ....بَيرَقاً...وَالجِسرَ...والفَوضى...وَجوقَةَ النَّشيدْماذا تَبَقّى مِن رِدائي غَيرُ لَحميذِكرَياتٍ مِن جَليدٍ.... مِن جَليدْ؟!ماذا تَبَقّى ؟اُصرُخيهذا هُوَ الخَيطُ الَّذي لا يَنتَهيوَردانُ ، وَاسمي ، وَالقَطاةُجَفَّ كَفّي فَوقَ زَهرٍ ذابِلٍلَم أَقطَع الأَعرافَ بَرقاًلَم يَزَل قَلبي عَلى زِنادِ خَطوينِصفُ عُمري كانَ ليوَنِصفُ وَقتيغَيرَ أَنّي قَد أَضَعتُ الخَطوَ أَمشيخلفَ آثارِ العَبيدْما كانَ بَيني حينَ سَدَّدتُ الخُطىوبينَهاإلاّ ذِراعٌ تَرتَجِفْرَأَيتُ جِسراً مِثلَ حَبلٍقَد تَدَلّى مِنهُ صَيّادٌ وَحيدْرَاَيتُ جِسماً مِن حَديدٍ بارِدٍشَقَّتهُ روحي خِلسَةًرَأَيتُهامَليكَةًتَحُطُّ فَوقَ عَرشِهاشُجَيرَةٌ غُصونُها ضَفائِرٌ وَماءْرَأَيتُهاأَضَعتُ عُمري لاهِثاًوَراءَ آثارِ الغُرابِمَرَّةً صَدَّقتُ روحي كاذِباًوَمَرَّةًكَذَّبتُ روحي صادِقاًما كنتُ وَحدي واقِفاً خَلفَ الزِّنادِكُلُّ رَملِ البَحرِ خَلفي.... كانَ خَلفيكُلُّ عُمري كانَ خَلفي.... مِلءَ خَلفيكُلُّ خَيباتِ السِّنينِكُلُّ حُزني واقِفٌ فَوقَ الوَريدْالآنَ أَمضي راضيا نَحوَ السَّماءْجَدَّدتُ عُمريلَم يَكُن لي جُثَّةٌ أُخرىتَجيءُ كُلَّ عامٍ بالبَريدْ
إلى عبد الرحمن منيف، ذكرى الجسر الذي ما زال معلقا كالمشنقة