الثلاثاء ١ شباط (فبراير) ٢٠٠٥
بقلم عبد المجيد محبوب

تشــقــــقات

آخر شيئٍ كنتُ أُفكر فيه ،هو أن تأتي إلى غرفة نومي ،بعد كل الذي حدث...توقعتُ أن نلتقي في أي مكان ما ..إلاَّ في منزلي...وفي غرفة نومي.

كان قد حدَّثني زوجي عن صديقٍ بدأ العملَ معه حديثا،أتى من المدينة التي شهدت طفولتي... دراستي ..حُبَّي وكلَّ ذكرياتي .
لم يذكر لي اِسمكَ ، فقط كان يقول لي "صديقي الجديد" ..حكى عنكَ كثيرًا ،قال لي ذات مساءٍ عن أول لقاءٍ بينكما: كان الجو ماطرًا وقد أصاب سيارتي عطبٌ لم أجد له حلا ، فإذا به يعرض عني مساعدتَه ، ولم يمض وقت طويل حتى أصلحه ، وهمَّ مكملاً سيره وعلى ظهره حقيبة ثقيلة رغم صغر حجمها دون أن يترك لي فرصةً لتقديم عبارات شكر على مساعدته..لحقت به وعرضت عليه أن أوصله على حيث وجهته ،فكان رده أنَّ أفضل شكرٍ له هو أن أدعه يمشي تحت المطر لأن معه ذكريات جميلة يحب أن يعيشَها .
أما زلتَ تعشق السيرَ تحت المطر وتدندن (أنشودةَ المطر) [1]؟!
"أتعلمين أي حزن يبعث المطر
وكيف تنشج المزارير إذا انهمر
وكيف يشعر الوحيد فيه بالضياع
بلا انتهاء كالدم المراق كالجياع
كالحب كالأطفال كما الموت هو المطر"
أعترفُ أنه ليس سهلا أن تتخلى عن هذه العادة كلما حنَّت السماء للبكاء ...ليس سهلا
(ليس سهلا) بقيتُ أعيدها حتى أعادت هذه الجملةُ إحدى قصائدكَ التي كان عنوانها
(ليس سهلا) [2]
"ليس سهلا..يا أنا
للذي
كان يهوى بدرَ (أوت)
أن يعيش
تحت أنصاف الهلالِ..
ليس سهلاً
للذي يخشى الظلالَ
أن يرى
تحت شمس الشوق ظلََّ الانكسار
مستديـمًا
ولقد كان يـذوب
دائـمًا
في ظـلالِ البرتقالِ..
ليس سـهـلاً
أن تصـيري
بعد هذا الحـب ذكرى
تنتـهي
كانتـهاء الماء في ظمأى الرِّمالِ "
لستُ أدري أَمِنْ حُسْنِ حظَّي أم من سوئه أن يحتلَّ "صديقي الجديد" اسمكَ الذي يعرفك به الناس؟‍!

كنتُ أظنُّ أنَّني هربتُ منكَ إلى هذه المدينة ،ومن ذكرياتي...و ها أنتَ اليوم تدخل بيتي وغرفةَ نومي، التي لم يدخلها رجلٌ غريب مذ دخلتُها عروسًا تحسب أن خلايا الذاكرة التي خصَّصتُ لكَ فيها مساحةً واسعةً كصبركِ الأسطوري ستتخرب لحظة تخرُّب غشاءَ الأنثى.

تدخل معه بترحيبٍ كبير ٍ...أحمل لكما القهوةَ الثقيلة التي لم أكن أطبخها كذلك إلاَّ بعد أن عرفتُ أنكَ تحبها ثقيلةً منذ زمن...تنفجر عجلات الزَّمنِ الأربع ...تجفُّ كلُّ قطرة سائلٍ

في جسمي...أحاول المكابرةَ ..أمسك ما في يدي خشية أن يُفْضَحَ أمرُنا وكأني أمسكُ فوهةَ بركانٍ مخافة أن ينفجر...وها أنتَ مثلي تكابر-كما عهدتك- وتصل جمرةُ السيجارة شفتيكَ لتحرقهما دون أن تدري.
مازلت تدخن بشراهتك الأولى التي جعلتني أدمن رائحةَ تبغك ، وكنتُ أضطر إلى التقرب

من والدي كثيرًا أوقات تدخينه في نهايات الأسبوع التي كانت طويلةً كي أعود إلى حيويَّتي ونشاطي ...كنت مدمنةً دون أن أدري ، ووجدتُ صعوبةً في التأقلم منذ ذلك اليوم المنقوش في سجلات الذاكرة.

لم يفهم ثالثُنا ليعرف ما يحدث الآن...ولم يكن لأيِّ ثالثٍ أن يعرف .
يقدِّمك لي:هذا صديقي الذي حدّثتُكِ عنه .

وهل كنتُ بحاجة لأن يقدِّمكَ شخصٌ لي..أنا أعرفك ...كنتُ أعرفك أكثر ما أعرفني..أعرف ما تفكر..ما تحب وما تكره...أعرف أحلامكَ وكوابيسكَ..وأعرف حتى اليوم الذي تستيقظ فيه وتكون بحاجة إلى حمَّام..أعرف تفاصيلكَ كلها ،فكيف يأتي رجلٌ ليقدمك لي ؟! كيف يأتي رجلٌ إلى امرأةٍ ليعرِّفها على نفسها حتى ولو كان زوجها؟!

كيف لرجل يأتي ليعرِّفني بالرجل الذي صيَّرني امرأةً وأيقظ في عروقي الأنثى التي كانت نائمةً تحت قهر الأيام الأولى واستمرت في سباتها حتى أتيتَ وأيقظتَها ، ألم أكن حتى سنِّ الثانية والعشرين لا أهتم إلا بأخبار الرياضة ونجومها وآخر الأفلام البوليسية وأفلام العنف والإثارة.؟مذ وُلِدتُ أشاعت عني أمي أنني ولدٌ وأطلقت عني اسم ذكر خشيةً من أخي الذي يكبرني والذي أقسم أنه إن ولدت أمي بنتا سيخنقها ،لأن صديقيه لهما أخوين يتباهيان بهما ويلعبان معهما ، ولم يكن ليقبل ألا يكون مثلهما .
كنتُ طوال السنوات الخمس الأولى أعيش تحت راية اسمٍ اختاره لي أخي وأنا لم أر النور بعد ..كنتُ طفلا مع أطفال الحي حتى بدأت تضاريس جسمي تتغير ،فكرهته ولم أهتم به ...عشتُ زمنًا لم أكن شابا له كل حرية الشباب ولم أكن أنثى تتطلع إلى ما تتطلع إليه من هنَّ في سني ، حتى جئتَ أنت لتعيد الأمور على وضعها المفروض ..الوحيد الذي رآني بالعين التي ترى ما وراء الستار الذي ظل يحجب شمس حقيقتي..لم يكن سهلا..لكنك استطعت أن تصيِّرني امرأة بكامل أنوثتها ليبقى الماضي صفحةً تبعث على الاِبتسام أحيانا وعلى الاِستغراب أحيانا.

كيف لرجل أن يأتي ويعرفني بالرجل الذي ظلت يده مبسوطة لي كي أدخل عالم الكتابة والإبداع ومنحني اسما أدبيا صرتُ أُعرف به شاعرةً وقاصةً قيل عنها في أكثر من مرة أنها مميزة وتملك جمهورًا واسعا قرأ لها في الجرائد التي كنتَ تبعثُ لها بأعمالي ،واستمع لها في الإذاعة ومن على منصات الإبداع .

مددتُ يدي كأني لم أمدَّها لأحدٍ مذ ولدت، وعجلات الزمن لم تزل مخرَّبةً ...مددتَ يدكَ التي كانت كأنها تخرج من جبل إسمنت يوشك على الجفاف...المسافة بين يدينا بعيدةٌ ..بعيدةٌ كالحلم الذي بنيناه ذات كذبةٍ ...تمشي دماؤكَ في عروقي ليعود شيءٌ من النَّبض لها ...آخر مرة مددتُ يدي أصافحكَ كان آخر يوم اِلتقينا...كان الجو حارًا كأشواقنا التي كانتْ...طلبتُ منكَ أن نلتقي عن طريق ثالثٍ... كنَّا لا نحب ثالثًا بيننا، لكن أنا بحماقتي جعلتُنا مُكْرَهينَ عليه ..تركتَ شغلَكَ الذي كان يحاصره الوقتُ من كل صوبٍ وجئتني ..كان يمكنكَ ألاَّ تأتي كأقرب احتمالٍ يقوم به رجل كُسِرتْ أضالعه بعنفٍ شديد ..كنتَ تستطيع أن ترفض لقائي لتتركني أموت بحرقتي وقنوطي ...كنتَ تستطيع أن تقول للذي حمل رسالتي أنكَ لا تملك وقتا تضيعه
في شيءٍ لم يعد يعنيكَ..أو أنَّه لم يعد في سجلاتي امرأةٌ تدعى(....)... كنتَ تستطيع أن تردَّ على ما فعلته بكَ بأكثر من طريقة كي تعيد لي جزءًا من الحنظل الذي سكبتُه في جوفكَ عنوةً ..وأنا التي أدخلت سيفَ الجرحِِ بين ضلوعكِ وأنتَ تفتح لي صدركَ كي تحضنني ...ضربتُ بالسَّيْفِ يمينًا وشمالاً ولم أكتفِ بل رحتُ أتلذّذُ كساديةٍ محترفة ..وأنتَ في وقتٍ كنتَ بحاجةٍ إلى يدِ العون من أبعد الناس...سمحتُ للثالث الذي بيننا الآن -هذا الذي أراكَ نسيتَ ملامحَه ولم تعرف أنه زوجي وأنه الشخص الذي هزمتْ أموالُه أحلامَكَ- أن يحتلَّكَ في وقتٍ لم تزل رغوة الجرح ساخنةً...

سمحتُ له أن يمشي في الطُّرقات التي كنتَ تحكي لي فيها عن الحب والأحلام، وتقرأ لي شِعركَ وتخبرني عن كل بيتِ لم تزل حروفه غير كاملةٍ...سمحتُ له أن يجلس في الأماكن التي كنا نجلس فيها نتأمل الماضي والحاضر ونرسم آتٍ مُطَرَّزًا بالرَّبيع...سمحتُ له أن يأتي ويخرجني من مكان عملي كما كنتَ تفعل أنتَ لأترك زميلاتي يمتن من الغـيرة التي كانت تأكل قلوبهن وهن يروننا نلتف ف
ي بردة الحب سكارى....
لم أنتبه حتى إلى اليوم الذي جئتَ إلى أَحَبِّ مكانٍ لنا، كي تسترجع أيَّامَنا التي لم تذهب ...لتُكْسَرَ للمرة الألف حيث أنا والذي بيننا نجلس فيه وضحكاتنا تملؤه ...كِدْتَ تسقط من الصَّدمة –حكتْ لي صديقتي- ولم أنتبه...كنتَ وراءنا ،لم تستطع أن تحتفظ له بصورةٍ تبقى معكَ للأبد... موقف كهذا كان كافٍ – لو رأيتَ وجهه -كان كافٍ لألا تحضر إلى بيتي وإلى غرفة نومي.
شلاُّلُ ملحٍ كان يعصف بكَ ...وشلال لامبالاةٍ كنتُ ألقاكَ به.
رحتُ أطلبُ منكَ –بثالثٍ- أن تحضِر لي أشيائي التي تحتفظ بها، وصورًا كان قد إلتقطَها زمنُ الحُبِّ ذات يوم لنا.
ما أقساني وما أغباني ..أتظن المرأة أنها حين تطلب أشياءها من الأول يذهب عنها خطرُ تهديدِه لها إن فكر فيه؟ كنتُ أخشى أن تضرَّني بها وأنا أعلم أنكَ فوق أن تفعل ذلك .

كنتَ تستطيع –وإن أعدت لي أشيائي- أن تأتي إلى الثاني الذي بيننا الآن وتخبره عن عدد الخالات في جسمي ..كنتَ تستطيع أن ترسمني بدقة له وتحكي له عن أدق تفاصيلي لكي تفسد عني علاقتي به وتتركني أتخبط كطيرٍ ذبيحٍ بين أيدي الضياع...لكنك كنتَ فوق ذلك.. لم تقابلني بذرَّةٍ من الذي قابلتُكَ به...كنتَ تسأل عني وعن صحتي...كأنكَ لستَ الذي لم تزل رغوةُ جراحه ساخنةً..فمن أي تركيبةٍ أنتَ ؟! وأي مقاومة أبديتَها ؟! رجلٌ غيركَ كان يمكن أن تنمو في صدره سلوكاتُ العِدَاءْ .
كنتُ قاسيةً معكَ بقدر ما كنتَ تحبني...لو كنتَ أنتَ من ضيَّعني وجرحني ما كان عليَّ أن أتركَ رجلاً يحتلُّكَ بهذه الصورة الشَّنيعة... وأنا التي قلتُ لإحدى صديقاتي عنكَ:"أخاف أن أصحو يوما ولا أجده معي"..وها هي الصورة تؤخذ مقلوبةً ، نهضتَ بشوقِ اللقاء فلم تجدني.

كنتَ عند موعدكَ ..تركتَ لي أن أختار الزَّمان والمكان لآخذ من وقتكِ المحاصر ساعةً لتلومني
 بعد أن صحوتُ من غيبوبتي تلك الغيبوبة التي عصفت بعقلي وبأحاسيسي كما تعصف الأعاصير بغصنٍ صغير على رأس جبل- علََّ ذلك يريحني ...كانت سيجارتكَ تبادلكَ قُبَلاً عميقةً ...لم تنظر في حتى وصلتُ إليكِ ...لمْ تمدَّ يدكَ لتصافحني لأني ما مددّتها لكَ يوم جئتَ إلى مكان عملي عاشقا يقتله الشَّوقُ لتخطفني وتحكي لي عن نهاية الأسبوع التي كانت دائما طويلةً ... فقط قابلتكَ ببرودةٍ وصمت،ودموع لستُ أدري مدى صدقها من كذبها...كنتَ طيِّبًا ورحتَ تسأل – طوال الطريق-عن حالتي التي لم تكن رأيتَها قَبْلاً...كنتُ صامتةً ..سرعان ما انسحبتُ لأتركَ ثالثاً يخبركَ أنني صرتُ أنتسبُ إلى رجلٍ غيرِكَ منذ يومين.

مددّتُ إليكَ يـدي في لحظةٍ تـشبه التي نحن عليـها الآن..كانت يدكَ لا تحملُ حرارةً كالتي اعتدتُها ولم يكن ثمَّةَ بريقٌ في عينيكَ عوَّدتَني عليه...
طلبتُ منكِ أن تلومني ..أن تسبَّني..أن تضربني إن شئت علَّ ذلك يخفف من حدِّةِ الجرمِ...لكنكَ لم تفعل ... قلتَ لي :لم يعدْ هناك وقتٌ للَّوم والعتاب...(قُضِيَ الأمرُ الذي فيه تستفتيان)...جرحي أكبر من كلماتٍ ميِّتة تطلب السَّماحَ أو اللَّوم ..الجرح أكبر من أنْ تشعرين به وإنْ شعرتِ.
كنتَ تهزمني في كلِّ مرَّةٍ ..هزمتني حين ملأتَ دنياي بالحبِّ الذي كان يحاصرني عمرًا بكامله رغم صدودي الأول وهروبي ...وها أنتَ اليوم تهزمني بعفوك ِالذي لا يقدر عليه إلا عظيم.

قلتَ لي :"اذهبي معه إنه يملكُ ما لا أملك ..إنه عريسٌ جاهز وأنا لا زلتُ لا أملكُ إلاَّ دفاترَ شِعرٍ لا تُؤكل الخبزَ ولا تجلب البيتَ والاستقرار...اذهبي معه ودعي الجراحاتَ لي أتوَّلى أمرها"... ونهضتَ تسابق الوقتَ الذي يحاصركَ كصوَّري التي كانت ذات عمرٍ تحاصركَ.

ما زالت يدي تشدُّ يدكَ ..لم أنتبه كم بَقِيَتْ يدانا معاً...جلبتُ يدي كي لا تنفلت مني فوهةُ البركان...تركتكما وانسحبتُ خارجا.
من قال أنَّ الخلايا التي خصَّصتها لـكَ في ذاكـرتي ستتخرَّبُ مع الغشاء ..أم أني لم أزل عذراء ولم أدري؟! أم أنَّكَ كنتَ مرسوما في غير الخلايا التي يعرفها الناس؟!
أسمع الآن صوتا من الأغوار يقول أنني لم أزل أحبك ..أكذِّبُه ...أهرب منه ..أتحايل عليه بألف طريقة وألف عذرٍ ...أكتشف أنني لم أزل أحبك ذلك الحب الذي كنا نعيشه قبل خمس سنوات ...أكتشف الحقيقةَ الصعبة أنني لم أحب رجلا سواك ...

أكتشف أن الشعور الذي أحمله للذي يجالسك الآن لم يكن حبا كالذي بُعث الآن بعد أن خلته استحال صفحة من الماضي الذي يمكن أن تعيشه أي امرأة ويذوي مع بداية حياة جديدة إنما شعور الاحترام والعِشرة فقط ...هذا الذي يجالسك الآن لم يتدخل يوما في الماضي الذي سبق اليوم الذي جاء فيه خاطبا بحالة مادية لا يمكن أن يُقاوَم إغراؤها ...وجدتُني لحظتها تحت ضغط عاصف ..تأكلني نار الأم التي يلزمها علاج سريع كي تستطيع اللحاق ببصرها الذي يسير في طرق الهروب منها والأخ الذي ضيعت عمرَه البطالة وحالة اليأس الذي ظلت تخنق أنفاسه ،ونار الحب الذي كنتُ أعيشه بهدوئه وأعاصيره .

هذا الذي يجالسك الآن أحترم فيه احترامَه لحياتي التي كانت قبله وللصمت والشرود الذي كانا يزورانني في بداية زواجنا .
هل أنا أخونه الآن بالغوص في حياتي التي كانت معك واسترجعها كاملة ،وبهذا الشعور الذي فاجأني وقد خلته ذوى مذ وطأت قدماي هذه المدينة البعيدة عن المدينة التي شهدت أول لقاء بيننا ذات مساء ماطر في ساحة الجامعة وأنت تدندن (أنشودة المطر) وتمنعني من سقوط أكيد حين فقدتُ توازني في تربة الحديقة التي كانت زلجةً جداً؟!لكن منذ متى كنا نتحكم
في الشعور بالحب ...ألم تقل لي ذات يوم بيتا من الشعر لازلت أحفظه جيدا:

قد نعشقُ الشيءَ إيمانًا وزندقةً
وجِذوةُ العشقِ لا تأتِ من العَمَدِ [3]
هل كنتَ تسترجع كلَّ الذي استرجعتَهُ؟ أم تراكَ خرَّبتَ خلاياكَ التي تحفظني مع أول غشاءٍ فضضتَه؟

تقاذفتني أمواجٌ لا عدَّ لها ...أدخلتَني في شرودٍ طويلٍ لم أستيقظ منه إلاَّ على صوتِ ثالثنا يقول لكَ:"أنتَ مهندسٌ يمكنكَ أن تنصحني ما أفعل لغرفة النَّوم التي بدأت تظهر في سقفها تشقُّقات ".


[1مقطع من قصيدة لبدر شاكر السياب

[2قصيدة للقاص

[3من قصيدة (ثرثرة القلب) للشاعر الجزائري -ابن الرمل-.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى