السبت ١٩ نيسان (أبريل) ٢٠٠٨
بقلم
تجليَّات عاشقٍ صوفيٍّ
إِلَهَ الحُسْنِ، مَا سِرُّ الحِسَانِ؟ | |
أَتُوْقُ لَهُنَّ، وَالوَجْدُ اعْتَرَانِي! | |
أُنَادِي صَبْوَةَ الكَلِفِ المُدَمَّى | |
إِذَا مَا الغَيْثُ في عَيْنِي رَوَانِي | |
وَفي اللَّيْلِ المُوَشَّى قَدْ أُصَلِّي | |
وَأَصْدَحُ في الصَّبَاحِ بِلا أَذَانِ | |
فَهَا نَجْمٌ تَوَارَى، ثُمَّ أمْسَى | |
أَنِيْسِي، وَالضِّيَاءُ رِضَاً حَبَانِي | |
وَهَا أَرْضٌ سِطَامُ الكَوْنِ فِيْهَا | |
سَتَرْحَلُ نَحْوَنَا حَتَّى تَرَانِي | |
فَإِنَّ العِشْقَ شِيْمَتُهُ ابْتِلاءٌ | |
يُصِيْبُ القَلْبَ مِنْ دُوْنِ ائْتِمَانِ | |
وَذِي الأَيَّامُ قَدْ سَخِطَتْ، فَجُدْنَا | |
بَأَشْعَارٍ بِلَوْنِ الأُرْجُوَانِ | |
تُحَاكِمُنَا، وَحِجَّتُهَا مُرُوْقٌ | |
أَصَابَ النَّاسَ مُذْ عَرَفُوا الأَغَانِي | |
فَتَسْجُنُنَا، بِجِبْكٍ دُوْنَ مَاءٍ | |
وَتَلْعَنُنَا، فَتُهْمَتُنَا الأَمَانِي | |
وَلَكِنِّا بِدِيْنٍ مَا كَفَرْنَا | |
وَسُحْتُ الخَلْقِ أَنْ عَشِقُوا الغَوَانِي | |
غَرَامٌ، لَيْسَ إِلا، أَوْ جُنُوْنٌ | |
وَأَفْئِدَةٌ وَأَرْوَاحٌ تُعَانِي | |
فَكَيْفَ سَيُنْصَفُ العُشَّاقُ يَوْمَاً | |
بِمَحْكَمَةٍ تُقَاضِي مَنْ رَعَانِي؟ | |
مَشَى الإِحْرَامُ نَحْوِي، فَافْتَرَقْنَا | |
فَلِمْ أُجْلَدْ لِجُرْمٍ فيَّ فَانِي؟ | |
وَحَجَّ الكُفْرُ، وَالحُرُمَاتُ صَلَّتْ | |
غَدَا حَرَمَ المَحَبَّةِ عُنْفُوَانِي | |
وَأَسْأَلُ عَنْكِ حُجَّاجَاً وَزَهْرَاً | |
وَعَنْ عَيْنَيْكِ أَسْأَلُ كُلَّ حَانِي | |
أُجَابُ بِحَسْرَةٍ: "هَجَرَتْ وَبَانَتْ" | |
فَأَبْحَثُ فيَّ عَنْكِ وَفي زَمَانِي! | |
فَأَيْنَ أَرَى ابْتِسَامَاتٍ وَعِشْقَاً | |
كَتِلْكَ عَرَفْتُ في عَهْدِ التَّدَا | |
وَمُذْ هَجَرَتْ، أُرَاقِبُهَا خَفِيَّاً | |
أَرَاهَا في المَغِيْبِ، فَهَلْ تَرَانِي؟ | |
أُغَنِّي لِلعَشِيْقَةِ بَعْضَ شِعْرِي | |
فَيَرْقُصُ في بِلادِي كُلُّ عَانِي | |
وَأَخْشَى أَنْ يَضِيْعَ السِّرُّ مِنِّي | |
فَتُفْتَضَحُ القَصَائِدُ وَالأَغَانِي | |
وَمَا سِرّيِ سِوَى عِشْقٍ بَرِيءٍ | |
وَيَعْرِفُهُ العِبَادُ وَمَنْ بَرَانِي! | |
أَنَا قَدْ تُهْتُ في وَجَعِي سِنِيْنَاً | |
كَفَانِي حَسْرَةً، حَقَّاً كَفَانِي! | |
هَرَبْتُ مِنَ الغَرَامِ فَعُدْتُ قَسْرَاً | |
إِلى سِجْنٍ عَرَفْتُ بِهِ أَمَانِي | |
جَعَلْتُ قَصَائِدِي خَمْرَاً وَفِكْرَاً | |
وَحِكْتُ مِنَ الصَّبَابَةِ مَا حَمَانِي | |
وَقُلْتُ سَأَحْكُمُ الدُّنْيَا بِرِفْقِي | |
فَمِنْ رَثِّ المَرَارَةِ صَوْلَجَانِي | |
إِذَا مَا الكَوْنُ يَنْسَانَي سَأَرْضَى | |
وَلَكِنْ ذِكْرُهَا أَسْمَى الأَمَانِي | |
عَشِقْتُ الشِّعْرَ، وَالأَلْحَانَ دَهْرَاً | |
فَلَمْ أُسْعَدْ، وَلَمَّا يُنْصِفَانِي! | |
رَحَلْتُ لِيَبْحَثَ القَلْبُ المُنَادِي | |
عَنِ الحَسْنَاءِ في أَرْضِ القِيَانِ | |
فَعُدْتُ وَلَمْ أَجِدْهَا في ارْتِحَالِي | |
وَلَكِنِّي وَجَدْتُ اللهَ دَانِي | |
تَجَلَّى اللهُ في عِشْقِي، وَصَلَّى | |
عَلَيَّ، وَعَفْوُ رَبِّي قَدْ أَتَانِي | |
نَسَيْتُ الحُزْنَ، وَالدُّنْيَا تَلاشَتْ | |
وَتُهْتُ بِعِشْقِ مَنْ يَهْدِي الغَوَانِي |