الخميس ١٨ آذار (مارس) ٢٠١٠
بقلم ريما خضر

تعبت من نفسي

(1)

جريدتي اليومية

لم تأتني بعد

تساءلتُ كثيراً؟؟

عن غموض ِهذا الصباحِ

وأيـنَ أنتَ؟؟

بين قهوتي... وتلكَ الكلماتِ

مسافرٌ في قلبي ولا ألقاكَ

(2)

تعبتُ من جوازِ سفرِكَ

الذي أحملُه في يدي

كقنبلةٍ موقوتةٍ

أحملُها بين وطني... ومنفاكَ

كشريطٍٍٍٍ ممغنـطٍ

على حدودِ قلبينا

يجذبني إليهِ ثم يدمرني

(3)

تعبتُ من الكتابة...

لم يبقَ لديَّ ورقٌ

أكتبُ عليهِ بكائي

لم يبقَ لديَّ زمانٌ

أعرفُ فيه ميلادي

اختلطَتْ كلُّ الأموِرِ

وتداخلَتْ كلُّ التواريخِ

فسحةُ بياضٍ واحدةٌ

ربما تعيدُني إلى ورائي

(4)

تعبتُ من الكلامِ

لم يعدْ لصوتيََ... صَوتٌ

يتكلم

فأنتََ أضرمتَََ في حنجرتي

النيرانَ

ولم يعدْ لديََّ قدرةٌ

إلا على الاشتعالِ...

(5)

تعبتُ من وسطيةِ الأمورِ

من الطعمِ الذي لا طعمَ لهُ

واللونِ الذي لا لونََ لهُ

أريدُكَ أبيضاً... أو أسوداً

فأنا أعشقُ اللونََ الحاسمَ

الذي يجتاحُ مساحاتِِِنا

تعبتُ من تشابكِِِِِِ الخطوطِ

كذاكَ العنكبوتِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ

يرسمُ خريطةَ وجودِهِِ

ولا يعرفُ أينََ مصيرُهُ

(6)

تعبتُ منْ أنا... وهُمْ... وأنتمْ

ومن أولئك الضّيقين حدَّ التلاشي

لو يتسعون... قليلاً فقط

لأصبحوا أجمل...

تعبتُ من ذاكرتي...

التي لا تَنْسى

ومن نسياني الذي لا يتعبْ

ومن التجوالِ في دهاليزِ

عمري المنطوية

لو تنفردُ... قليلاً فقط

لأعبرَ نفسي بسلام

(7)

تعبتُ من انتظارِ اللقاءِِ

ومن احتراقي عندَ الفراقِ

كلما التصقْت تلكَ الأصابعُ

بطينِ الزمنِ المتسخِ

بحماقاتِِِ حبِّنا...

تعبتُ من تلكَ العيونِ

التي تدمعُ ولا تبكي

ومن سطورٍ تملؤها الكلماتُ

وتتراقصُ على أوتارِها

جملٌ بلا فواصلَ ولا نقاطٍ

(8)

تعبتُ من موجٍ لا يكسرُ البحرَ

وشمسٍ لا تكفِي العمــرَ

لو يتكاثرُ الغيمُ قليلاً

ويتكاثفُ المطرُ

لازدادَ البحرُ رجولةً

وفاضتِِ الشمسُ أنوثــــةً

وتزوجا عند المغيبِ...

وأنجبا شفقََ الألمِ

(9)

مرتْ كلُّ الصباحاتِ من حولي

ولم أزلْ..

أكفنُ أجسادَََ أمسياتي

تعبتُ من علاج ِأطبائي

ومن بصارةِِ فنجاني

التجأتُ إلى طبِّكَ...

فربمـا... بعضُ نبضكَ

يشفي آلامـي.

(10)

أحتاجُ إلى إعادةِ بنائي

وإعادةِ ترتيبِ كلِّ شيءٍ

تعبتُ من يوم ٍككلِّ الأيامِ

فتارةً... أجعلُ الصباح َيسبقُ

وتارةً... أجعلُ الليلَ يسبقُ

وتارةً... أرسمُ نجومَ الظهرِ

في وضََحِ النهارِ

أتحايلُ بمكْرٍ... على الزمنِ

فربما بشيءٍ من السحرِ

نقتربُ أكثر...

لنغتربَََ في وطنِنا

ونلتقيََ في عمرِنا

(11)

تعبتُ من علبةِ ألوانٍ باهتةٍ

ومن ريشةِِ رسمٍ هادئةٍ

من الأخضـرِ المنكسرِ...

في زرقةِِ البحرِ وشحوبِِ الشمسِ

ولم يكنْ جنوني كهذا الأخضرِ

لما تساقطَتْ أوراقي...

ولا أتى خريفيَََ الأسود...

(12)

جاءَ تشرينُ... وجئتُ أنا

جاءََ ربيعي بخريفِِ الفصولِ

وانتظرتُ قدومََََََََ ربيعِِِـكَ

انتظرتُ وردةً حمراءََ...

وُلِِدَتْ يومَ لقائنا

ولم ألقاها...

أيها التائهُ في قلبي؟؟

من أنــــــا؟؟

فصولُ حبٍ لعمرك... أنا

جسدٌ ممددٌ في شرودِك هنا

أنا الذراعُ الأخرى لزوربـا

فهل سترقص ُمعي...؟؟

ربما تكونُ فرصتي الأخيرة

لأبقى أنا...

(13)

تعبتُ من قضيةِ الانتماءِ

أنا أنثى المداراتِ البعيدة

فهل ستكونُ مجرتي؟؟؟

ربما أنتمي إليكَ يوماً...

تعبتُ من سذاجةِ خطاهم

أولئكَ كالدمى المتحركة

في أيدي الزمن...

تعبتُ من وجودٍ في اللاوجودِ

من (أكونُ أو لا أكون)...

تعبتُ من نفسي... ومنكَ

من أنا؟؟ ومن أنتََ؟؟؟؟

حلقةُ حبٍّ مفقودة

في داروين جديدة...

(14)

سأحرقُ أرشيفََ حماقاتي

وأجعلُ رمادََها ذاكرتي

تعبتُ من أوراقِ مفكرتي

تأبى العودةَ للخلفِِ

وترفضُ الزحفَ للأمامِ

تبقى كحلزونٍ قابعةً هنا

تعبت ُمن ديكتاتوريةِ القلبِِ

يمارس سلطةَ الحبِّ

على أعينِنا..... على أصابعِنا

على أجسادِنا

في غيابِنـا..... وفي حضورِنـا

(15)

دعني أحتجزُ حقائبََ القدرِ

هنـا... في محطةِِ حبِّنا

فرحلتُنا مجهولةُ المدى

وتذكرتُنا تأشيرةُ نبضِنا

دعنا نسترحْ قليلاً...

هنا على وسادةِِِِِ أوجاعِنا

دعنا نغصْ في متاهاتِنا

وننمْ في كهفِ أسرارِنا

فنحنُ كأهلِ الكهفِ متعبون

هاربون....

عسانا نصحو

بأظافرَ أطول....

وأحلامٍ أكبر....

(16)

تعبتُ من هدوءٍٍ لا يصرخُ

ومن عاصفةٍ تقتلعُ حنيني

من أرضِ الأشواقِ الوعرة

تلك الرياحُ الشماليةُ

حطتْ على جسدي

فتاهَ الحبُّ في غبارِ دمي

تعبتُ من اختلافِِِ... الاختلافِ

ومن توافقِ مواعيدِ اللقاءِ

تلك الساعةُ الواحدةُ

لو تتجاوزِ الستينَ نبضة

لصارَََتْ أحلامُنا أطولَ بكثير

(17)

أتى الشتاءُ الحالمُ بالمطرِ

وأنا أضعتُ مظلةَ أحلامي...

تعبتُ من قدري... الرطبِ

الذي يبللُني ولا يبرُدُ

يلتصقُ بجسدي كالندى

كغيومٍ ماتََتْ في سماءِ وحدتي

فبقيتْ غائمةً... وبقيتُ غائبةً

وبقيَََ الشتاءُ حزيناً...

ينتظـرُ عودةَ المطـر

(18)

إشراقةُ شمسٍ تنيرُ الكونَ

وتعتمُ أغلفتي...

تمحو من وجهي اللونَ

وتكسرُ أجنحتي...

يُتعبني بقايا حلمٍ

يتسربُ من شقوقِ يدي

ويعلنُ الصقيعََ في جسدي

ثلاثيةُ الأبعادِ أوهامُنا

ونحنُ نسقطُ في فراغاتِِِنا

لو كان للأملِ بُعدٌ آخر

لجفَّت آبارُ أوجاعي...

ورئتايا المكبلتان بالحديد

تنفستِِ الألمَ من جديد...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى