الأربعاء ١٠ آب (أغسطس) ٢٠١١
بقلم موفق الماجد

ترتيلة آيات النصر

أهدي كل آياتِ كتابِ النصرِ ترتيلَ: "إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم"، إلى آيات القرمزي، وكذا أهديها كل مقامات التلاوة، وبحراً كاملاً من طيبِ قطيفِ الوردِ من ضفافكم الغربي الملاصق لكم تبركاً بعنفوانكم الهائج بأمواج متلاطمة.

ماذا أقولُ و قالت الآياتُ
فصل الخطابِ حروفه ثوراتُ
ونقاطُ أحرفهِ قنابلُ وقِّتَت
مقياسها عزمٌ رؤىً وثباتُ
لتفجرَ البركانَ بين سطورهِ
وزناً عروضاً خطّ فيه نحاةُ
ماذا أقولُ و قالت الآياتُ
عرسُ الكلامِ تزفهُ التوراةُ
عرسٌ يرتلُ جبرئيلُ نشيدَه
ويخطُّه الإنجيلُ والسوراتُ
ماذا أرتلُ بعدَ مَا قد رَتلت
بأذانِ قربانِ الضُّحَى صلواتُ
بحرٌ وبحرٌ بينهم حريةٌ
كادت عليها أنْ يبَحَّ أَباةُ
كسفينةٍ في البحرِ سافرَ موجُها
وأتتْ على شُطآنها اللّزْبات
فاعْكِف على تَرتيلة النصرِ التي
قد بشّرت فتفجّرت زفراتُ
فتطاولت بالنصرِ كلُّ غصوننا
واخضوضرت أعشابُنا اليَبِساتُ
وتطايرتْ في الفجر كلُّ طيورنا
يتسابقون لتصدحَ الدعواتُ
فلنا بموتِ الظالمين حياتُنا
إن الحياةَ مع الطغاةِ مماتُ
فلقد أحبَّ الظالمون شتاءَنا
حِيناً أضرَّ المسلمين شتاتُ
ولقد أقضّ القابضون مضاجعاً
فأفاق في الزمن الكسُول رفاتُ
واستُنهِضَ العُشبُ الحزينُ من الكرى
فصحَى ربيعٌ واستطال نباتُ
وتنفَّس الصُّعداء كل أُباتنا
فتزاحمتْ في فجرنا الصلواتُ
أَخَوان قد رامَ العدو شقاقهم
وتجاهلوا جسداً حَوَته صلاتُ
أَخَوان نحو سمائِهم نظراتُهم
يتعانقان فهبت النفحاتُ
فإذا هتافٌ نحوهم متناغمٌ
بُشراكمو نادتهمو الدعواتُ
متفائلٌ يحنو على متفائلٍ
أمواجُ بحرٍ بينها قبلاتُ
آياتُ إسمٌ للإباء وإنما
قد حار فيها العدُّ والسنواتُ
فحروف آياتٍ تطاول نصفُها
لكَمِثلَما قد طالت النخلاتُ
وتواضعت حين استطال حروفُها
ولجودِها تتساقطُ الثمراتُ
التاءُ تشهدُ أنَّها حُوريةٌ
أو رحمةٌ إنْ حلّت الكرباتُ
أو تحفةٌ قد زخرفت بجواهرٍ
أو لؤلؤٌ إذ عزّت الساحاتُ
فلقد توسَّع بالصَّدى أرجاؤُها
حينَ استجابت للأسى الصيحاتُ
تمشي بحَدوٍ في الطريق كأنَّما
فاتَ البعيدُ وتركضُ الطرقاتُ
سيري على اسمِ اللهِ ثابتةَ الخُطى
واخطِ الهُوينا تقربُ الخطواتُ
فتعاظَمت لما تَجهور صوتُها
وتيقَّنت أنَّ الكفاحَ نجاةُ
وغدتْ تبثُّ إلى الأباةِ بشائراً
تُوحي بأنَّ عروشَهم خَرِباتُ
حتى إذا قالَ الإلهُ بمحكمٍ
إنْ تنصروا الباري تلذَّ حياةُ
يا إخوتي إن الحياةَ كرامةٌ
لا ذِلةٌ لتُزَوَجَ الظلماتُ
حتى يكون الخوفُ من أبنائها
حجراتُ خوفٍ حضنهنَّ بغاةُ
إن النساءَ يَلِدْنَ مَا قد أُحبِلوا
ونساؤُنا أولادُهنّ أباةُ
وحلائلُ الأولادِ ثوراتٌ إذا
ما أَنجبوا تتوالد الصرخات
وإذا تعالتْ أَنجبت حريةً
وأفاقَ فجرٌ فاستفاقَ غفاةُ
فإذا تلتْ آياتُ فاستمِعوا لها
فإن استمعتم سالت العَبَراتُ
هي آيةٌ للنصرِ إنْ قُرِأتْ على
مُسْتَشهَدين تجلَّت الجناتُ
فإذا تحقَّقَ نصرُنا في آيةٍ
كيفَ الحياةُ إذا تلتْ آياتُ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى